يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

حديث في الثقافة...

على المغاربة أن يكسروا كل الكؤوس الصغيرة، التي تتخذ لشرب الشاي في الصحراء الغربية، وفي كل طريق عليهم تعليق لافتة تمنع حمل "الكؤوس الصغيرة" التي تميز الشاي الصحراوي عن غيره.

عليهم أن ينصبوا لافتة، تشبه لافتات "ممنوع بناء الخيم" التي تمنع نصب الخيم في الصحراء الغربية المحتلة، بعد انتفاضة أكديم إزيك التاريخية، ومخيمها الأسطوري، والتي لا تزال فوانيس تلك الخيم "مجموعة كديم إزيك"، تضيء كل السجون المغربية وترفض الإنطفاء، لقد شتتوا الرفاق حينما أحسوا أن نورهم مجتمعين أضاء الكون ولكن توزيعهم كبر اتساع مساحة النور، وشكل فتل حبال الشبكة النورانية التي تشبه في قوتها حبال الشباك التي تصيد حيتان محيطنا العملاقة وحبال الخيمة التي تربط الشبان الأوتاد.
الملك المغربي الذي ظهر يعاقر في كأس كبيرة خمرا، سكيرا يتمايل بين مرافقيه وحراسه في باريس، سيسقط نظام المخزن كأقزام صغيرة في قعر "كأس الواخ"، ذلك الكأس الذي لم ولن يتخل عنه الصحراويون رغم إغراءات كل أنواع الكؤوس الصقيلة اللامعة المزوقة المنمقة.
لقد شوهد رفيقا لصيقا بالمقاتلين في جبهات القتال، ومؤنسا مع كل السجناء في سجون الاحتلال، وسفيرا يجوب العالم من شرقه الى غربه في كل سفارات الجمهورية وكل تمثيليات الجبهة، في كل خيمة صحراوية يصطف مع كل الكؤوس أشباهه وتوائمه، ككل أبناء الوطن.
يخاف الظلام من نوره اللامع الذي يغازل شمس الوطن قرب شاطئ الداخلة الجميل، ويرتعش المحتل من ضوء شمعة يعكس نورها عند أفيم الواد تطيل الظلال وتلمع وجوه الثوار القادمين من المناطق المحتلة، وهم يستمعون لأغاني الثوار وبلاغات جيش التحرير.
وفي كل المناطق المحتلة وكل الشتات يتربع في قلب كل بيت صحراوي ببهاء وفخر.
رمز صغير من أدوات الثقافة الصحراوية، أدوات الشاي الصحراوي، الذي يميزنا عن بقية العالم بل يضاف فن الشاي الصحراوي الى إبداعات الإنسانية.
إن بعض الحيثيات والأشياء الصغيرة، تشبه النقاط السوداء في قطع الدومينو، تكمل بعضها الآخر، خسارة نقطة واحدة توقف اللعب وزيادة أخرى دخيلة تؤدي الى نفس النتيجة.
إنها الأشياء الصغيرة المهمة، التي تبقى كبيرة حينما نحتاجها، لأنها تنتفخ داخلنا، وتكون الفراغ الذي يوسع عقولنا نحن أهل الصحراء الذين ألفنا أن نملأ الفراغ لا أن يملأنا.
إن الكنوز كثيرة في الموروث الشعبي الصحراوي، تحتاج الى النبش عنها بل اتخاذها كسلاح، فالثقافة الشعبية هي الروح وهي العقل وهي ميراث الأجداد الذين تركوا لنا أحزمة للأمان واسعة فضفاضة، كسراويلنا الواسعة التي تربط برباط جلد قوي، لا قطعة قماش ضيقة مربوطة بزر وحيد بئيس ينكسر في أول جولة.
لا يمكن إلا أن نفهم أن الكأس الصغير الذي نشرب فيه الشاي تداوينا من قطرات حملها ضد البرد.
وكم حمل ذلك الكأس الصغير، الفضل الكبير، فهل هناك أثمن، من حليب المرضع لوليد أمه لم تدر ثدييها الحليب، ليكون للكأس فضل ربط حبل الأخوة للولد مع أخيه والأمومة للأم.
لا يمكن للعدو ان يكسر كل الكؤوس الصحراوية فستتحول كل المدن الصحراوية الى مرايا كبيرة تحته تكشف كل ما لا نود ذكره للعالم، بل سيتحول كل كأس الى سكين وخنجر وسيف بتار في يد الثوار.

الأحد، 20 نوفمبر 2022

حكاية الشاي الصحراوي...



