يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

طير الكناري في المصيدة...

 رحلة الحكومة الاسبانية الى المغرب هل هي طرق ملتوية للدعم الإسباني المالي للمغرب في حربه ضد الشعب الصحراوي؟

يتمدد الألم وسيالته العصبية، عابرا مناطق الصحراء الغربية، متجاوزا عباب المحيط الأطلسي، ليحل في بيوت الكناريين الذين عاشوا قرونا على صيد السمك من مياه أرض الشعب الصحراوي وسواحله الأغنى في العالم، وحتى رمال الصحراء الغربية تفرش تحت ظهور سياحهم الذين يمددون عراة في المساحات أمام فنادق تطل على البحر في شمس الصيف الممتعة.

ظلت الصحراء الغربية مغذية للعصفور أو الطير الكناري وأصبحت الرمال الصحراوية أعشاش رفاهية جديدة.

لكن اليوم تنطلق عشرات الزوارق المغربية حاملة بدل السياح الأثرياء، مهاجرين مغاربة يبدو البؤس والشقاء والفقر على محياهم ذاقوا ما ذاقوا في مغرب الملك محمد السادس الذي تحت ضغطة الريموت كونترول منه قدموا، مسببين أزمة خانقة على الاقتصاد الكناري الذي تنخر فيه سوسة وباء كوفيد19 وتوقف حركة عجلة الاقتصاد مع احتمال توقف الصيد البحري في منطقة الحرب في الصحراء الغربية التي أعلنت الجمهورية الصحراوية أن المنطقة منطقة حرب لكل العالم وقد يصاد من يريد صيد ونهب وسرقة ثروات الشعب الصحراوي.

أسباب الألم الكناري وخلفياته يتبدى بعضها في الحرب التي نشبت من جديد في الصحراء الغربية:

وحسب الإحصائيات الأخيرة وصل ما يفوق العشرين ألف الى جزر الكناري.

فبعد إعلان الحرب في الصحراء الغربية 13/11/2020 وصل بشكل يومي المئات من المغاربة والسود الموفدون الى العيون لإنباتهم في الصحراء الغربية أو استعمالهم كأوراق لتنويع المصدر الظاهري للهجرة بانه إفريقي غير انه في الواقع مغربي.

ظلت إسبانيا وإيطاليا ودول أوروبا بصفة عامة تطلق أبواق وصفارات الإنذار حينما تصل مئة أو مئات المهاجرين الى سواحلها أما إذا وصل الى الألف أو فاق قليلا فإن إسبانيا عادة ما تسارع الى الإتحاد الأوروبي للشكوى التي تنتهي بوضع اللفافة دون خياطة الجرح أو تعقيمه، بتقديم منح ومساعدات وقروض الى الملك المغربي الذي بزرة الريموت كونترول يتوقف التدفق ويختفي المهاجرون وتتوقف الزوارق ورزم وأكياس الحشيش التي أحيانا تكون احدى البدائل.

هل هناك مؤامرة أو حيلة؟ لدعم المغرب هذه الأيام؟

يشك كثير من المتتبعين أن عدم شكاية الحكومة الإسبانية الى الاتحاد الأوروبي من هذا التدفق الذي لم تحرك له ساكنا الى البحث عن مال يقدمه الحكام الإسبان من صندوق الاتحاد الأوروبي لدعم المغرب ولكن ذلك المال لن يكون بسبب هجرة مئات أو ألف أو ألفين بل عشرات الآلاف حيث يتناسب الدعم الذي سيقدم للمغرب مع عدد المهاجرين.

ويرى متتبعون أن الوفد الذي سيسافر الى المغرب سيحدد نوع الدعم المالي الذي سيتحول الى سلاح ومعدات تشترى من إسبانيا لاحقا.

نظرية المؤامرة لديها الشواهد ليس التاريخية المعروفة فحكومة إسبانيا لا تخفي دعمها للمغرب لكنها تغطيه فقط بغلاف رقيق كمكافحة الهجرة وكدعمها بسيارات الدفع الرباعي في قمة الأزمة في الكركرات 130 سيارة دفع رباعي لإعطاء إشارات خاطئة بأن ما يحدث ليس إلا جزء من تنقية الحدود المغربية.

نظرية المؤامرة لديها الشواهد الحديثة في الانخراط المستمر لرؤساء الحكومات الاشتراكية ووزرائها ابتداء من كونزالس الى الأخير ثاباتيرو الذين يستميتون في الدفاع عن الطرح المغربي بل يصبحوا لاحقا موظفين على شكل مستشارين لخدمة أجندة الاحتلال المغربي.

ويرى من خلال الاستنتاجات أن الحكومة الإسبانية تحضر مبلغ كبير تحاول مع فرنسا اقتطاعه من صندوق الاتحاد الأوروبي في مصلحة النظام المغربي.

زيارة الحكومة الإسبانية الى المغرب في هذا التوقيت الذي ليس بريئا خاصة بعد أن أعلن المغرب رسميا وعلى رؤوس الأشهاد انتهاكه الخطير لوقف إطلاق النار ونسفه لمخطط السلام.

تواجه الحكومة الإسبانية عدة عوائق في زيارتها:

-الاتهام المسبق بالتواطؤ التقليدي بين النظام الملكي في إسبانيا وحكومته الاشتراكية والنظام الملكي في المغرب الشيء الذي يصطدم مع المظاهرات المتواصلة التي تجتاح إسبانيا لدعم الشعب الصحراوي مما يضع الاتفاقيات والتفاهمات الأمنية خارج الإرادة الشعبية.

-عدم قدرتها على الدعم المباشر بسبب الأزمة الاقتصادية وهي الحيلة التي يبدو أن حلها يكون بإحداث أزمة في إسبانيا هجرة -مخدرات- إرهاب مسببها الرئيس هو المغرب [الذي كان على الاتحاد الأوروبي رفض ممارساته وعقابه خاصة أن الأزمة مفتعلة منه] تلجأ إسبانيا مدعومة فرنسيا الى تحويل مخرج حل الأزمة الى ضخ المال في الخزينة المغربية.

-لا يستبعد ما دامت الأزمات تضخ المال في الخزينة المغربية الفارغة أن تعاد في كل مرة وربما بصور أخرى كالمخدرات والإرهاب. مما يكشف بوضوح اللعبة الساذجة المعدة بغباء واضح بل تصير فضيحة وعار.

-رفض شعبي أوروبي إسباني كبير وخاصة من أحزاب اليمين وكذا من الأوساط الشعبية المتمثلة في البلديات والمقاطعات ويتشكل رأي عام متسارع يدعم استقلال الشعب الصحراوي خاصة مع تحول الكثير من الجمعيات الإنسانية الى خيار النشاط سياسي بتكرار نفش شعارات الصحراويين الغاضبين وأصبحت تتبلور فكرة أن الدعم الإنساني لن يفيد بدون إسناد سياسي.

-وجود جالية صحراوية نشطة وان لم تقارن في العدد مع الجالية المغربية لكنها نشطة وفعالة وعفوية وتتميز بالشجاعة والنضج والتمدن وحسن التنظيم.

-الضغوطات الشعبية المستمرة الداعمة للقضية الصحراوية فككت وحلت القيود عن كبريات المؤسسات الإعلامية الإسبانية التي كانت إما صامتة أو شبه متآمرة مع المخزن وجعلتها تميل بحكم فقدان المهنية الى كشف الحقائق.

-بحكم قرب الصحراء الغربية من إسبانيا فهي تواجه حربا على حدودها وهو امر لا يمكن تجاهله يقودها الشعب الصحراوي وتدق طبولها وتصم الآذان في كل بيت إسباني وان حاول المغرب الضغط على الحكومة الإسبانية لتقليل وهج الصواريخ والقنابل إلا أن أعضاء المينورسو يقدمون التقارير اليومية الى الأمم المتحدة التي تقر بأن الحرب نشبت فعليا.

-ستكون الانتخابات فيصل في فصل الكثير من البرلمانيين المرتشون الذين يساندون الطرح المغربي وبهوت بريقهم أمام الحركة الشعبية التي تطالب بوقف الاعتداء على الشعب الصحراوي.

الاستنتاج والتوقعات

الحكومة الإسبانية تحاول بالحيل القديمة مساعدة المغرب بجمع أموال ضخمة للنظام المغربي عن طريق الصمت عن ظواهر تهدد الأمن والسلم العالمي الهجرة السرية والمخدرات والإرهاب وأخيرا الحرب التي يمارسها النظام المغربي

والتي ستكون من خزينة الاتحاد الأوروبي كالعادة ولكنها تتقاضى عن معاقبة المغرب لإيجاد مصدر تمويل دائم للمغرب

فهل يستطيع الشعب الإسباني وحركته الشعبية إنتاج قوى تحاكي وقوف البرتغال مع تيمور الشرقية؟ وهل سيصمد المغرب أما عدم الإعلان عن الحرب ومغالطة العالم؟ وهل سيظل على حساب الشعب الإسباني قادة الحزب الاشتراكي والطبقة السياسية بعيدة عن روح الشعب الإسباني وصوته الصادح ضد الاحتلال المغربي لأراضي الشعب الصحراوي؟

وهل سينجح الساسة الإسبان في رحلة حجهم الى المغرب من تحويل أزمات المهاجرين الى أموال يشتري بها المغرب السلاح الذي يذبح به الشعب الصحراوي؟

الأيام ستجاوب...

نار الثورة والموجة...


