يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الجمعة، 23 سبتمبر 2016

الجسر...

يجب أن نبقى ملتصقين بالأرض ,
أن تبقى خطوات الأرجل تتقدم  فوق حبات الرمل ,
ولن نتحرك إلا في وضع وقوف , الوضع الذي تنتصب فيه كل فقرات الظهر متراصة
,ذلك الجسر العجيب فيه خيط  يوصل الذاكرة بالأرض و يحركنا للأمام...

الأحد، 18 سبتمبر 2016

ابناء الغيوم من سلالة هابيل...

هل ننتظرمن يكتب عن مسيرة شعبنا ,هل ننتظر من يؤرخ لتلك الفقرات الخاطفة لفارس جال بفرسه في الصحراء الغربية هل ننتظر من يكتب عن “إسماعيل ولد الباردي” او أي فارس حر آخر من اخوته الصحراويين الكثر , هل ننتظر من يكتب عن رصاصاته المركزة القاتلة التي يستطيع وحده ان يختارها في القلب او الرأس…؟
هل ننتظر من يكتب عن مجموعات الرجال الذي يتجمعون في الخفاء لينطلقوا في تلك الصحاري باحثين عن مستعمر سيء الحظ يقع تحت حوافر خيولهم او تحت خِفاف جمالهم من يكتب عن أمثال “ام التونسي”…؟
من يستطيع ان يكتب عن مسيرة لشعب قليل العدد يواجه مؤامرة إبادة , من يستطيع أن يكتب عن معارك كبرى أمثال “كلتة زمور” التي تعادل “بيان ديان فو” حيث أزيلت و ابيدت اكبر قوة مغربية في الصحراء الغربية خطط لها الحلف الأطلسي لتبقى وتدا بعد فشل الحرب السريعة او الخاطفة…
إننا نتكلم عن الموت و الرصاص لان المستعمر كان يتجه الينا بدون سياسة و بدون تؤدة كان فعل المستعمر هو فعل الجراح , الاستئصال و البتر , و لم تكن هناك وسيلة لمواجهته الا بنفس الأدوات…
اننا نستطيع ان نثبت و نؤرخ ان الشعب الصحراوي شعب نادر و مثال للعالم كي يأخذ الدروس منه في الحرب كما في السلم.
ان الغرب من خلال عميله المغرب الذي حاول لمدة 25 سنة الماضية بلغة المكر و الخديعة ان يثبت انه قادر على تفكيكنا و تحوير طريق الصراع و ان يربح معركة السياسة و اللاسلم بعدما خسر و اجبر على التوقيع على السلام .
ها هو اليوم الشعب الصحراوي يمسك النصر بقبضته بوحدته التي لم يسبق لها مثيل و يتجه الى النصر ككتلة ملتحمة و الأيام تثبت هشاشة الشعوب الأخرى … قبل أيام الدولة الصحراوية تحصل على 96 من التمدرس أي ان محو الامية يتجه الى الصفر رغم انه محروم من خيراته …
في المقابل نرى ان المغرب يتجه نحو التلاشي و يقع 44 في المئة من شعب المغرب تحت خط الفقر و تتجه الملايين من الشعب المغربي نحو الالتحاق بتلك النسبة…
اننا ننتصر لا من اجل ان يخسر الاخرون و لكن يجب ان ننهي الصراع بسرعة في صالحنا ,لنستطيع نحن الكرماء ان ننقذهم من التعاسة و نقدم تجربتنا الثرية في العدالة و حقوق الانسان و التسامح و الاتجاه بالانسانية الى فضاءات ارحب..
اننا لا نريد ان نكون الناب التي تعض الظلم حين يعجز العالم عن تأدية واجباته و الالتزام بتعهداته كما في “الكركارات” اليوم , بل نريد ان نكون الناب التي تعض الفقر و الجهل و التخلف في كل البلدان و ان نظل الكرماء كما كنا نجول و نحرس تلك القيم و لن تكون آفاقنا محدودة على الجمهورية الصحراوية فقط بل سيجد العالم انه حرم لسنين من فاعلية الشعب الصحراوي في نشر السلام و الأمان و الصفات الإنسانية الحميدة و سيكتشف ان من يسكن الصحراء الغربية هم أبناء هابيل الذي تقبل الله صدقته لصدقه و اخلاصه و حسن نيته…

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

الكركارات الصحراوية ...

الكركارات ...
 تلك ارض رملية و صخور رسوبية , تكلست من هبات بخات هواء أمواج المحيط الأطلسي و حبات عواصف الرياح الرملية التي لا تهدأ ,
انها مكان الصراع الدائم لامتلاك المساحات بين الماء و الصخر بين البحر و البر بين البلل و الجفاف انه مكان الصراع الدائم , بين الصحراء القاسية و المحيط المهلك ,
انها المكان الذي يبسط فيها القمر يده القوية و يقبض , مشكلا ظاهرتي المد و الجزر , الحركة التي لا تهدأ الا لتضج …
الكركارات جزء من البساط الطويل الذي يتمدد قرب المحيط مشكلا الساحل الصحراوي الأبيض الطويل من لكويرة جنوبا الى ما وراء العاصمة الاقتصادية المحتلة من ارض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية “الداخلة” ,
هناك اين يلتقي فم البحر البارد و انف الصحراء الساخن يتبادلان الزفرات و يلقيان أخر الانفاس لتتآلف قطرات الماء الدقيقة و حبات الرمل المدورة و تموتان في هيئة تشبه العظام الهشة التي ندعوها نحن ب “أكركر” و التي اشتقت منها “الكركرات” نفسها.
هذا قدرها الكركارات اليوم , ان تبقى على الحافة الأخيرة التي يسقط منها كل شيء الى الهاويتين المحيط الأطلسي و الصحراء الكبرى…
انها ارض مرنة لا تصلح للتعبيد و لا للاستعباد لانها من قبضة رمل تتفلت من بين الأصابع
و من قبضة ماء يستحيل قبضها …
         تلك صفة الأرض الصحراوية , التي لا تستسلم , تبقى فيها المقاومة كامنة , و لم ار شيئا جملها كلون علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هذه الأيام , و سيارات جيش التحرير الشعبي الصحراوي كحبات خرز في جيدها الأبيض النقي الطاهر كقلوب أبنائها الكرماء...

مجلة النجم

  مجلة النجم