ما ذا نحكي عن الشاي الصحراوي؟
ما ذا نحكي عن منبر الحكاية، ومنصتها وطاولتها المستديرة؟
ما ذا نحكي عن الشّاي الصحراوي؟
مربض الخيل الأصيلة، أين تتهامس فيما بينها، وتحكي رحلة الجري الحرّ، بالفارس الممتطي صهوتها، في براري تيرس الحرّة،
ووديان أدرار سطف وزمّور بظلالها الوافرة خيراً ونعماً.
ما ذا نحكي عن عظْمَة الكأسِ:
التي ترفض اللّون، وتعرض عن الزّخرفة، وتأبى اللّين والمرونة، بل ترضى الشّفافية، وتقبل القوة والصّلابة.
ربما اختاره الأجداد ليقدم الدّرس الذي يتكرر دائماً في الموروث الصّحراوي، أن جمال الرّوح والأصالة مقبول
في كلّ مكان وكلّ زمان ولا يحتاج الى زخارف ولا إلى أحجام ولا مقاييس.
يريد أن يؤكد أن من يصنع الجمال ويتقبله هم نحن وأنه ما دام يؤدي دوره كاملا، مشبعا ثقافتنا وتميزنا فلا يمكن التخلي عنه.
لقد اختار الكأس أن يكون ملكا حرا كأهله، لمجتمع بلا طبقات ولا أمراء ولا ملوك.
لا مفاخرات ولا تباهي أن يكون ابن كل خيمة صحراوية موافقا تماما لروح العدالة والإنصاف والتساوي التي ظلت
من خيارات ومقاصد شعبنا الكبرى وأسلوب عيشه وطرق حياته.
لا كأسا طويلة ولا قصيرة، ولا عريضة ولا كبيرة ولا صغيرة.
نفس الحجم ونفس المقاس، تود أن تولد، كحبة الرمل، وضوء الشمس، ونور القمر وكقطرة المطر، ككل ليل ونهار تعاقب، وكل قدر.
أما حين يحل كأسا كبيرا أو صغيرا، فسيعزل بعيدا، ولا يحبذ الشرب فيه. ككل عادة غريبة وكل دخيل أو كل محتل.
لقد اختار أن يكون من يفهمه هم نحن ونحن فقط من نرى جماله ونعرف أسراره وحبه الدفين فينا.
الكؤوس الصحراوية لا حدود لعددها، فالعبرة لم تكن يوما في العدد لدينا، جميعا تؤدي بإخلاص دورها المنوط بها.
ما أكثر تلك الإيحاءات والمعاني المطمورة في عناصر وأدوات المعيشة عندنا، وما أشبهها بالحجرات والعيدان المصطفة
للعبة "ظامة أربعين" التي تمثل جيشا من المقاتلين لا تمييز بينها ولا خذال تؤدي دورها أينما دفعها القدر في الوسط أو في الحواف.
قد تنكسر الكأس ولكن يتم تعويضها بفارس جديد بنفس الروح ونفس البريق ورغم الحزن في فقدان فارس فلا تنتهي اللعبة إلا بموتها جميعا.
فإن كانت الأبعاد الكاملة هي ثلاث طول وعرض وارتفاع فإن الشاي يقدم بتلك الجرعات.
إنه يتخذ كمقياس للبيع والشراء للأشياء الثمينة وكأنه ميزان المجتمع الصحراوي.
يتعدى الكأس كل حدود ويستعمل للأدوية وكمقياس للسوائل وحجمه الثابت أصبح معيارا موثوقا ولا بد أن يكون متداولا.
لا يمكن اختزال الشايّ الصحراوي في أنه مجرد شراب بل هو روح الضيافة ومثل الكرم الصحراوي سيظل يقدم ساخنا.


الجمعة، 29 يوليو 2022

قمة الأسى...

 في قمة الأسى، حينما تُغلق المعابرُ، وتسد الطرقات، ويبزغ الفجر رتيبا بائسا، وتغيب الشمس كئيبة حزينة، وتبقى صفحة الليلة المرصعة بالنجوم لا تلفت الانتباه ولا تعيرها العين بالا، حينما يستوى الليل بالنهار، ويمضي كل يوم توأما لأخيه وشبها له يلبس نفس الثوب وينتعل نفس الحذاء ويقص نفس قصة الشعر.

حينما لا يكون هناك فرقا بين الامس وغده، حينما لا ندم على يوم أنقضى ولا شوق ليوم قادم. حينما ترعى الشهور  كقطيع من نفس السلالة في نفس المرعى ونفس المسار.

موج يضرب وحيدا صخور شاطئ مهجور، ورياح تعوي على الكثبان حتى تبح ،تمر الغيوم بيضاء لا تنز أو ترشح إلا ما ينز عن الجرح الموبوء، قليلا من الصديد والقيح المقزز.

حينما تكون صفحة الليلة سوداء كحلاء وصفحة النهار بيضاء ناصعة، لا لون ولا حس في السماء ، لا طير يحوم ولا حتى غراب وحيد ينعق.

حينما تكون الحياة أقرب الى الموت، وشجرات الطلح بينها ما بين الأخوة المتجافية وريقاتها الصغيرة تكاد تكون لها خضرة وشوكها الأبيض شاخ وأسودّ.

  

الصحراء الغربية

الصحراء الغربية

الأحد، 22 مايو 2022

رياح الصحراء

 بالأمس ككل الشعوب كنا نطالب بالنقد وبكلمة مُجامِلة معارضة أساليب التسيير وجرنا الى المعارك الصغيرة…