هذان المصطلحان معنيان بالحركة فثار الماء أو فار من الفوران حينما يسخن بدرجة حرارة عالية فإنه سوف يقضى على كثير من الطفيليات العالقة وسوف يؤدي الى نضج كل مكون داخله وتغيير خواصه ومحصلة الأمر هو تغير واسع في كل المحتوى لا يمكن أن يبقى شيء على حاله، إن كان فعلا في نفس الإناء، أما إذا كان خارج الإناء والمحيط الذي تتفاعل فيه الثورة فإننا لا نتحدث عنه ولا يعنينا.

التغير الذي يحدث الآن في مخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات وفي المناطق المحتلة وفي قلب ووجدان كل صحراوي أبيّ هو تغير طوعي وحر وتمتع بحرارة الثورة وبخارها ودفؤها، حمام يتنظَّف به الإنسان الصحراوي ويخرج به من أدران سنوات الرؤية المشوشة للمستقبل والغبار الذي علق بالجسم وأوساخ الانتظار.

ذلك الدفء الثوري سيكون على الحاقدين المندسين سخونة زائدة بل نارا تكوي وحرارة تكبت أنفاسهم وتصيبهم بالدوار وحتى تفقدهم قواهم أولئك الذين نروهم يطبلون في سكرات مع المستعمر ويتقلبون يمينا ويسارا كل ما كان هناك تغيير عميق في الإعلام أو في التلفزيون أو في الإذاعة أو في التعليم أو في الصحة أو في العقول والقلوب وفي الأساليب العلمية التي تعود بها الثورة المشتعلة الملتهبة في القلوب الصحراوية وفي الطوفان الذي سيؤدي بإذن الله الى الاستقلال القريب والنجاح في إرجاع العنصر الصحراوي المتميز الى قالبه الحقيقي العطاء دون مقابل والسخاء بشجاعة والاندفاع وصنع المستحيل.

كثير من المثبطين والضعفاء وخائري الإرادة كانوا بعيدين عن فهم معدن الشعب الصحراوي وقدرته السريعة الفائقة على قلب الصورة بين لحظة وأخرى، نساءا ورجالا وأطفالا وكنا دائما مؤمنين في قدرات شعبنا وكنا نجر العقول الرجعية المستسلمة وهي عاجزة عن مواكبة سرعة تغير الشعب الصحراوي.

اليوم موجة الشعب الصحراوي لا يمكن أن يتسلقها إلا "المقاتل الصحراوي في جبهات القتال" وبكلمة أخرى لن يقطف ثمرتها إلا "الشهداء في جبهات القتال" وبعد ذلك يصنف الباقون كل لما أعطاه الله وذلك فضل الله يؤتيه لمن يشاء.

الموجة أعلى من أن يتسلقها أي كان لأنها أعلى من قمة الإفرست ومن حاول تسلقها اليوم سيسقط الى قاع سحيقة، الكلمة اليوم للمضحين الذين يقصفون العدو وصدى أصوات تلك المعارك هو الرصيد الوحيد وغيره مجرد ارتداد وضوء الصواريخ والقنابل هو ما يشكل الصورة في شاشات التلفزيون والهواتف والكومبيوترات وصوت القذائف وولولة الرصاص هي الكلمات التي يذيعها كل صحافيينا ومذيعينا ويحملها قادتنا ودبلوماسيينا هي صوت الشعب الصحراوي صوت حرب التحرير صوت بندقية المقاتل.

تعود اليوم هيبة الشعب الصحراوي الى مكانها المعهود الطبيعي وتعاد ترتيب الأشخاص والرموز حسب القرب من خط الشهادة ويعود المقاتل في جبهات القتال وأي تضحيات جسام وعمليات فدائية في المناطق المحتلة الى رأس الجبل.

الثورة الصحراوية هي ثورة تحرير ثورة مسلحة ثورة حسم بالروح والإيمان والعزيمة والشجاعة والتضحية وهي عطاء يسبق فيه الدم النازف العرق ويسبق العرق التعب وتترتب الأمور هكذا.

لذلك ظل المقاتل الصحراوي في جبهات القتال هو الممجد والمبجل والذي يفوق كل المكونات الأخرى وهو من يجعل شعبنا يجلس في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الإفريقي.

صفات المقاتل الصحراوي ظلت إضافة الى الشجاعة والتضحية والعطاء والقدرة الكبيرة على هزيمة المحتل تميز المقاتل الصحراوي بالنبل والتواضع والتكبر عن الدنايا والانضباط والمثالية والالتزام والدفاع عن المكاسب والذود عن المؤسسات وظل الحريص المتشدد على عدم المساس من قريب وبعيد مما يفكك وحدة شعبه ويخرج عن خط الشهداء البررة رفاقه الذين ينتظرونه بين الفينة والأخرى عند رب كريم.

ظلت صفات المقاتل هي صفات الشهداء الأبرار والرجال المثاليين ذوي الخلق العالي والطباع النبيلة الرحماء بالنساء والأطفال والمحترمين للآباء الكبار والذين لينة أكتافهم ومريحة وأجنحة ذليلة لهم ولكن هم الصخر الصلب في وجه المعتدي والطلقة الثاقبة الحارقة للغزاة الجبناء.  

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

ا لكركرات الطريق الأقصر والغنيمة...

ثبت أن هناك سبيلان أو مسلكان:

1/ ترميم مشروع السلام الذي يتطلب سنوات طويلة قابلة للتمدد وغير مضمون لأنه تحت اليد الفرنسية في مجلس الأمن.
2/ بناء مشروع جديد يحتمل ان تكون مدته قصيرة بحكم أنه خارج تلك اليد وتلك الثلاجة.
الشعب الصحراوي بطبيعة الحال سيختار الطريق الأنسب والاقصر.
غباوة الساسة المغاربة والغرور الفرنسي هي التي حولت الكركرات من ممر انساني غضت عنه البوليساريو الطرف لسنوات حتى صار حصاده غنيمة كبيرة لأنه أصلا "غير قانوني" لذلك صمت مجلس الأمن عن أية إدانة. وصار اليوم :
- من يملك الكلمة الأخيرة هو صاحب السيادة. [قضية كسر عظم وسيادة].
- ربط به المغرب الكثير من الحبال والبالوعات التي تقطعت في مرة واحدة. قضية [خسارة اقتصادية ومالية].
- روج له في إعلامه كثيرا مما جعله قضية داخلية وطنية. فقدان المصداقية والهيبة و[خسارة رهان داخلي].
- كشف النقاب عن حقيقة الجيش المغربي المهلهل والضعيف [عناصره التي خرجت بملابس أكلتها شمس الصحراء ورياحها] والمنتشر افقيا كيف يمكن ان يحمي 2700 كلم حتى جيش الصين لا يستطيع مما جعله أضحوكة وهو ما يفقد جيشه معنويا المبادرة والروح القتالية على العكس الجانب الصحراوي.
- سدت الأبواب من حسن النية والتنازلات الصحراوية حتى وصل الغضب لدى الشعب الصحراوي درجة اليقين وانه بدون الحرب لا يوجد حل وتوحد كل الشعب الصحراوي على السير قدما نحو التصعيد ثم التصعيد ثم التصعيد حتى يطلق العدو النار وحينها يكون ارتكب "الحماقة" التي ينتظرها شعبنا الذي يقف وقفة رجل واحد وأكبر توحدا من أي وقت مضى وحقن الفيروسات المخربة أكسبته مناعة وتحصينا أكبر.
- فشل الأمم المتحدة سيعيد المشروع الى أحضان إفريقيا إن لم يحسم عسكريا بسرعة ومن حسن حظ "بوريطة" المنحوس أن المغرب الآن عضوا إفريقيا وقع على شروط الانضمام التي منها عدم الإعتداء على أراضي الدول الافريقية التي من بينها الجمهورية الصحراوية. وربما يكون ذلك الحبل الذي يتحول الى ربطة المشنقة التي فر منها الحسن الثاني ونجا من الشنق بالهروب من المنظمة الافريقية.
الكركرات اليوم ليس ثقبا وثغرة بل المفجر في القنبلة واللغم واللعب باللغم خطير جدا ونتذكر أن محاولة تعبيد مترات من الطريق 2016 جعلت الجيش الصحراوي يرفع شارات النصر عند المحيط الأطلسي.
الكركرات اليوم لم تعد قطعة معزولة بل هي قطعة الدومينو "السيدة" التي تسند مشروع السلام بالكامل بسقوطها تتداعى تباعا كل القطع وتنهار ليتحول الامر الى مشهد جديد لا يمكن إعادة بنائه.
حاول المغرب تعويم الجانب القانوني للقضية الصحراوية بطرح عناصر جديدة على الأرض كالقنصليات وغيرها ليحمل قطعة الدومينو ثقلا جديدا سيسرع عملية السقوط لفقدان التوازن، وكان خطأ فادحا ومكشوفا فمثل ثقب الكركرات رغم وجوده مدة طويلة انهار في أيام. لأنه لا يستند الى القانون الدولي بل هي زراعة تشبه زراعة الحشيش المغربي نبتة لكنها مضرة ومرفوضة وبلا جذور وستتحول الى مشكل لمتعاطيها من الأفارقة الخارجين عن القانون الدولي والذين ينتشون بلحظة التدخين بالمخدر المغربي الذي لا يلبث صاحبه أن يعود الى رشده بالندم.
الكركرات التي تهب فيها رياح الحرية الباردة سوف توقظ وتعيد التوازن الى الرؤوس المنومة في أشباح القنصليات أو الفيلات المفروشة بالعار والرشوة وستكون المثقال الذي يكشف أن كفة العدو فارغة وانتصاراته الدونكيشوتية مجرد وهم وان إرادة الشعوب حقيقة ملموسة وروح حية وسيكتشف أن أفراد المجتمع المدني الصحراوي ليست إلا مجرد عينة.
لا يحتاج الامر الى برهان فأول نداء للجبهة الشعبية غصت مخيمات العزة والكرامة بالآلاف من الرجال المستعدين للشهادة.


