يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الأربعاء، 29 يناير 2020

المغرب ينتج مناديل ورق القمامة في العيون.

بعدما أصابت العالم تلك كوارث ومأساة الحروب الطاحنة التي آخرها الحرب العالمية الثانية  التي كانت السبب المباشر في موت بكل بشاعة لعشرات ملايين الارواح البشرية البريئة، خاصة في أوروبا وتركت الألم وانعكاساته حية في ملايين أخرى مغيبة عن الذكر ملايين المعاقين جسديا مِنْ مَنْ بتر نصفه وقطعت ساقه وذراعه  وراجت مصانع صنع الاطراف الاصطناعية وصارت شركات للربح والكسب لسد الاحتياج .
كل المدن الاوروبية تجوبها مئات الآلاف مِن مَن فقد عقله وبدأت البحوث ومصحات الطب النفسي تنتشر كالفطر لتحضن بشكل بائس مهين أولئك الضحايا البؤساء الهائمون في الشوارع.
انعكاسات الحرب المريرة كانت في كل بيت فقد انتشر اليتم بشكل غير مسبوق ملايين الاطفال اليتامى 
في أسر كانت تنجب بكثرة وقع كاهل تربيتها على ام ثكلى بلا معين واليوم نرى النساء الاوروبيات تنجب على الاكثر ولدا أو ولدين لاعتبارات كثيرة ربما منها تلك الخلفية في شقاء تربية رزمة من الاطفال الجياع.
الكثير من العجزة وكبار السن رموا في منازل ومجمعات الصدقات لأن ابناءهم كانوا حطبا اشتعل في الحرب
وذهب دخانا ولهبا.
العالم تحول الى دمار دمرت المصانع والمزارع وقطعت الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ والمساكن وكل منشأ يعلو سطع الارض، 
تحولت مدن أوروبا الى خرب وأشكال سوداء مثقبة بالقنابل والمتفجرات مدينة برلين المزدهرة اليوم تخفي تحت جسدها آثارا كثيرة من الجراح الغائرة.
واختتمت الحرب المدمرة بصنع القنابل النووية التى فتكت بمئات اللآلاف في دقائق ودمرت مدينتي هيروشيما ونكازاكي في لحظات لتطوى المسرحية ويستمر ما يتبع ذلك من مأساة.
لم يجد ساسة العالم خاصة "المنتصر" كلمات معبرة عن المشهد سوى أنه : "الحماقة والجنون"
وترك الأمر أثرا لن يندمل ابدا، كان السبب المباشر  في كل ذلك الطمع وغرور القوة وفقدان القوانين الرادعة.
الطمع في خيرات وبلدان الغير وبالتالي التوسع والاحتلال، وغرور القوة حينما يحس احد بمتلازمة تخمة القوة، يتوهم انه مبرر في الحصول على كل ذلك، بل ويخيل اليه انه حق. ثم يأتى على كسر كل تلك القوانين والقفز من فوقها.
لقد كان العالم واضحا في وضع مبادئ صارمة لعدم تكرارا المأساة بسن قانون حق تقرير مصير الشعوب لكسر شوكة الاحتلال بالقوة والتوسع  ثم قانون البقاء على الخرائط التي تركها المستعمر لتفادي تبرير الاحتلال،
اليوم نقف على شفا حرب جديدة في الصحراء الغربية سببها السياسات التي تدفع بالحلول السلمية بعيدا وسببها المباشر هو الاحتلال والتوسع وغرور استخدام القوة.
اننا نرى ان المغرب بعدما فقد ما خطط له من طرف الطبقة السياسية الاستعمارية المتمصلحة في فرنسا واسبانيا من توريط الاتحاد الاوروبي لصالح  استعماره  وصدور القرار  التاريخي للمحكمة العليا للاتحاد الاوروبي الذي اقر بوضوح غير قابل للتأويل ان الصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدين منفصلين. اتجه مكسور الجناح الى افريقيا كي يبدأ معركة بائسة جديدة يلهي بها شعبه عن وقع الهزيمة والخيبة،
دخل الاتحاد الافريقي من اجل كسر وحدة القارة ، جندت له فرنسا كل اعوانها ، وفي خطوات مكشوفة حاول اقصاء الجمهورية الصحراوية بالتأثير مرة مع بعض الدول العربية ومع اليابان ومع الاتحاد الاوروبي وجر كل تلك الدول مستغلا الجانب الاقتصادي معيارا منفصلا عن القوانين والدساتير والمواثيق تلك الحبال التي تربط وحدة القارة.
اليوم في استمرار لتلك الجريمة النكراء احتلال بلدان الغير  ذلك المبدأ الذي سنه العالم من اجل تفادي المأساة التي تسببها الحروب، يحاول استخدام اناس واشخاص قابلة للبيع والشراء واحيانا كثيرة بعيدة عن السياسة لتوريطها في سياساته الفاشلة كمناديل مسح الايدي التي تصير لا حقا جزءا من القمامة.
 ان سياسة مناديل القمامة والفرش التي توضع على طاولات الأكل مصيرها معروف وقد قبلت لانفسها ان تكون لخدمة شركات القمامة ولن نتفاجأ ان وجدناها في دورات المياه لانها قابلة للتدوير.

مجلة النجم

  مجلة النجم