يريدوننا ان نقف على كل عجان ونقدم له النصائح الجاهزة في كيفية ادخال يده في الصحن وكم يستغرق وقت الخلط وعدد ضربات العجن دون ان تغبر او تصبغ ملابسنا بودرة الطحين ولا ان نقدم احترامنا للعرق الذي يتصبب من الجباه السُّمر،,,
يريدون ان يتحول كل شيء الى بيتزا إيطالية، وخبز فرنسي، كما في صور الملصقات والدعايات في وسائل الاعلام الغربية…
وككثير من الكتاب والمفكرين الحديثي العهد يعتبرون ان الكتابة الحديثة اذا خلت من النقد متخلفة ومهلهلة ورثّة، حتى ولو كانت معارضة للنبل وشهامته والخلق وعراقته، المهم هو التغيير ولو بعدسات واحداق تغير صبغة العين ولونها وتتحول العين الحوراء الى رمادية اسكتلندية شهباء…
كانوا يطالبون الكاتب أو المثقف أن يقف في الطابور البطيء الحركة، الذي يمشي بساعة اليوم الصيفي…
اليوم نحن بحكم الواقع أصبحنا، نحن الذين كنا ندافع عن أصل حبة القمح وتربة المنشأ، وطريقة الغرس الصحيح وعمق الجذر وماء السقي قلة، وأمسينا نحن آنيا هم المعارضة، اصبحنا نحن الذين ندافع عن الملحفة لا كقطعة قماش للزينة والرقص والتباهي، بل للستر والحياء وصون الهوية في قالبها الحقيقي…
نحن الذين آمنا أن المرأة العربية يمكن أن تحمل السلاح وتلبس الملابس العسكرية دون ان يخدش حياءها ولا يتحول بدل وسيلة لتسهيل الكفاح الى ملابس ضيقة تكشف ما تأبى عنه الجدات والامهات الكريمات العفيفات…
نحن الذين يوما كنا تخلينا حتى عن الدراعة وابدلناها في جبهات القتال بالبدلة العسكرية رمزا لروح القتال وهوية المرحلة ولم يهمنا من يوسمنا بان نتحول في نظرهم وتصورهم الى عقل متحجر فلم تكن تلك البدلة الا رمزا للمقاتل البطل الكريم النفس النبيل الخلق والذي يكرمك ويحتفي بك كما يفعل في بيته فهو السيد وخادم القوم هو سيدهم.
الدفاع عن الأهداف الكبرى أصبحت أهله نادرة قليلة والتي أهمها تلك السلالم والدرجات التي يجب أن لا نقفز من فوقها بل نرتقيها ونصعدها درجة درجة…
درجة الوحدة الوطنية هي الأولى
قال الشاعر المرحوم الحكيم بادي ولد محمد سالم في وصيته قبل وفاته:
يا الشعب السمعك مرفوعْ
لا دير الوحدة فانزاعْ
لا ترظي بيها مفكوعْ
ولا تصيفط بيها طمّاعْ
ثم بعد ذلك وحدة الهدف وسياسته وفكره وتقوية الجناح المسلح لجبهة البوليساريو جيش التحرير الشعبي الصحراوي
ثم الدفاع عن مؤسسات الدولة الصحراوية دولة كل الشعب الصحراوي التي سقطت قوافل الشهداء من اجل بنائها والعهد معهم يكون بالاعتزاز بها والحفاظ عليها بتقويتها وتمتينها وتطويرها..
وهكذا نصل الى التفاصيل الصغيرة اين يختبئ الشيطان كما يقال في طرق التسيير واساليبه والتي يجب ان تكون تعتمد على الواقع المعاش وطرق تطويره حسب الإمكانيات البشرية والمادية والخطط والبرامج المسطرة ابتداء من المؤتمر الشعبي العام، وكلما أنجزت كما ينبغي تقدمنا والعكس صحيح.
الأهداف الكبرى تبقى كبرى والاهداف الصغرى تبقى صغرى والطريق الرئيس يبقى هو طريق الشهداء والطرق الفرعية جانبية دائما.
وشعبنا ظل كبيرا بفهمه لمستقبله كقيمة عظيمة والذي لا يتم الا بتحقيق الأهداف الكبرى بوعيه وفهمه وبعقله الراجح وفهمه العميق الذي تكسرت على صخرته كل المعاول والمطارق.
شجرة الشعب الصحراوي ستظل تتساقط منها أغصان يبست، واوراق اصفرت.
رياح الصحراء لا تبقي الا من صلب عوده وقويت عزيمته وتجذرت عروقه.

الثلاثاء، 10 مايو 2022

الحديث عن جبهة البوليساريو في ذكرى تأسيسها...

 


الحديث عن 10 ماي 1973 كالحديث عن النار واللهب، كالحديث عن الشمس والضياء، وعن القمر والنور، كالحديث عن الجسد والروح، عن الفم والصرخة، وعن الطلقة والمقذوف، عن الشريان والدم المتدفق...

لا يمكن فصل الفكر عن رأسه الذي هو الشعب، ثورة الشعب، وخيار الشعب، وغضب الشعب، وحرية الشعب، وديمقراطية الشعب، وقناعة الشعب، وتصميم الشعب، وتضحية الشعب، وعبقرية الشعب، ونضال الشعب...

10 ماي بالنسبة للصحراويين ليس مجرد رقم وتاريخ وذكري إنه ميلاد لتنظيم شعب وتأسيس لمرحلة جديدة، بناء حديث، وتأسيس لفكر حديث...

لا يمكن الفصل بين الغرسة وشجرتها، 10 ماي هو تأسيس جبهة البوليساريو التي أذاب فيها الشعب الصحراوي كل أدوات المقاومة، سكاكين وحراب وبنادق وحتى حجار وحبال لينتج السلاح الحديث الفعال الذي هو صناعتنا كلنا ومن أجله حملنا كلنا نفس السلاح الذي له هوية واحدة هي الشعب الصحراوي وجبهته الصادمة جبهة البوليساريو.

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساريو فخر الشعب الصحراوي والعلامة المميزة...

البوليساريو لم تعد عند جيلنا حركة بل هوية، وبطاقة تعريف، وجواز سفر، ولو كتبت بلغة الدول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية فإن ثورة الشعب الصحراوي هي البوليساريو العقل الصحراوي والعبقرية والملامح والتقاسيم والصخرة التي تكسرت على صلابتها كل المعاول والمطارق والفؤوس ولا تزال تشق طريقها نحو النصر لا رياح الخيانة ولا عواصف الغدر ولا الضعف البشري ولا يمكن الاستحواذ عليها.

كل مرة يدخل الشعب الصحراوي في معركة المؤامرة ولا ينقشع الغبار إلا وفي يده سيفه البتار جبهة البوليساريو يضرب به يمينا وشمالا مقطعا إربا إربا حبال وشباك المكر والخديعة.

ليست المرة الأولى التي يتم التآمر من رزمة السياسيين المرتشين الإسبان، ولا أعوانهم ولكن التاريخ أثبت أن إرادة الشعوب لا تقهر والشعب الصحراوي أرادة أن يكون البوليساريو هي روح الشعب الصحراوي وإرادته وسيظل قويا ومهابا ما دام متحدا ومنفذا بدقة لخطط وبرامج واستراتيجيات تلك الجبهة والعكس صحيح.