الجمعة، 11 سبتمبر 2020

هشاشة...


تلك الندوب في تلك القلوب،
تلك الثقوب وتلك العيوب،
ودورة الدم التي كانت تجري
بعنف في جسم الوطن،
ظلت تلمع كل الوجوه،
وتغطي تلك الدمامة،
بظل الكرامة
مثل العمامة ومثل الغمامة،
ولما حكت كل الحجارة
بانت صخور مثل الألماس
ومثل الذهب،
ومثل الطين ومثل الطحين
ذابت أخرى فما من عجب.

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

لا أريد أ، أخط حرفا...

 

في الحقيقة لا أريد أن أرسم حرفا، ولا توأما له، فربما تآمرا فصارا كلمة، في رحمها قد يتشكل معنى، ينجب فكرة، تلك التي ارفضها اليوم "الأفكار".

نعم الأفكار! في عالم مليء بالأشرار، مليء بالشر والشرر، قلبه صخر وحجر، يبحث في أساليب الدمار وطرق الانحدار.

أي بذرة أفكار سنغرس إن كنا نعرف يقينا أي ماء سيسقيها وأي سماد سيغذيها؟

نحن الذين لا نستطيع أن نغير نمط غذاءنا الجديد، الذي قدم ب "أفكار" مبتكرة، ومواد مشبوهة ومركبات غامضة ومغشوشة وربما هي موجهة لتغييرنا .

عالم من الشك والريب والارتباك وعدم اليقين، تائه عن طريق واضح هو تسيير الكون بأمانة وصدق ويقين ثبتته الفطرة الأولى للأنبياء والمرسلين وللحكماء والصالحين.

ثلة تريد أن يبقى العالم في ذلك التيه والالتباس وتغيير المفاهيم والمعالم، حتى الأصنام التي كانت حجارة نحتوها للمجرمين الذين قُدّموا لنا ك "كريستوفر كولومبس" الذي دمر أمريكا بأنه الفاتح المغوار، وغيره ممن صنع كتمثال للحرية وهو من أَصَّل للعبودية.

تتهاوى اليوم المفاهيم النيرة، ففكرة الشرطي التي كانت تعني حماية المواطنين، والقبض على السارقين والمجرمين نجد تطبيقها في الواقع تعني شرطيا مجرما يخنق مواطنا مسكينا حتى يلفظ آخر الأنفاس، أمام عصابته من الشرطة وتوسلات الضحية والمواطنين دون رحمة ولا شفقة، بسبب  لون البشرة.

إننا لا نريد غير أن نرجع الى العالم الحقيقي الذي عاش فيه الإنسان بدمه ولحمه، لا الى عالم الروبوت الى التماثيل التي حطمها الرسول الكريم رسول الإسلام، الذي أصل للحرية بمفهومها النير وللإنسانية بمعناها الحقيقي، وساوى بين كل الألوان ونتف ريشة العنصرية واليوم يتلمس العالم الظّنون طريقه التي أَخْفَت معالمها "الأفكار" المبتكرة لإنسان جديد إنسان الرضّاعة الصناعية.

كيف اسمح بان اخط حرفا في عالم لا يفهم لغتي وليس على نيتي عالم غريب الأطوار.

 إنها لعبة خطيرة لا بد من الانتباه لها فنوبل حصل براءة اختراع "الديناميت" لتسهيل العمل في التعدين وتفجير الصخور وإذا به يتحول الى أكبر قاتل للإنسان بيد الأصنام بدل مبتكر حيل تفجير للصخور  وتيسير التعدين.