درست تجربة الشعب الصحراوي في مدارس كل حركات التحرير أرتيريا جنوب السودان ودول الطوق، وظلت أقوى من المؤامرات التي تحاك تجربة مريرة إنسانية واجتماعية وسياسية وثقافية وحتى عسكرية وظاهرة قل نظيرها وندر ندها، لقد حافظت على مقاومة هذا الشعب القليل العدد الكبير الإرادة الحسن التنظيم والتكوين والإعداد، فلم يكن الإحصاء الإسباني 1974 قد احصى عدد الصحراويين بأكثر من 74000 صحراوي في مواجهة جيوش جرارة وتآمر دولي ضخم.

اليوم البوليساريو والدولة الصحراوية تتجه بقوة وعقل وحنكة ولديها تجارب من الخبرات لا مثيل لها، ولديها من الثقة في نفسها والهمة والشجاعة أكبر من كلمات المثبطين الضعفاء والمتساقطين الهزل، فهنيئا لشعبنا بذكراه وبطريق الحرية ودرب الرجولة والنبل الذي اختاره وقدم خيرة أبنائه من الشهداء الأبرار ولا يزال العدو المختفي يحترق بنار القنوط فقد فات الأوان وحركات المؤامرات ستظل ارتدادات لنكستهم وهزيمتهم.

لقد أدى صمود الشعب الصحراوي ومقامته الباسلة بالملك وحاشيته الى بيع بنات وأبناء الشعب المغربي في سوق النخاسة وباع ارض المغرب للغرباء وأخيرا بعد العرض باع الدين، ومن أجل محاولة كسرنا تآمر من الشياطين ومع الصهاينة ولكن لم يزدنا ذلك إلا يقينا في قرب النصر، فما بعد الأرض والعرض والدين إلا الانتحار الوشيك...   

بقلم حمدي حمودي

السبت، 19 فبراير 2022

الداخلة المدينة الساحرة... الواقعية في الصحراء الغربية...


الكثير من النور يتدفق في شوارع الداخلة المحتلة، ليلة بيضاء من الأقمار والنجوم ضاءت مضغة القلب التي سودتها عتمة المحتل قبل أن تنير شارع الداخلة الطويل، الكثير من إشعاع الحرية يتموج راقصا كما تتموج وتنكسر أمواج الشاطئ الغني الفاتن.
شبه الجزيرة الساحرة "الداخلة المحتلة" المكبلة بقضبان الاحتلال الغاشم، تبرق هذه الأيام وتهب فيها نسمة الحرية على النفوس المغمومة، شيء من الألم في فقدان فلذة كبد، يخرج كل الآلام الحبيسة منذ زار شبح المحتل المغربي، وشياطينه الغزاة تلك الأرض البيضاء العذراء الطاهرة، التي أخرج أغلب سكانها وهجروا بعيدا في الفيافي والأراضي البعيدة لكي يعودوا أحرارا في أيديهم عرش الغار أو يموتوا أحرارا في ميادين الشرف وساحات القتال.
"يا شهيد أرتاح أرتاح سنواصل الكفاح" كلمات تصدح بها الافواه، فليس هناك بيت صحراوي لم يفقد شهداء ولم يقدم على مذبح الحرية الثمن الأغلى من أبنائه في سبيل الكرامة والعزة.
"واحد واحد شعب الصحراء واحد"، هو المعبر الصريح أن الدماء التي تدور في الشرايين يضخها قلب واحد.
القنوط يسود وجه المحتل ويكشف وجهه القبيح، فمن جهة انطلق الكفاح المسلح، وجيش التحرير الشعبي الصحراوي يدك حصونه يوميا ويقتل جنوده وضباطه بالجملة، بيانات ساحات القتال تسمي الضباط والجنود بالأسماء والرتب هذا الكولونيل فلان وهذا النقيب وهذا الرقيب وهذا المساعد وهذا الجندي علان لقي حتف أنفه تحت ضربات الأبطال.
ومن جهة أخرى ها هي العيون الصحراوية في كل المدن تبرق بريق النصر، في بوجدور يتجذر النصر فوق منزل سلطانة ومن بيت عائلتها المناضل تبزغ شمس الحرية مشرقة ساطعة، وفي شارع السمارة وكل الشوارع في العيون المحتلة تتمركز عربات الشرطة والدرك والقوات الخاصة خوفا ورعبا من علم يُرفع أو صوت حرية يُصدح.
وفي السمارة التي تسمع بين الفينة والأخرى صوت أقصاف مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي لا تنام إلا وهي تحلم بالمقاتلين وهم يدقون باب كل بيت.
شبح الموت والهزيمة يعشش في قلب كل محتل، وحدة الشعب الصحراوي وإصراره على انتزاع حريته أكبر من كل المؤامرات والخداع والتكتيكات الآنية.
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هي الواقعية الحقيقة التي لا تغيب ولا تغيّب وسيظل علمها مرفرفا عاليا يتقاطر بدماء الشهداء الذين سقو الوطن بدمائهم الطاهرة.
وبالأمس رفع عاليا في قلب أوروبا وكر الاستعمار وعرينه.



الجمعة، 12 نوفمبر 2021

13 نوفمبر

ينبعث الثوار من جديد في الساقية الحمراء ووادي الذهب، إنهم ليسوا محاربين عنيدين في الحق فحسب، بل "ثوار" بكل حمولتها عند أحرار العالم وعند الصحراويين بالذات.

كلمات الثوار الوطنيون حادة وقاطعة سنحارب حتى الموت أو النصر لا يهمنا انتصر لنا العالم أو لم ينتصر.

تلك العبارات التي لا تعشش فيها الظنون ولا تقبل الظلال ولا ترسو لها سفينة ولا تهدأ لها عاصفة.

أقسم الرجال الصحراويون أن يحرروا بلدهم مهما كانت الصعاب ولم يلتفوا الى الخلف، حملوا بنادقهم واتجهوا الى ساحات الوغى ببسالة وشجاعة ونبل ومروءة شيوخا في الثمانين وشبان يافعون معينهم تلك الشكيمة والعزيمة والبطولة والشجاعة التي عرفوا بها عبر السنين وورثوها أبدا عن جد.