شراك وسقطة: المدرسة الغربية في الميزان

 استوقفتني عالمة العمارة العراقية الأصل الراحلة زها حديد التي برعت في علم العمارة في عصرنا الحالي خطفت الكثير من الجوائز العلمية العالمية رغم المنافسة الشديدة في مدن تعد من رائدات الإبداع العالمي اليوم في بلدان تقود حركة المستقبل العالمي كاليابان والصين وألمانيا وغيرها كثير، ليصل العد الى تنفيذ 950 مشروعا معماريا موزعا في 44 دولة، وهي التي مضت حوالي 20 عاما وهي ترسم وتصمم مبانٍ ومشاريع هندسية كانت في نظر رجال العمارة "الحديثة" لا تصلح إلا على الورق "مشاريع ورقية" وأمست موضع تندر واستهزاء وسخرية منهم.   
زوايا الرؤية تختلف، تضيق وتتسع وتكبر وتصغر بحسب موضع الرائي ومكان الناظر والمنظور إليه تحدها خطوط الرؤية فتصير زوايا حادة عندما تصغر ومنفرجة عندما تكبر.
لكن إذا نظرنا بعين الخيال فإن كل الخطوط التي تحد تتلاشى، فلا مكان يمكن تحديده، ولا هدف يمكن تثبيته، وفي تلك الحركة السابحة تتكون أبعادا جديدة ومحددات ناشئة قد تتراءى للبعض وتظل مبهمة وغائبة وغائمة وغير مفهومة لآخرين.
فلو كانت زها حديد أذعنت الى محدودي الرؤية لفقدنا ثروة هائلة من الإبداع المعماري والإنتاج الفكري العلمي الذي لا يقدر بثمن، فمع التقدم التكنولوجي بدأ أولئك "المعماريون" المحدودي الرؤية يتلمسون طريقهم في تعلم أبجديات تصميم ما قد صممته زها حديد منذ عشرين عاما.
وهنا أقف عند هذه الملكات من المعارف التي نكتسبها يوميا، دون أن نقدرها ونزنها ونثمنها في كل المجالات وحين نعرج مثلا الى موضوع أسلوب التربية ودون أن نحس بعطاء البيئة والمجتمع وتراكم سنوات طويلة من التجربة، وننتقل الى أساليب أخرى قد تكون محدودة الرؤية والبعد وحتى شحيحة وفقيرة المعرفة، فنقع في شراك وسقطة كثير من المثبطين ومحدودي الفهم ومن يرون الأمور من زاويتهم هم لا من زاويتنا نحن، كما أن منظورهم للمستقبل ربما يكون مغايرا لما نتطلع إليه وما نراه لعالمنا الحاضر والمستقبل.
إننا نقدم لهم زمام المبادرة وننساق إليه دون قناعة ووعي وفهم، أن المدرسة الصحراوية تبدأ بتعليم الطفل من البيئة فحين نقارن نجد المدرسة الغربية تجلب حصى وأحجار وحفنات من الرمل لتعرف الأطفال على مكونات الأرض، و في المقابل نجد الطفل الصحراوي يستيقظ وهو يرى أمامه مشهدا مهيبا من الحصى والحجارة المختلفة الأحجام والأوزان والأشكال وبيده الصغيرة يتلمس خواصها الفيزيائية من خشونة وملوسة وحدة ويتعرف عليها لسنوات وهو يلعب بها كجزء من اللعب وحتى في الرمال والكثبان الرملية يجد ملايين من الحصى الصغيرة التي لها نفس القطر  تغوص فيها رجله حتى الركب، إنها سنوات الذهن الصافي الحاد التي ينطبع فيه بشكل تلقائي ذلك الكم الهائل من المعارف الطبيعة التي لا يمكن قياسها.
إنه يمشي فوقها وحتى يلامسها ويتعرف عليها ويتكبب فوقها ليلا ونهارا عريانا وشبه عريان وحتى أحيانا يحثو بعضها في فمه لتتعرف عليها حاسة الذوق بعد أن تعرفت عليها حواس الشم واللمس وغيرها من حواس الضغط والحرارة والبرودة، أنها علوم تخزن في الذاكرة بشكل أوتوماتيكي وتسكن بتدرج في ذاكرة ذلك الإنسان دون معلم والطبيعة خير معلم.
إن تلك المعرفة تتطور وتتكرر وتنمو مع السنوات فالصحراوي المتنقل من مرعى الى مرعى بشكل دائم يجعله ينمي ويثري تلك المعارف ويتعلم فن المقارنة ويلون تلك الأشكال والأصناف ويضيف إليها الجديد بشكل مستمر فتجدد ملكته فكأن كل يوم درس جديد وهو ما يطور حركة الذهن ونشاطها وتختفي مظاهر الملل من حياته تماما.
إن هذا التعامل للطفل مع حجارة صماء وطبيعة خرساء ومواد جامدة تجعل مخيلته تحاورها وتمازحها وهو ما نراه على شكل ألعاب الحجارة فأحيانا تصير قطيع إبل أو غنم أو غيره.
لا شك أن ذلك الطفل الذي غاصت ركبتيه ويديه حابيا على الأربع لأول مرة في الرمل وفوقه وتعلم الوقوف ليحصل له التوازن وتشكلت عضلات جسمه سيكون قد غدا جزءا من ذلك المحيط ولن يكون غريبا أو عجيبا إن كان صبورا مثل الحجر على الحرارة والبرودة وعلى الرياح وعلى الشمس وسيتشكل جسما مناسبا وصديقا لذلك المحيط يعرف أسراره وخفاياه.
ولا يلبث أن يجد شجرة أو نبتة حتى يبدأ باكتشاف عالم الحياة المثير فلا يبقى جزء من الشجرة إلا وتعرف عليه بالتفصيل الدقيق، فملكة طرق الكشف قد تعلمها مع الجماد مسبقا، فقليل أن تجد نبتة أو شجرة في الصحراء الى ويعرف الصحراوي دورها وكيف يمكن الاستفادة منها.
أما إذا انتقل به الحال الى الحيوان فالجدي المربوط قرب الخيمة هو صديقه الذي سيبدأ رحلة التعرف عليه ويلاعبه ويداعبه وسيتعرف على شعره وأذنيه وسينبهر بعينه وستكون رحلة أخرى لا تقل غرابة كرحلة التعرف على الأرض وهكذا سيكبر مع الجدي الذي سيكون كبشا أو جديا كبيرا وستربطهما علاقة التعرف على بعضهما.
 وستكون أكبر وأعمق علاقة مع الحوار ولد الناقة ذلك انه سيطول معه العمر وتتشعب المنافع الكثيرة المتبادلة بينهما التي لا يمكن الحديث عنها في هذا المقال الموجز.
رحلة التعرف على المحيط الذي تقدمه الطبيعة بسخاء ستغرس في الإنسان حب العطاء وربما سيكون ذلك له علاقة ما بروح الكرم والجود المعروف بها.
إن الحواس المتيقظة لدى الإنسان الصحراوي سيكون كسبها من بيئته، سيكون لصوت الرياح أنواع ولدرجات الحرارة أصناف وللرؤية من بعيد قوة في التمييز سيكون لديه معرفة كبيرة بالتغيرات التي تطرأ، فالبدو يعرفون بسهولة أنواع الآثار وكم مضى عليها من الوقت وحتى يستطيع بعضهم معرفة نوع الدواب وملكية من هي ومن أي ارض قدمت وحتى أثر قدم الإنسان يمكن أن يعرفوا منها صفاته الجسدية كطوله ووزنه وحتى من دلائل وقرائن كثيرة تفصيلية يمكن أن يتعرفوا على حالته النفسية وحالة دابته وغير ذلك.
شيء من المعارف عند تركيبها تشكل حوصلة من المعارف لا يمكن تعليمها في المدارس ولا المعاهد في هذه المدة القصيرة، هذا إذا أضفنا ثقافة حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والأشعار والحكم والأمثلة والقصص وقواعد اللغة وغيره كثير من المدرسة الصحراوية التي كانت تنتج في سنوات قليلة، ذاكرة تجاويفها قادرة على حفظ واستيعاب بسرعة كل ما يخص ذاكرة الحفظ الشفوي.
إن تعلم العلوم التي ذكرنا آنفا رغم ما تتكلف من تكاليف كثيرة كانت الأسر الصحراوية حريصة على تلقينها للنّشأ فتكرس كل جهودها في إيجاد معلم لها، ففي كل تجمع صحراوي تدرس تلك العلوم ويكون التقدير كبيرا للأطفال المتفوقين والنجباء ويحتفل بمحصل أو محصلة تلك العلوم.
لقد خلق ذلك المنهج المتكامل بين الطبيعة "المعلم الأول" والأسرة والمدرسة الى تكوين الإنسان الصحراوي القوي جسديا وعقليا وعلميا ويستطيع أن يستوعب بتلك القدرات أي معارف جديدة.
إن الفروسية والقوى العقلية وتلك الثقافة ومساحة الحرية، لا تتنافى مع التقدم التكنولوجي بل هي قاعدة انطلاق والقوس المشدود الذي يمكنه أن يرمي السهم مسافة بعيدة ومنصة قوية لاكتساب معارف الرياضيات وعلوم الحاسوب والفيزياء والكيمياء واللغات وهي المدارس التي يجب أن ننصب عليها، لأنها حوصلة تجارب الأجداد في التعامل مع النفس البشرية وتتقاطع مع المناهج الحديثة في تعليم الأطفال روح البحث واحترام البيئة والتعلم منها وليس الشهادات الفارغة والإنسان الأجوف من محتواه الفكري والثقافي.
إن لكل مجتمع خصوصياته ومميزاته وطرقه في التنشئة وقيمه ومراميه الآنية والمستقبلية، إن الذي يفسر العراقة بالتخلف واكتساب علوم البدو "مفاهيم علم البيئة" وفروسيتهم وثقافتهم الصحراوية بالبدائية، وحفظ القرآن الكريم في الصغر بالحشو، كالذي يقول إن تعلم اللغة الإنجليزية كفر وعلوم الحاسوب ولغات البرمجة ضلال وتغريب، ينظرون الى الأمور من زاويتهم هم الضيقة ويسطحون المجتمعات التي لا يمكن أن تفصل الحاضر عن الماضي كما لا يمكن إنبات شجرة بلا جذور.
إن درس زها حديد كامرأة عربية يجب أن يمكن ان يقرا من خلال خلاصاتها التي أقرت انه رغم إبداعها العلمي وموجة التحضر في العالم الغربي، إلا أن العالم العربي لم يُفْهَم بعد من الغرب وصرحت أنه لو أتيح لها الخيار لما اختارت الهندسة لما فيها من صعوبات ومنغصات وربما كانت ترمي الى تعقيد الحياة وتحويل الإنسان الى آلة بدون علاقة نفسية عميقة مع الآخرين ومع البيئة النفسية، فقد صرحت أنها لم تتزوج لأنها لم يكن لديها الوقت الكافي للفصل بين العمل والتزامات البيت وتكوين أسرة.
يجب أن نكن حذرين من المستجدات في هذا العالم الذي تقودنا إليه هذه الفلسفات الغربية وطروحاتها، فإذا كانت عاجزة ولا تستطيع أن تؤمن حياة شريفة ونسل كريم للإنسان يذكره ويرحم عليه بعد وفاته فمخرجاتها ومآلاتها فيها الكثير من النظر والتدبر والحذر. بل يجب أن نطور موروثنا الشعبي ونصونه لأننا لا نود أن نفقد هويتنا وانتماءنا الى ديننا وأصلنا وخلقنا الذي حافظ على مجتمع فيه من الحرية والكرامة والتقدير ما لا يوجد في المجتمعات الأخرى. ويؤدي الكل فيه دورا محوريا لا يمكن أن يسده الآخر بنفس الكفاءة والمرونة والسهولة. 

الأحد، 10 مايو 2020

العاشر من ماي طعمه في كل يوم..

من نتذكر اليوم في يوم فيه التفكر أكثر من التذكر، والأيام لا تطول ولا تقصر، إنها فقط تتقلب وتتململ لا تغفو ولا تصحو، ولا يصفو لها سماء ولا ينكشف عنها غطاء، وفي ملامح ظهرها الذاهب ووجهها المقبل، نعد على الأصابع السنوات الأربعون التي مرت والسبعة التي تغرب آخر شموسها اليوم، الذي ليس ككل الأيام، ظل خيط من نوره مطبوع كوشم على خد كل يوم صحراوي.
العاشر من مايو خيط النور وسلك المسبحة الذي قفزت كل حبة صحراوية منتظمة فيه كي يكون قلبا لها وتكون هي هيكله وملمحه الشعبي الذي تتساوى فيه كل أبناء الوطن.
في بيت التأسيس ذاك في مدينة "ازويرات" الذي كانت بذرة التأسيس الجديد تغرس فيه، إرادة الله هي التي تحرس، ففي ذلك اليوم لم يكن يؤمن الباب إلا صبيين في عمر لم يتجاوز التاسعة.
لم يكن لبذرة أن تنبت إلا في ارض صالحة للإنبات، ففي قلب كل صحراوي كانت الأرضية صالحة للبذر، كانت نابعة من صلب شعبنا خاصة لثلاث عوامل رئيسية هي حب الأرض والحرية والكفاح.
فلم يكن الكفاح عاملا طارئا على شعبنا فقد كان شعبا مكافحا، حمل لواء الجهاد في منطقة المغرب العربي بل هو من جاء فاتحا ينير القلوب بنفحات الإسلام الطيبة الطاهرة، وقد مجده في أشعاره وقصصه وأطار النوم من عيون الأعداء عبر تاريخه المليء بالتضحية والبطولة، وكانت الحرية حياته فلم يدجنه أي كان فكان مجتمعا أفقيا لا أمير ولا ملك، فكيف بمستعمر غربي، ولم تكن محبة الأرض والاستشهاد في سبيل الله إلا من مميزاته وخصوصيته الخاصة.
إن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ليست تتويجا لمرحلة قريبة بعد فشل حركة تحرير الصحراء السلمية فحسب، بل هي تتويج لذلك التاريخ المجيد لشعبنا، الذي عرف بالنبل والشجاعة والتضحية والإقدام، وروحه العصية على الترويض والذل، إنها بمبادئها المنسجمة مع طبيعة شعبنا وما يصبو إليه، لقت تجاوبا سريعا منقطع النظير، فالتفت عليها كل شرائح مجتمعنا وفككت كل الأحزاب والمجموعات والتنظيمات السياسية وغيرها نفسها كي تنصهر في وحدة واحدة هي جبهة المجد، جبهة الشعب الصحراوي، جبهة البوليساريو، التي لم تعد تنظيما سياسيا حضاريا فحسب بل روح الشعب الصحراوي وكتلته الصلبة.
بالنسبة للشعب الصحراوي وبالنسبة للذين تربوا وترعرعوا في أول كيان صحراوي، لا نفهم المصطلحات والعبارات الغريبة علينا ولا نريد أن نعرف إلا أن البوليساريو هي أنا وأنت ونحن، الذين عشنا ونعيش في كنف الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية دولتنا وكياننا الذي فيه من الحرية والديمقراطية والنبل والعزة ما لا يوجد في أي كيان، لأنه يجمع أبناء وطننا الأحرار، ويلم قوتنا وأصابع الأيدي قبضة القوية ضربت وتضرب على طاولات المؤامرات والتي أطارت أوراق وخرائط وخطط اتفاقية مدريد.
وأخيرا هل يمكن الحديث عن ذكرى يوم أبدا، كيف نتذكر يوم طعمه في كل يوم؟

الجمعة، 3 أبريل 2020

الفروسية وأمحمد خداد...