حين انطلقت في أول نوفمبر 1954 ثورة التحرير الجزائرية المجيدة، كانت خيل إسماعيل الباردي لا تزال تصهل في تيرس ، وفي لكلات سقط شهداء المقاومة الصحراوية التي جندت لها فرنسا وإسبانيا كل قواها 1957 و1958 فلم تتوقف المقاومة الصحراوية يوما وكانت الأرض تسقى بالدماء الزكيات وكان العدو يرتعد ويرتجف ما دام في أرضنا.

وفي 12 أكتوبر 1975 حدث في تلك البقاع المقدسة وحدة شاملة لكل الرجال الصحراويين وبنوا على مقاومة وجهاد الماضي صفحة جديدة كتب الجميع اسمه فيها وأسسوا "جبهة البوليساريو" جبهة التحرير والمجد والعزة والكرامة والمهابة وكثير من الشهداء سطروا أسماءهم ولا يزال الشعب الصحراوي عن بكرة أبيه رافضا لكل احتلال مهما كانت لغته ودينه ولونه وأصله ولا مناص من طرده مهما كانت قوته وقوة من يقف وراءه ومن يسنده.

لا تهدد جبهة البوليساريو ولا تتوعد بل ميدان المعركة هو الفيصل.

حينما نادت جبهة البوليساريو تنادى كل الرجال من كل حدب وصوب نحو الموت واضعين أرواحهم على أكفهم لم يتخلف رجل واحد.

اليوم جبهة البوليساريو تتهيأ لمرحلة جديدة وتعيد تشكيل قوتها البشرية.

إن كانت الثورات الأخرى احتاجت الى الإسناد البشري كما حصل في ناميبيا بالقوات الكوبية وكما حصل مع فلسطين ومصر من القوات العربية فإن الشعب الصحراوي رغم عدده البشري القليل لم يطلب المدد بالبشر أبداً واليوم تضاعف عدد الرجال مرتين أو ثلاث، عشرات الآلاف منها من يتدرب ويتهيأ ومنها من يصب النار ويجعل حزام العار كبة من اللهب ومدفن ومقبرة وحفرا للموت المحقق ولا مناص من الحرية والاستقلال ومهما كانت التضحيات والصعوبات والعقبات ومهما كانت المؤامرات والخداع والتكتيكات والمناورات.

لقد استعملوا كل الأساليب والطرق من أجل إضعافنا ولكن هيهات في 13 نوفمبر 2020 انقلبت القدر بالطبيخ وأكلت عصا موسى كل سحر فرعون وأعوانه.وهي العصا التي سوف تقصم بحر الظلم وتخرج من الحجر الصم ماء الحرية والاستقلال.