كم أراد العدو فصل الرأس عن العربة، القيادات الصحراوية ترفض الرحيل، ترحل الأجساد وتبق الروح والاعمال، في كل مرة نضيف مخزونا ورصيدا منهم الى الشهداء، الإطارات الصحراوية كانت قضبانا للسكة التي تتحرك فوقها عجلات عربات القطار، لذلك فشلت خطط العدو في إيجاد رأس منفصلة لقطعه.
الفشل دفع العدو الى صنع رؤوس اقزام شياطين صغيرة، هدفها مكشوف، بث الوسوسة والشك وصنع وهم "قيادة" يلعنوها ليل نهار لخداع شبابنا وتبرير فشل العدو.
رحل الكثير من أبناء وطني من من تحمل مسؤوليات جسام، رحل الشهيد الولي مصطفى السيد مفجر الثورة والكثير الكثير من قيادات النواحي العسكرية والفيالق والكتائب والفصائل والجماعات والزمر وبكت وزغردت النساء.
رحل المحفوظ على بيبا وبكاه الشعب بحرقة، رحل رجال بعده تباعا الخليل سيد امحمد، محمد عبد العزيز، والبخاري أحمد، سلامة ولد هنان وغيرهم.
واليوم ينضم امحمد خداد موسى، دينامو وفارس الدبلوماسية الصحراوية الذي كان يتجاوز بمهارة الفروسية كل الحواجز والمطبات والحفر منطلقا كالسهم، ليفوز دوما بمرتبة الشرف في كل السباقات، ويتجرع العدو مرارة الهزيمة في كل الجولات.
يجوب كل السهوب ويصعد الجبال ويخوض البحار بتقلباتها وامواجها وظلماتها بشجاعة الابطال وفروسية الفرسان لا يهاب ولا يتردد.
الرصيد الذي اضيف اليوم ثقيل، السبيكة من الذهب الخالص لا تشوبها شائبة، تلمع ولا تصدأ، وإذا كان هؤلاء هم "القيادة" فالشعب الصحراوي سيظل يلعن الشياطين والاقزام الصغيرة التي تلعنهم.
قطار الشعب الصحراوي لن يتوقف، سيظل مسرعا وستظل هناك رجال تتحمل المسؤوليات الجسام وسيتحولون من عربات الى قضبان السكة وقطع غيار جديدة في الرأس، عيونهم مصوبة نحو الهدف، وعندما ترحل الأجساد تبقى رصيدا من المقاومة.
اكتب هذه السطور في تأبين الراحل الذي لم ألتقه يوما في حياتي، لكنني أحس انه كان معي دائما، هذا النوع من الرجال هم الاغلى، حينما لا نعرفهم الا كأعمال وأفعال وامثلة حية للنضال وكم تمنيت أن التقيه وجها لوجه،
خاصة حينما تحدثت معه قبل المؤتمر هاتفيا، وكأنني اعرفه منذ سنوات، اللقاء الذي عزمنا عليه لم ولن يحدث، فقد قدر الله امرا كان مفعولا.
نحسبك شهيدا عند الله يا أمحمد خداد موسى، بيدك البيضاء، واسكنك فسيح جناته مع الصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك مقاما.
بقلم حمدي حمودي

الجمعة، 20 مارس 2020

حديث على هامش وباء كورونا...



أولوية العالم اليوم هو حصر وتضييق بؤر الإصابة بفيروس كورونا او COVID-19، المنجل الذي يحصد من الأرواح ما يحصد وأكثر ضحاياه من ذوي المناعة الضعيفة فلم تنفع في المجتمع الأوروبي العجوز العناية الفائقة والإجراءات الطبية الخاصة الى حد كتابة هذه السطور فإنه ينتشر كما تنتشر السحب في السماء لتحجب وجه الشمس والنور عن الكثير من الناس الذين يفارقون دون عودة.
وجه اسبانيا مرعوبا اصفرا، وسماؤها مغيمة حزينة، لا حديث الا عن أرقام الموتى ويا لك من ارقام بالرغم انه يشفي 1000 وتموت 500 ولكن لا حديث الى عن الراحلين.
سيارات نقل صناديق الموتى الطويلة السوداء المزخرفة هي الأكثر ربحا، ومحلات بيع زهور الفرح والحب، فاقتها ارباح زهور الموت وباقاته التي تباع ب50 يورو، موتى بلا وداع ولا مرافقة الا من الأطباء وطواقم الخدمات الطبية وكأنما أصابتهم اللعنة.
عندما أقيمت جنازة في بيتوريا عاصمة بلاد الباسك من الذين لا يؤمنون ولا يعترفون بكورونا أصيبوا جميعا 60 شخصا مباشرة بين الحجر والمستشفيات وصالات العناية الفائقة، والذين اصابوا بدورهم عائلاتهم واحباءهم وجيرانهم واصدقاءهم ومعارفهم.
كبار السن خاصة تلك الطبقة التي شقت وتعبت من اجل ان تكسب من الضمان الاجتماعي عمرا طويلا وأحيانا مطولا، بالترميم المستمر لأجسادهم، طالت أعمارهم، الى الدرجة التي سنت فيها قوانين تسمح بحقنة الرحمة حين يعجز العمر عن قتل شخص تخطى المئة وصار يعيش بالروح فقط بأنابيب الاكسجين وأمصال الدم وتنتشر حوله أجهزة قياس القلب ويتحول الى مقبرة تتنفس.
الآباء الكبار والجدات الذين ظلوا هم من يحتضن الأطفال حين يذهب الآباء الى أعمالهم أبعد عنهم في آخر العمر أطفالهم حبهم وبذرتهم بحكم ان الصغير قد يكون حاملا للفيروس دون ان تظهر عليه الاعراض في حين يكون هو القاتل الخفي لجده وجدته.
التدابير المتخذة من اسبانيا رغم احتمال نجاحها مؤقتا، الا ان الاجراءات التي كان سيقوم بها رئيس الحكومة البريطاني والتي اعتمد فيها على فريق تفكير خاص بالأزمة مكون من خبراء في مختلف المجالات.
والتي وقفت في وجهها الطبقة المسنة التي ستتأثر هي الأولى ولم تكن لديها الشجاعة الكافية من أجل الأجيال القادمة.
نصيحة الخبراء البريطانيين كانت تعتمد على ترك الفيروس ينتشر وتلقائيا ستتكون مناعة لدى الكثير من الناس، وسيلقى البعض حتفه ان لم تنفعه الادوية المتوفرة.
لقد اعتمد الخبراء في تقريرهم الذي قدموه للوزير البريطاني ان خلو المجال من الفيروس مؤقتا بدون ان تتكون مناعة لدى الناس، لا يمنع رجوع الفيروس مرة أخرى أكثر حيلة وأكثر فتكا وأوسع انتشارا وقد قرؤوا ذلك في تاريخ الفيروسات والاوبئة التي ضربت الانسان عبر التاريخ.
كان تساؤلهم هل سيظل بلدنا تحت رحمة حياة الطوارئ القصوى ورزم جديدة من المكوث في البيوت وتوقيف عجلة الحياة؟
ولكن تحت رحمة الهجوم الشرس من الطبقة البريطانية المسنة التي تمتلك المؤسسات والمصارف والارصدة الضخمة في البنوك وبالتالي الاعلام، ربما تراجع عن تلك الإجراءات التي قدمها الحكماء ورضخ، وبرر الى انتظار توصل العلماء بمخابرهم المتقدمة الى دواء وتطعيم ضد المرض الفتاك.
أما المهاجر المسلم فالإجراءات والتدابير هي جزء كبير من الدلائل على قدرة الله فغسل اليدين عدة مرات في اليوم والعناية بالنظافة الشخصية وعدم السلام باليد والوجه وحتى اللثام وتغطية الجسد والرأس وغيرها تتطابق مع اختلاف العادات مع وحيه وروحه، وتسليم الامر لله جعل الانسان المسلم المؤمن هو اكثر اطمئنانا لان الحياة بالنسبة له هي القادمة وليست للإجراءات علاقة بقضاء الله وقدره ولن تمنع ابدا قدرة الله بل حفاظ على الجسد الذي هو امانة لدينا ليس الا الى تسلم الروح الى ربها الكريم الرحيم في يومها ومكانها وبسببها.
ذكر الموت ليس امرا يخيف المسلم
وقال تعالى في كتابه الكريم : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ آل عمران:185
بل اوصى به الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله ﷺ: أكثروا ذكر هادم اللَّذات: الموت.
رواه الترمذي، والنَّسائي، وصحَّحه ابن حبَّان.
وكان النبي ﷺ يقول: اللهم بعلمك الغيب، وقُدرتك على الخلق، أحيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي.
خرَّجه النَّسائي رحمه الله بإسنادٍ صحيحٍ عن عمَّار بن ياسرٍ
بقلم حمدي حمودي