الجمعة، 5 نوفمبر 2021

الاحداث في الصحراء الغربية الفروع والاوراق والجذور

نطرح هنا أسئلة هي لمذا لا يدعم المغرب قيام دولة صحراوية في الصحراء الغربية؟ رغم أنه يعلم علم اليقين أنها لن تذهب الى المريخ ستكون مجبرة على الاتحاد مع الجوار والانسجام معها في اطار المغرب العربي او شمال افريقيا او الوحدة الافريقية؟
لماذا لجأ المغرب الى حرمان الصحراويين بالغزو الذي كلف شعوب المنطقة كل هذا الهدر والشعب الصحراوي هو الاكثر تضررا ثم الشعب المغربي الذي بيع حتى دينه الى الصهاينة مؤخرا من أجل فرض الاحتلال؟ وزد على ذلك تضرر الجوار الموريتاني والجزائري وافريقيا وغير ذلك؟
الحقيقة المرة عند البلاط المغربي والواقع أن الصحراويين لم يعودوا مجرد ثوار ضد المستعمر الاسباني من اجل الاستقلال ككل شعوب المنطقة وذلك هو واقع الحال وهي العقبة التي وقف عندها الحسن الثاني فقد قال يمكن أن تحتل بلدا ولكن المشكلة في شعب البلد قلوب الصحراويين فحين يكون هناك استفتاء فالاستقلال هو النتيجة.
بكلمة واضحة بلا رتوش رغم السنين الطويلة الشعب الصحراوي لو عبر عن تقرير مصيره فإن الاستقلال هو النتيجة ؟
إذا لماذا يستمر المغاربة في الهروب عن الحقيقة المرة تقرير مصير الشعب الصحراوي كأدنى حد أما الصحراويون فحسابهم آخر، إنها دولتهم المعترف بها دوليا.
لا يمكن لأي قوة أن تعطي للمغرب الصحراء الغربية مهما كانت لان هناك شعب وهذه هي ارضه.
البحث عن الغطاء والمبررات فترة الستينات:
اسبانيا : الصحراء الغربية ارض بلا سكان وهي المقاطعة 53 الاسبانية وقامت بالاحصاء الاسباني للشعب الصحراوي وقدمت لوائح بعدد 74000 مواطن اسباني"صحراوي".
المغرب لجأ الى الحجج التاريخية الوهمية:
الصحراء الغربية كأرض مغربية وشكانها مغاربة ولو طلب منهم الاستفتاء سيقولون انهم مغاربة.
موريتانيا:
لجأت موريتانيا الى الجانب الاجتماعي والنسيج العرقي حيث ادعت ان الصحراويين إنما هم جزء من الشعب الموريتاني تاريخيا وثقافيا وعادات وتقاليد وبالتالي فالصحراء الغربية هي صحراء موريتانية.
حكم محكمة لاهاي:
الصحراء الغربية هي للشعب الصحراوي ويجب أن يقرر مصيره بنفسه.
الحجج القانونية أفشلت المطالبات [الاسبانية-المغربية-الموريتانية] واتاحت الفرصة للشعب الصحراوي في المطالبة بحقه في الحرية والاستقلال.
فترة السبعينات الحركة الوطنية الصحراوية :
قامت اسبانيا بخطط لتثبيت نفسها وانشأت برلمان صحراوي [الجمعية الوطنية] وكان اعضاؤه يشاركون كأعضاء من البرلمان الاسباني.
غير أن وعي الشباب الصحراوي بدأ في التبلور ضد اسبانيا والتيقظ لسياساتها، وقاد أول حركة تحرير حديثة سيد ابراهيم بصيري وهو شاب صحفي صحراوي قوبلت حركته التي زكاها وانخرط فيها الكثير من فئات الشعب الصحراوي.
اسبانيا تجهض الحركة:
قامت أول مظاهرات علنية مطالبة بحرية الشعب الصحراوي بطريقة سلمية في 17 يونيو بالتحديد 1970 وتم أختطاف زعيم الحركة الى مكان مجهول ويعتبر اليوم مختطف سياسي وجوبهت المظاهرة السلمية بالرصاص الحي وزج بالكثير من المتظاهرين في سجون.
اللجوء الى العنف الثورة:
أمام القمع والتنكيل الذي قامت به سلطات الاستعمار الاسباني لجأ الشعب الصحراوي الى تبني الكفاح المسلح كطريقة لانتزاع الحرية.
تأسيس أول حركة تحرير مسلحة:
في العاشر من ماي 1973 تم تأسيس جبهة شعبية في العاشر من ماي اطلقت على نفسها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
والتي تم اختصارها frente Polisario وfrente هي الجبهة والبوليساريو هي الحروف الاولى من الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب باللغة الاسبانية خاصة أن الجبهة تواجه مستعمر اسباني.
ولم تمض اكثر من 10 أيام حتى تم أول هجوم عسكري على حامية اسبانية في منطقة الخنكة يوم الأحد 20 ماي 1973 نفذته جبهة البوليساريو وكان إيذانا بانطلاق الكفاح المسلح من اجل تحرير الوطن.
السبعينات المؤامرات:
أمام الضربات الموجعة للثوار الصحراويين للجيش الاسباني وقدرتة الجبهة على كسب التأييد الشعبي وأسر الجنود والضباط الاسبان والتأييد الدولي الذي بدأ يتبلور تقدمت الامم المتحدة بلجنة تحقيق ميدانية سبقت بتكوين احزاب تابعة لإسبانيا لكنها أمام الزخم الكبير للبوليساريو لم يظهر لهم وجود حيث صدر تقرير لجنة تقصي الحقائق يقر بأن الممثل الوحيد للشعب الصحراوي هو جبهة البوليساريو وهي الحركة الصحراوية الوحيدة التي ظهرت وبالتالي كانت تلك هي البداية التي خرجت من رحم الشعب الصحراوي وكان قيادة حركة التحرير مقاتلون في الصفوف الاولى في الميدان.
اسبانيا-المغرب-موريتانيا
لم يعجبهم النصر وقيام دولة للصحراويين هكذا ونتج عن ذلك اتفاقية مدريد التي بموجبها خرجت اسبانيا من الاقليم وسلمت المعسكرات والمقرات للمغاربة في الجزء الشمالي والموريتانيين في الجزء الجنوبي مناصفة.
كان الشعب الصحراوي هو الضحية بدل من مساعدة الجيران في طرد الاستعمار الاسباني دخلوا عليه ليحتلوا ارضه عنوة...
يتبع...
الاحداث اليوم هي بدايات لحرب حاول المستعمرين فيها تشويه الكفاح التحريري بوصفهم بالكوبيين والفتناميين وغيرهم من الاوصاف التي لم تزد الشعب الصحراوي الا عزيمة واصرارا حتى تحرير كامل الوطن....
الحرب والمؤامرات:

الخميس، 4 نوفمبر 2021

الاتجاه نحو العلم هو المسار الآمن في حرب التحرير الجديدة

يبدو اننا الوحيدون الذين لم يتوقفوا عن الكتابة عن الاستعمار والحرية عن حرقة الاحتلال وعن حلم الاستقلال لاننا ببساطة لم نستقل ولم نتحرر.
ويبدو كلامنا بالنسبة للعالم متجاوزا وغير منطقي، ولهم كل الحق فلا تزال قضيتنا مغيبة مغيمة مغشاة بالغبار،ولم تعد اساليب طرح القضية تتماشى مع روح العصر الجديد، وهنا نتحدث عن القنوات والاساليب وليس عن الحق.
شبكة المياه تتبدل عندما تصدأ كي يظل الماء يجري بسلاسة، لم تعد تلك المواد المصنوعة منها القنوات تصلح لتمرير المياه، لقد ثبت ان القصدير والرصاص والنحاس مواد سامة وقاتلة وتؤدي الى ان يصبح خطابنا مخيفا وساما وماؤنا الزلال عند تمريره بها يتحول الى سم قاتل لا يرغب به العالم ولا يستسيغه.
وتريد الكثير من الاجيال الجديدة تغيير اساليب العمل من خلال تجديد ديناميكية الخطاب من ناحية التشبيب في العمق واستغلال ادوات العصر التي تعمل على البرمجة العلمية والتخطيط والتنظيم والابداع ويتقاتل العالم على الافكار الجديدة التي تلون المشهد دون ان تغير عمق الطرح بل تهيئ للمدخلات المخرجات الفعالة.
معركتنا مع العدو مستمرة غير اننا نعلم علم اليقين اننا عندما كنا منظمين جدا كانت الامور لصلحنا دائما ولكن شعار الفوضى الخلاقة الذي ينتهجه البعض للاسف ولا نقول الكل بعيدة كل البعد عن ما كنا نسير عليه دولة العلم والتخطيط.
لا شك ان المعركة الاعلامية والدبلوماسية والتحدي في تحسين التعليم والانكباب على التكوين واعادة التكوين في ادوات التكنولوجيا وتكوين معاهد كما تتكون الآن مقاتلات في المدارس العسكرية ان تتوجه تلك البنادق الى اجهزة كومبيوتر واسلحة علمية توجه المعركة الاعلامية وهو استغلال في محله للطاقة البشرية في حرب التحرير فالحرب الاعلامية كما رأينا ونرى العالم معركة تستحق كل ذلك التوجه والانكباب.
ان جمع جدي للطاقات الصحراوية في كل مجال واستغلالها كل في تخصصه في الداخل والخارج واستغلالها سيكون له الاثر الكبير في تغيير واقعنا وتغيير اسلوب تفكيرنا ومعالجة الحاضر بطرق علمية درست وعاشت وتفاعلت مع العالم.
وهناك من يشكك في قدرة العلم على التغيير هذا ان كان في اختيار شخص بعينه، لكن تجميع المجموعات الفكرية ستكون فرصة في ان يكون الفيصل هو المحتوى الفكري وليس الشكلي.
اننا يجب ان نبقى طبعا في اطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وتحت راية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ولكن بعقلية هذا العصر وروحه واسلوبه وان نتجه الى تكوين بل فقط جمع ما لدينا من مؤهلات في مجموعات تخصصية فكرية قادرة على التغلب على العدو الذي يحاول زرع اساليب قديمة كالقبلية والفرقة والتي لا تقاوم بالشعارات ولا بالاساليب القديمة بل بالتطوير الفكري لدولتنا ولانساننا الصحراوي المرن الذكي.
ان الاتجاه في هذا المنحى سيقاومه لا محالة من يستغل طاقات شعبنا امواله من يتهرب من الشفافية من المحاسبة من الوضوح من يعيش بشعار وعار وعقلية الفوضى الخلاقة.
يجب ان نثبت للعالم ونحن نفاوض اننا شعب يستحق ان يعيش العصر واننا قادرون على المضي نحو الحاضر بل نعيشه وان قلة عددنا لا تعني ابدا ضعف قدراتنا ولا هيكلنا الفكري المبني على العلم والفهم ومن جهة اخرى لا نهدر كل هذه الطاقة العلمية التي سقط الشهداء من اجل تكوينها وتعليمها.
ان العدو يسير نحو الهاوية في تجهيل شعبه وتفقيره وفي عجز كبير عن توقيف عجلة الثورات الداخلية مع غول الديون والامراض الداخلية، فهلا نجهز عليه بثورة عارمة بتغيير الاتجاه الى العلم والتخصص والمواجهة الحضارية وليس ذلك على شعبنا البطل بعزيز.
تحتاج القوة العسكرية الى التكوين وإعادة التكوين وكما كان دائما العنصر الصحراوي يسقط الطائرات ويقتحم في لأيق الاماكن بالناقلات المجنزرة تخندقات العدو وحواجزه قادر اليوم على تسيير الحرب الحديثة بكل قدرة وشجاعة وعلم.
الأيام القادمة ستكون جهنم على العدو إن شاء الله فالشعب الصحراوي كما قال الشهيد الولي يرفض الفوضى وانشأ التنظيم الذي هو التأطير الجيد للقدرات والامكانات الهائلة التي فرضت على العدو التوقيع أمس صاغرا على السلام وسيرغم قريبا على الفرارا الى ارضه فلا نامت أعين الجبناء

راي في الأحداث..... فرنسا وقزمها في الرباط تبادل الأدوار...

تبادل الأدوار بين فرنسا والمغرب في مواجهة التحولات الاقتصادية الكبرى في الجزائر والعلاقات التي تخيط نسيجها الدبلوماسية الجزائرية المحنكة النشطة لا تخفى على محلل، القطيعة مع فرنسا وقزمها أصابها بالجنون، لقد بدأت فرنسا تخرج عن عقلها، إفريقيا ترفض الوجود الفرنسي والعزلة القاتلة تصيب المخزن بالموت البطيء في الظلام.
حبل السرة أول المشيمة مع إسبانيا قطعه مشرط أول نوفمبر هذه السنة التي أحسسنا فيها بشكل لافت بروح الشهيد تظلل مكة الثوار.
لقد اعتاد الطفل الرضيع المدلل على رضاعة الحليب من الجزائر وحنوها ولكنه ولد عاق لقد ربت الجزائر لقيط فرنسا الذي يلبس الجلابية في مراكش ويجلس في الحفلات الدينية في المساجد في حين يرحل الى فرنسا يلبس الملابس المزركشة ويستريح في مقاهي الشواذ. مصادقا ومعانقا المجرم الصهيوني الذي يحاول أن يدخله الى البيت الإفريقي وكما يقول المثل "الطيور على أشكالها تقع".
مكانة فرنسا الآهلة للسقوط تفقد توازنها وتتأرجح في جزائر الشهداء، تراوح بين رجليها ماكرون ومي مي 6، ولكن الحصار يستمر الشركات الفرنسية ترحل تباعا من الجزائر وتحل محلها الشركات الجزائرية الناشئة والاستثمارات الصينية والأمريكية والروسية والألمانية وغيرها.
ارتياح واسع في الجزائر وفي شمال إفريقيا وفي إفريقيا وليس مفاجأة أن يقوم القزم المغربي بعمل حاقد ودنيء وإرهابي في غرة نوفمبر بل عمل متوقع فقد أغلقت الجزائر الحدود بسبب الحقد والمؤامرة الفرنسية-المروكية.
اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية الذي أعلن عنه الشعب الصحراوي والذي لم يكن الملك المروكي وسيدته فرنسا يتصوران أن الشعب الصحراوي والجيش الصحراوي بعد 30 سنة من السلم المخادع سيقوم بهذه الهبة الشعبية المنقطعة النظير.
والتي غاصت فيها المدارس العسكرية الصحراوية بالشباب المقدام والتحقت قوافل الشبان الصحراويين في هجرة عكسية في وقت الحروب تهرب الناس الى أوربا خوفا من الحرب في حين في عز "كورونا 19 " يتوافد الشباب الصحراوي زرافات ووحدانا من أوروبا الى الالتحاق بجبهات القتال رغم صعوبة المسار وغلاء وندرة وتعقد وطول مسار التنقل والانتقال.
لقد كانت وحدة الشعب الصحراوي المثقال الذي قلب الكفة وانطلقت الحرب التي كررها بكل شجاعة وبالفم المملوء و"ليعلم القاصي والداني" على منبر مجلس الأمن ممثل جبهة البوليساريو أن الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو لن يوقف الهجوم على الجيش المغربي حتى يرحل عن أرض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
لا يمكن لفرنسا وقزمها في الرباط الاستمرار في الخدع القصيرة العمر وتبادل الأدوار المكشوفة.
الدبلوماسية الجزائرية ترى بوضوح أين يتجه ماكرون وقزمه وسيستمر الضغط الخارجي الذي سيتراكم انعكاسه داخليا والذي بلا شك حتميته الانفجار والرجوع الى جادة الصواب.
ومثل ما أثبت الشعب الصحراوي قوة وحدته، كان الثوار في الجزائر أكثر وحدة واتحادا وتلاحما من تصورات وأطماع باريس.
يتجه الحال والواقع الى وحدة اقتصادية مستمرة ومتسارعة أولا بين شعوب شمال إفريقيا التي تربطها الجزائر التي مساحتها مليونا كلم مربع بشرايينها.
الغاز في النيجر ستضخ منه سوناطراك 100 ألف برميل سنوي ومالي وموريتانيا مدت إليهما الطرق تباعا والتبادلات التجارية على قدم وساق وتونس وليبيا في قلب الجزائر والصحراء الغربية وفلسطين التوأمان الشقيقتان في بؤبئها.
إن مرور الغاز النيجري من الجزائر كسر الحلم الفرنسي وأقبره لأنه زاد من وحدة القارة الإفريقية وتشابك مصالح شعوبها في حاضرها ومستقبلها ولم تعد هناك حاجة الى فرنسا الاستدمارية وستقلل من سيطرة وهيمنة الغرب على الأفارقة التي تبقى قوتهم من قوة وحدة الشعوب التي يحاول الفرنسيون تفكيكها عن طريق إدخال العميل المغربي والصهاينة.