كورونا "يعيد العافية الى النسيج الاسري "

المقال كتب يوم 12 مارس 2020
اضغط على التاريخ اسفل مباشرة لقراءة المقال
أُعلن اليوم عن توقف الدراسة في منطقة "كيبوثكوا" التي عاصمتها سان سباستيان...
لمدة اسبوعين والسبب يرجع الى الاجراءات المتخذة من اجل الابطاء من توسع انتشار الفيروس، لحين التوصل الى دواء أو رحيل الفيروس بأمر الله...
سبّب بقاء الاطفال في البيت الى تغير مفاجئ وارتباك حاد في حياة الناس في هذا البلد الاوروبي الذي ألف واعتاد على ان المنزل للنوم فقط وبعض الاوقات المستقطعة من زيارات خفيفة، ذلك أن المقهي والبار والمطعم والساحات العامة هي الاكثر استخداما لقضاء الاوقات خارج وقت العمل.
اما العائلات الصحراوية المغتربة فصالون البيت هو اكثر مكان يقضى فيه ساعات اليوم، ولن يتغير شيء في عجلة وروتين الحياة.
ستخسر الكثير من الحانات والبارات والمطاعم زبائنها وسيرجع الناس في اغلبهم الى عادة اعداد الطعام في البيت، وهو ما نجم عنه الاقبال الشديد على شراء المواد الغذائية ولوحظ نقص كبير في بعضها وعلى رأسها الحليب والسكر والارز والعجائن وأدوات النظافة، غير ان المتاجر تطمئن الزبائن على ان غدا سيكون السوق مملوءا...
ما الحكمة التي يمكن أن نستخلصها اليوم؟؟؟
وأين سيتجه الانسان في حالة غلق الاماكن العامة، طبعا الرجوع الى البيت والسكن وفي حالات الاصابة تبرز أهمية الاسرة التي أسست الحضارة الغربية على تحطيم بنيتها وتقزيم أهميتها.
بيوت العجزة اغلقت في كثير من الأماكن، والاستحواذ على الناس وتفريقهم من خلال وسائل الاعلام الحديثة التي حصلت في القرن الماضي وامتدت الى قرننا هذا عن تخطيط أو بشكل تلقائي هناك الكثير من الجدل في ذلك لكن بدايات الامر كانت من الدعايات لموضة تجميع الناس في المسارح والسينما وحشوهم بالمادة الاعلامية الى تصغير تجميعهم حول التلفاز الصغير ثم لاحقا البورتاتيل أو الهاتف المحمول لينفرد بالشخص تماما بعيدا عن الاحتكاك باسرته ومجتمعه بشكل مباشر...
كلها خطط أرادت للانسان أن يعيش في عزلة ليسهل توجيهه ويتحكم فيه بتلك المادة الاعلامية، وتسوق له ما تريد.
فيروس كورونا أعاد الاطفال الى البيت والاب والام والجدة والجد مجبرين، الى دفء وأبرزت أهمية وضرورة الاسرة.
ومن ليس له أسرة يموت في بيته وحيدا. وهو ما يفشل تلك الفلسفة الغربية ويبين عيوبها والثغرات الكبيرة والفجاج والثقوب فيها وهشاشتها حينما توضح على مذبح واختبار الموت والحياة ولو الى حين.

الخميس، 19 مارس 2020

الى زملائي في القسم..."2"


الرياح التي لا تهدأ الا قليلا في تلك السنوات، تنقل الكثبان الى خارج الباحة الرباعية لساحة المدرسة، السور الابيض القصير يحيط بالعلم الذي يتموقع في منتصفه تماما محددا ساحة اخرى هي ساحة العلم، حيث يتجمع كل صباح كل من بالمدرسة على شكل كراديس جيدة التنظيم لتقديم تحية العلم.
ومن فتحات الساحة يتجه كل صف بخطوات موزونة الى قسمه لتلقي الدراسة، أو حصص التدريب العسكري أو الرياضة،،،

ستكون المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء الاسهل لدينا حينما توجهنا لاحقا لمواصلة الدراسة الثانوية في دول أخرى
المستوى عال جدا والاساتذة ممتازون وجادون، أما النحو والقراءة والاملاء فغرفنا من مدرسة 9 يونيو وملانا القرب.
كانت الاضافة التي لن نتعرف عليها الا لاحقا هي دروس السيرة النبوية التي كان استاذها الوحيد يدرس عن ظهر قلب مجلدات "السيرة النبوية لابن هشام" يحفظها حرفا حرفا وكلمة كلمة... من آدم الى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الادوات والكتب توزع مجانا المنهج صحراوي كله، التاريخ والجغرافيا لا تسأل عن الخرائط والدول والسكان والمباريات المستمرة في اسماء العواصم والدول المجهرية.
في الليل يبقى قليل من الوقت المستقطع، في محاورات الشعر والابيات التي حفظها الجميع بعد المراجعة الليلية التي كنا نكرهها أيما كره.
في عمر الشباب عمر البراكين المتفجرة التي لم تشكل جزرها ولا نهاية لاشكال يابستها، في ذلك الجو المشحون بالمعنويات العالية، والانفعالات والصداقات ورسم خط السير الموجه لها، حين يبدا الانسان يشكل رزمة الرفاق في لعبة التجربة بالخطا والصواب، التي سيلعب القدر لعبته الكبرى في نهاياتها.
ربط حبال العلاقات الاولى بين الرفاق ليست بالشيء السهل، انها حقل الغام له ادواته ومعداته، الميول والمصالح والاشياء الصغيرة الاعمار المتقاربة والعادات والقدرات والمهارات اليدوية واللفظية وحتى الميولات الذاتية، والاهتمامات وتدرج الاولويات, وعوامل اخرى دقيقة، كالذكاء الدراسي والاجتماعي، وامور كثيرة صغيرة ودقيقة ومعقدة الوصف والتتبع، لكنها في وجدان الانسان وروحه لها دور كبير في تكوين شخصيته وبناء نفسه، خاصة في غياب الاب والام واحيانا الاخوة، حيث تتشكل صور من العلاقات يكون للانسان الكثير من الحرية ومساحة من المسؤولية الذاتية ، ربما تكون إيجابية وربما تكون سلبية، انها اشياء لا نفكر بها بهذا الشكل آنذاك، لكننا نمارسها بشكل تلقائي كرفاق وزملاء ليس لنا الخيار الا ان نبقى مع بعضنا ونتعايش.
مثل الرياح تماما تتشكل تلك العلاقات المتقلبة ومثل جو الحمادة تسخن الى اعلى درجات وتبرد ولكنها علاقات متغيرة في كل مرة كالكثبان الرملية بنسيج واحد وبأشكال مختلفة يفهما الرفاق وتحركها قدرة الخالق جل وعلا.

الى زملائي في القسم...1


سيتغذى هذا النص، بملعقة من حديد وقدح من نفس الخامة مليء حتى الطفح، بمرق العدس أواللوبيا وقطع الخبز الكبيرة في المطاعم المدرسية الشبه العسكرية، ثمانينات القرن السابق، وسيجلس على المناضد والمقاعد المشتركة الطويلة.
سيتغذى على وقفة معلم التاريخ بلباسه العسكري، وغطاء رأسه المطوي بعناية على الكتف الايسر، قطعة القماش المثبتة بزر، المكان المخصص لوضع النياشين والرتب. تلك التي ظلت فارغة، كجيوب القميص وجيوب السراويل، الا من قلم يحل ضيفا ثم يرحل.
تلك الملابس التي كانت تخاط في ورشة الخياطة، ونحن صغار خصيبي الخيال كثيري التساؤل كنا نتساءل عن جدوى خياطتها المعقدة.
معا في القسم كنا نقف احتراما لمعلمنا بنفس الثوب اللون يختلف ولكن بنفس التساؤلات.
كنا والى اليوم نقدر ذلك المعلم و اذا دخل الآن سنقف له أكثر احتراما واعمق تقديرا، وفي تلك السنين التي كان الآباء فيها شهداء أو معتقلين أو مقاتلين.
وشرف اتباع خطواتهم نحو تحرير الوطن، القدم على اثر القدم، هو ما يؤمن الطريق وتتضح وتبيّض وتصير سالكة.
أحلامنا ككل الأحلام ظلت أكبر من الاجساد ومن العقول، كنا نحن المستقبل الواعد، وكانت للأساتذة الفرصة أن يزرعوا أنفسهم من خلالنا من جديد ويتعهدون غرساتهم بالسقاية والرواء الطيب.
حلمهم أكبر من احلامنا، وأكثر شجاعة كانوا، لأنهم يرون المطبات والعوائق ويستمرون دون توقف.
المدارس التي بدأت بحفر وخيم هنا وهناك وسبورات متنقلة وطباشير والواح لمحو الامية.
تحولت الى مدرسة مثالية، وصفتها احدى الصحفيات السويديات آنذاك قائلة "لقد زرت أكبر ساحة مدرسة في العالم".
نحن كتبنا على قوس الدخول "مدرسة 12 أكتوبر التدريب واجب وطني"
يتبع...

السبت، 29 فبراير 2020

المغرب يتسبب في صراع اسباني-اسباني


تسببت الاغراءات المغربية لرجال الاعمال الاسبان بالاستثمار في المغرب، في الثراء الفاحش والتهرب الضريبي وتهريب السيولة البنكية من المصارف والبنوك الاسبانية لتمويل المشاريع وصرف مرتبات العمال في المغرب وبالتالي خسارة كبيرة لليد العاملة الاسبانية ومنافسة غير متعادلة بسبب قيمة التكاليف بين الانتاج في المغرب وداخل الاراضي الاسبانية، وصارت البضائع التي شاهدنا رأس جبل الجليد منها في الغضب الذي ينتشر في المزارعين الاسبان في الاندلس من افراغ الشاحنات القادمة من المغرب نحو اسبانيا الذين خسروا على الدوام ليس بسبب الانتاج المغربي بل بسبب التجار والطبقة الاسبانية المتمصلحة في المغرب وتوريط راس المال الاسباني. وفي هذه الحالة أدت هذه السياسات الخبيثة اضافة الى التهديد ب
1/”المخدرات”
2/”موجات الهجرة”
3/”الارهاب”
الى اضافة عاملان جديدان وهما نشوب:
4/”صراع اسباني-اسباني” : وما تتبعنا من الاحتجاجات في الاندلس على البضائع القادمة من المغرب هو فقط ما ظهر في الزراعة وقس على ذلك بقية القطاعات .
5/”تهريب رأس المال/العملة” : خاصة في زمن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، حيث ان هناك نزيف حاد في السيولة بسبب تمرير الاموال الى المغرب لصرف الرواتب وتشغيل الاستثمارات.
ان المغرب يزيد من التحكم المستمر برقاب المستثمر ورجل الاعمال الاسباني صاحب المال والشركات في مجتمع وبنية اقتصادية رأس مالية.
وهي سياسات ضد التوجه العام للناخب الاسباني ومن يتابع الحكومة الاسبانية وهي تبارك تلك السياسات الخبيثة وتحمي وتشارك في احكام استسلام اسبانيا للضغوط المغربية، يعرف معنى كلمات وزيرة الخارجية التي عملت طويلا تحت امرة رجل اعمال فرنسي بعيدة عن روح الشعب الاسباني ودافع الضرائب الاسباني.
ان المال الاسباني الذي يفرغ من اسبانيا في اتجاه المغرب يؤكد مدى الضغوط التي تمارسها الآلة المغربية على الساسة الاسبان الذين يتحولوا تلقائيا الى رجال أعمال وكونزالس لا يزال حيا كمثال.
لوبيات تخدم فقط مصالحها الخاصة التي تتقاطع مع اجندات ثبات الملكية في المغرب وما عبر عنه الرئيس الجزائري تبون لم بأت من فراغ.

الخميس، 27 فبراير 2020

عندما يتحوّلُ الألمُ الى أغنيةٍ...


كنتُ أحاولُ أن اجمع أجمل ما تعلمتُ من ْكلماتٍ من عباراتٍ والفاظٍ رطبةٍ أبلُّ بها فمك الساخن الذي ملَّ الكلام والصّراخ، فما عساك تقول بعد أربع وأربعين، كبرت يا وطني الحبيب وتجذرت طلحتك وتضخمت ساقها، الفروع تضاعفت ورائحة النّوار العبقة تفوح وتتناثر وكرياتها الصفراء الخفيفة الرقيقة هنا وهناك، وأينما حطتها من على جناحها النسمات.
أيّها الوطن الذي اخترنا لك اسماً مباركاً كما تنتقى أسماؤنا بعد نقعها عيداناً في الحليب، بدأناه "بسم الله وبعونٍ من الله"، اسماً بوسمٍ عربي ٍيليق بفروسية العروبة وبخصال سيد العرب والعجم صلى الله عليه وسلم وما تحمل في بطنها وينطبع على جبينها من صفات الفاتحين المسلمين العرب الاماجد، الذين نشروا روح الحرية وعبادة الواحد القهّار، وقهروا عبادة الانسان لأخيه الإنسان وتأليهه، المساواة تتربع في الاسم كجلساتنا الصحراوية العريضة التي تغوص بنا وسط الكثبان والرمال النّقية الطّاهرة، تحتضننا كما تحتضن البحار زوارق الصّيادين ومراكبهم.
بالرصاص والزغاريد وكلمات قليلة في ليلة شتوية باردة، كانت القلوب فيها مشتعلة نارا وحمية وحماسا، وليالي الميلاد ومخاضه يا لها من ليالٍ، عصيبةٍ وصعبةٍ وعسيرةٍ، لأنها انبعاثُ حياةٍ بصرخةٍ لمولودٍ.
اليوم من لا يعرف هذا الاسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ومن لا يعرف العلم الذي عجزنا عن إحصاء القريات الاسبانية التي احتفلت معنا بهذا اليوم، التي تزينت به واجهات البلديات رغم المطر والرياح وتبدلات الطقس التي يمتاز بها نهاية شهر فبراير من جو متقلب شاتٍ.
وعلى غرار القريات احتفت المدن المتوسطة والكبرى في بلد باعت حكوماته الأرض والشعب، وخانت سنوات من التعايش والتعارف والجوار،اليوم تحتفل معنا كل اسبانيا بدولتنا التي أصبحت حقيقة لا رجعة لها ولا هروب عن استمرارها فهي هويتنا واسمنا.
لا تزال تتكشف يوما بعد يوم حجم المؤامرات التي حيكت ضد شعبنا من اجل القضاء عليه في المهد ولكن إصرار شعبنا ونضاله الدؤوب وتضحيات شهدائنا حولت الضعف الى قوة والثلة التي اريد ان تكون لاجئين بؤساء، صارت قلعة صمود ابهرت الصديق قبل العدو وكانت الآلام تتحول الى أغانٍ والمعارك التي يسقط فيها الشهيد، ثأر لا يموت ومغانم ومؤن ورصيد من القوة والإصرار على النصر.

الأربعاء، 26 فبراير 2020

الدبلوماسية الجزائرية أعادها وعي الشعب الجزائري والمغرب تعيده فرنسا اليها...

تتجه اليوم زيارات من وإلى الجزائر من السعوديين والقطريين و"رزم الخليج"، التي تشبه "حزم التطبيقات" التي تقدمها شركات الهاتف، التي تنتهي تلقائيا بانتهاء موسم الموضات، موضة العراق وموضة سوريا التي تداخلت مع موسم اليمن ثم السوق الليبي فالقوم لهم من قديم الزمان أسواق عكاظ للعبادة والتجارة.
تلك الزيارات نتمنى الا تشبه أيام الحج والعمرة ورجم الشيطان التي قام بها بشار الأسد الى السعودية وأحضان القرن السابق و"قفة الخليج" وبهرجة الورود التي تراقصت لها وغنت ابواق "الطفرة الإعلامية" الخليجية آنذاك بالوحدة العربية ومجد الشام والحجاز.
كان حافظ الأسد حافظا لدروسه وفاهما لها، بينما كان بشار يحلم بالبشارة ولو كان يعلم أن اليد التي تمد اليه انما هي ذراع منشار ومقبض مطرقة وأن من يجالسهم انما هم روبوتات تحركهم المصالح الاستعمارية بالريموت كونترول وأن الاصنام أيضا تطور نفسها للعن الايدي وتف على الوجوه وتأبط فأس إبراهيم عليه السلام في كل زياراته.
اليوم يصرح الرئيس الجزائري مع "القزم الصغير" في قطر
في أن هناك "توافق تام" بين الجزائر وقطر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
كيف يمكن ذلك و"قناة الجزيرة" التي تتبع لقطر في تحد ووقاحة لاتزال تضع خريطة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ضمن الحدود المغربية، انه اختلاق قطري مخالف لخريطة إفريقيا ولما تتبناه أوروبا والأمم المتحدة والقانون الدولي واختلاف كبير في الرؤية للوضع الإقليمي.
وسيتجه الرئيس الجزائري الى الرياض بعد الزيارة المسبقة للقطري للجزائر، السعودية التي لم يجد أميرها وفتاها ومفتيها سلمان في زمن الحجر على زياراته ومجافاتها أيام كان دم المنشار لم يجف الا الجزائر التي تعاملت مع الامر من وجهة نظر القانون والعلاقات بين الدول التي يمكن ان تبعث أي رجل سياسي الى بلد آخر وعلى الدول أحبت ام كرهت استقباله خاصة في قضية تعني أهلها ليس للجزائر دخلا فيها في حين اعتذرت الرباط والكثير من الدول وهو ما يحمد للجزائر في التعامل الدبلوماسي.
زيارة مشبوهة لقطر التوقيت في فن السياسة له قراءته وله معناه، ترى أي رسالة ستحمل الجزائر من قطر الى السعودية، وهل سيكون لثلاثة أيام من الزيارة معنى آخر؟
علاقة بقضيتنا فالسعودية ستحتضن القمة الافريقية، وللجزائر بوزنها في افريقيا ما تضع وما ترفع، إفريقيا التي يتجه اليها المغرب بإيعاز من وكيلة أعماله فرنسا التي بدأت تعيش نوعا من فقدان القوة والسند بعد خروج بريطانيا المزلزل من الاتحاد الأوروبي وان خففت من وقعه الآلة الإعلامية الأوروبية، الا ان الخوف يسيطر على القرارات واللهجة المنفعلة في التعامل مع الأمور، تصريح وزيرة الخارجية الاسبانية الحاد في قضية الصحراء الغربية هو جزء من تلك الظلال والهستيريا التي تخيم على ما بقى من وقت لوحدة الاتحاد الأوروبي والرعب من اختلال التوازن الذي من حتمية الأمور وبديهياتها أن يحدث وقضيته معلقة على حساب من سيكون ومن سيغرق ليطفو اخاه؟
فكل يحاول أن يتموقع بالوزن الذي يليق به ويتشبث بالآخر فالبحث عن التلاحم الكبير بين اسبانيا وفرنسا ومجموعتهما التي اصبحت أكثر حذرا من انفلات عقد أوروبا وبالتالي محاولة الاحتفاظ بالمغرب الى جانبهما وتقوية الكتلة هو سيف ذو حدين حيث سيجعل المانيا وجوارها ينتهج ردة فعل معاكسة لذلك الجهد كما انه سيعجل
من زيادة عزلة المغرب عن الآخرين.
المغرب الذي بدأ باحتلال الصحراء الغربية بالمال الذي يحلب من السعودية مقابل تسويق العداء الجزائري-السعودي ثم لاحقا الخليجي انتهى، واشراك الاشقاء في موريتانيا في حرب ظالمة فشل فشلا ذريعا بوحدة الشعبين واعتراف الشعب الموريتاني والدولة الموريتانية بدولة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وحرية الشعب الصحراوي.
الجزائر اليوم تتجه الى السعودية برغبة السعوديين، والخليج بكل دوله تحج الى الجزائر، والازمة الليبية ستحل بعد حلولها في الجزائر والليبيون أهلها يتجهون كلهم الى الجزائر، الحليف الموثوق.
ورغم عدم ثقتنا في أصنام الخليج الا ان الأيام اثبتت أن الشعب الجزائري الذي صفق لفوز الفريق الفلسطيني على فريقه في استاد الجزائر لن يبيع لا فلسطين ولا الجزائر ولا الشعب الصحراوي، والشعب الجزائري هو الرهان الحقيقي وهو الكتلة الصلبة التي وقفت أمام الحلف الاستعماري الناتو وليس فرنسا وحدها من قاتل وستعود القيادة الجزائرية الى دورها الحقيقي بفضل ذلكم الشعب الابي.وستبقى فرنسا في القارة بسبب الملك المغربي واشباهه وشعب مغربي مستسلم.