الجمعة، 1 أكتوبر 2021

المغرب وضع المعول في يد إسبانيا لكسر محكمة العدل الأوروبية

 أمام تداعيات القرار الذائع الصيت الذي صدر في نهاية الشهر الجاري وختم به الشعب الصحراوي سنة 2016 عن المحكمة الأوروبية في بطلان أي اتفاقية لأرض تخضع للنزاع لدى الأمم المتحدة ولها محددات في القانون الدولي وبعد النجاح في إنتزاع قرار مكلف لكنه موثق و ملفوظ حول الصحراء الغربية بالتحديد و ليس بالإشارة بالأصبع بل وضع الاصبع مباشرة على المعني بالنهب الانسان الصحراوي ممثلا في شخصية البوليساريو كممثل وحيد له.

            كيف يمكن ان نظل ساكتين عن اتفاقيات نهب المملكة المغربية للفوسفات الصحراوي و تصديره يوميا نحو إسبانيا والبرتقال و غيرهما من الدول الأوروبية في مخالفة صارخة لتلك الدول في شراء بضائع مسروقة و ممنوعة طبقا لقرار المحكمة الأوروبية التي تعد ذلك خرقا سافرا للقانون الدولي ؟؟؟ ...
ألا يمكن التقدم بشكاوى أمام تلك المحاكم الأوروبية ومحاكم تلك الدول من أجل وقف النهب المستمر لثرواتنا ولمحاصرة العدو اقتصاديا ووقف الدماء التي تضخ فيه الحياة وتبعث فيه الروح التي يحتل بها أرضنا ظلما و عدوانا...
   وفي أسوإ الأحوال توقيفها عن نهب الفوسفات,هذا إن لم نطالب بتلك الأموال الطائلة كاملة التي ظلت تنهب منذ 1975 الى اليوم ...؟؟
إن أهمية الفوسفات كسماد ترعرعت و عاشت عليه ملايين أشجار الزيتون في اسبانيا و غيرها من الأشجار الأخرى ولا زالت وستموت إن لم تجده تجعله مهما نتيجة الكميات الهائلة التي تنقل منه يوميا.
إن تقصي الشركات التي تنهب تلك الثروات و كشفها والتظاهر أمام مقراتها لاشك سيزيد من توريط المغرب وحصاره اقتصاديا وقطع اليد التي تؤمن  له العون وتساعد في تقويته وسيضع في يد الشعب الصحراوي ورقة ضغط على المملكة الإسبانية و كذا البرتقال و غيرها من الدول الأوروبية و الشركات التي تعيش على الزيوت ومكوناتها و بالتالي رفع الأسعار وغيرها من التداعيات المحتملة وذات الصلة...
و هو ما يساعد على جمع أوراق ضغط في اتجاه إيجاد حل سريع للقضية الصحراوية وأخذ الامر بجدية أكبر إن المثال الظاهر للعيان هو نظام الميز العنصري القوي في جنوب إفريقيا الذي أعطى حكمة الضغط الاقتصادي المستمر يؤدي إلى الانهيار فما بالك بنظام هش كالنظام المغربي...
أن النجاح في التقدم أمام المحكمة الأوروبية يؤشر إلى طريق سالك في التظلم والمقاضاة أمام محاكم أخرى و بطرق أخرى و لمواد أخرى وهنا نقول لا تستهن بحركة ولو تبدو معزولة وصغيرة فالإصرار على حك عودين سيشعل نارا قد تأتي على غابة.

مجلة النجم

  مجلة النجم