الأحد، 9 فبراير 2020

تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على القضية الصحراوية الجزء الثاني "النفوذ الدولي

               في كثير من الاحيان يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يأتي بسبب هذه النقاط الثماني،التي حسب استطلاعات رأي بريطانية انها كنت وراء نجاح حملة الخروج : 




1- التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين.

2- الخوف من الإرهاب.

3- التوفير المالي للصحة والتعليم.

4- وعود بالازدهار.

5- التجارة الحرة.

6- النفوذ الدولي.

7- الكلمة الأولى للتشريعات الوطنية.

8- المخاوف من انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.

وبالنظر  لارتباط العالم بقضية العولمة، وتأثير أي حدث على الساحة الدولية فبديهيا انه سيشملنا ذلك التأثير كباقي دول وشعوب العالم ولن نكون استثناءا ابدا.
وفي محاولة ابداء الرأي بالنظر الى تأثير هذا الحدث على قضيتنا، وقد عالجنا قضية الفراغ الذي سيحدث في البرلمان الاوروبي وارتباط ذلك بقضيتنا في الجزء الاول.
سنناقش اليوم تأثير  النقطة السادسة من البنود السابقة وهي "النفوذ الدولي".
 وهنا نذكر ان بريطانيا بخروجها سوف تجد الكثير من الحرية في عقد الصفقات والاتفاقيات التي تخدم شعبها واقتصادها خاصة مع الدول الناطقة باللغة الانجليزية وهي في الغالب كانت مستعمرات بريطانيا او لا زالت تتبع للمملكة البريطانية.
ونخص بالذكر الولايات المتحدة الامريكية والصين والهند وكذا استراليا وكندا وجنوب افريقيا والدول المجاورة لها وبعض الدول هنا وهناك.
ان وضع المثقال البريطاني  في كفة أي جهة سيغير لا محالة في التوازن الدولي مما سيؤدي حتما الى تغيرات جادة وحادة في العالم وخاصة عندما نعرف تلك العلاقات التاريخية الوطيدة مع الولايات المتحدة الامريكية والتي عبر عنها ترامب بقوله: "ان اسوأ قرار اتخذته بريطانيا في تاريخها هو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي" وهي مغازلة مبطنة بل وواضحة للفرح الامريكي بإضعاف الاتحاد الاوروبي بل واحتمال عودة بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية الى احضان بعضهما ،في ضوء مطالبة الولايات المتحدة من الاوروبيين بدفع حصص اكثر في حلف الناتو والرد من فرنسا في مطالبة ماكرون باعداد جيش اوروبي،
 وعلى مستويات اخرى نجد مطالبة المانية بكرسي في مجلس الامن الدولي للاتحاد الاوروبي كله بدل فرنسا وحدها الشيء الذي يبين ان نقطة مركز القوة في الاتحاد الاوروبي بدأت تتأرجح لاحداث التوازن الذي حتما يمر باختلال كبير ولم يستقر  الا بخسارة محور القوة الذي سيقترب ويمر  بالقرب من المانيا اكثر من ذي قبل .
ان خروج بريطانيا بلا شك اسوأ وأعنف هزة في صف الاتحاد الاوروبي وان حاول الاعلام الاوروبي تخفيف الهزة في الجانب الاعلامي فان الجانب الجيوسياسي والاقتصادي والتجاري سيكون تأثيره محسوس بانعكاساته التي ستكون مدوية على الميزان التجاري والاقتصادي وعلى مناطق النفوذ.
                الصراع سيكون على اشده على مناطق النزاع ونخص هنا المستعمرات، وبالدرجة الاولى افريقيا بمواردها الواعدة الكبيرة  التي تلهث كل الدول الكبرى الى عقد الصفقات معها وستبدأ بريطانيا رحلة جديدة مع افريقيا وهي خارج الاتحاد الاوروبي وخارج قيوده.
النفوذ الفرنسي  الذي يعتمد عليه المغرب هو أول من سيتأثر خاصة ان الاتحاد الاوروبي كان سندا قويا له بوجود بريطانيا فيه، على الاقل الحد من قدرة بريطانيا في توسيع الاتفاقيات مع افريقيا بسبب قيود الاتحاد الاوروبي.
جنوب افريقيا كأكبر دولة التي ستستلم رئاسة الاتحاد ومصر واثيوبيا وغيرها من دول الغرب الافريقي الناطقة عموما باللغة الانجليزية  وحتى النفور من روح المستعمر الفرنسي في الجزائر وتونس وغيرهما سيحسر التأثير الفرنسي كثيرا الذي يعتمد على مص ثروات المستعمرات الافريقية بطرق عفا عنها الزمن ولم تعد مستساغة خاصة بوجود تماسيح اخرى منافسة كالولايات المتحدة والصين وحتى اليابان وتركيا...وغيرها
               في نظرنا المتواضع ان الصراع سيحتد اكثر على المستعمرات التي لم تتم تصفيتها اكثر من ذي قبل ومن بينها "الصحراء الغربية" التي نرى اليوم المغرب مدعوما بفرنسا يتخبط يسابق الزمن من اجل  ايجاد شرعية بأي طريقة مرة بشراء لافارقة مساكين أو حتى ببيع القضية الفلسطينية وقايضتها مع اسرائيل في بهرجة اعلامية رخيصة ومحاولة تغيير واقع وخلط الاوراق في فضاءات الصراع العالمي على المياه البحرية وغيرها من اجل ايجاد واقع جديد خارج مقررات الامم المتحدة ووجود الصحراء الغربية في دائرة تصفية الاستعمار  معيار النفوذ نجد تجلياته واضحة في رسم الحدود البحرية بشكل فجائي بعد التأكد الفعلي من خروج بريطانيا.
        ان الضغط في مجلس الامن سيزداد خاصة اذا عرفنا ان بريطانيا من الدول التي تؤمن بحرية ديمقراطية الصندوق وعدالة الاستفتاءات، فقد اجرت استفتاء من اجل خروج اسكوتلاندا او بقاءها وحسمت ببقائها. ثم تم التصويت المثير للجدل من الشعب البريطاني على الخروج من الاتحاد الاوربي او البقاء ضمنه وكانت النتيجة بخروج بريطانيا.
         ان المانيا لن تتأثر كثيرا بقضية الصحراء الغربية لان اغلب سوقها هو مع الاتحاد الاوروبي نفسه، ونتوقع ان تشهد المرحلة القادمة تأثيرات كبيرة في الدفع  بالاستفتاء والحل الاممي خاصة ان بريطانيا خرجت من الاتحاد الاوروبي من حبل المسبحة الذي تستغله فرنسا الى اقصى الحدود.
وحتى نكن منصفين فالاستفتاء لن تقبله فرنسا بتاتا لانه سيؤدي حتما الى استقلال الشعب الصحراوي، الذي سيكون كما هو لا يهادن ولا يبيع سيادته ابدا ،مما سيكون له تأثيرات على الطبقات الحاكمة الفرنسية التي تحكم بحكم الحال  الرباط، مما يجعلنا ننتبه ونستعد للاسوأ وهو بقاء الحال على ماهو عليه، الشيء الذي رفضه شعبنا تماما و اختار مواصلة الكفاح المسلح، في مؤتمره الاخير بالاجماع.





















مجلة النجم

  مجلة النجم