يحررها حمدي حمودي
الاثنين، 14 ديسمبر 2020
الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020
طير الكناري في المصيدة...
رحلة الحكومة الاسبانية الى المغرب هل هي طرق ملتوية للدعم الإسباني المالي للمغرب في حربه ضد الشعب الصحراوي؟
يتمدد الألم وسيالته العصبية، عابرا مناطق الصحراء الغربية، متجاوزا عباب المحيط الأطلسي، ليحل في بيوت الكناريين الذين عاشوا قرونا على صيد السمك من مياه أرض الشعب الصحراوي وسواحله الأغنى في العالم، وحتى رمال الصحراء الغربية تفرش تحت ظهور سياحهم الذين يمددون عراة في المساحات أمام فنادق تطل على البحر في شمس الصيف الممتعة.
ظلت الصحراء الغربية مغذية للعصفور أو الطير الكناري وأصبحت الرمال الصحراوية أعشاش رفاهية جديدة.
لكن اليوم تنطلق عشرات الزوارق المغربية حاملة بدل السياح الأثرياء، مهاجرين مغاربة يبدو البؤس والشقاء والفقر على محياهم ذاقوا ما ذاقوا في مغرب الملك محمد السادس الذي تحت ضغطة الريموت كونترول منه قدموا، مسببين أزمة خانقة على الاقتصاد الكناري الذي تنخر فيه سوسة وباء كوفيد19 وتوقف حركة عجلة الاقتصاد مع احتمال توقف الصيد البحري في منطقة الحرب في الصحراء الغربية التي أعلنت الجمهورية الصحراوية أن المنطقة منطقة حرب لكل العالم وقد يصاد من يريد صيد ونهب وسرقة ثروات الشعب الصحراوي.
أسباب الألم الكناري وخلفياته يتبدى بعضها في الحرب التي نشبت من جديد في الصحراء الغربية:
وحسب الإحصائيات الأخيرة وصل ما يفوق العشرين ألف الى جزر الكناري.
فبعد إعلان الحرب في الصحراء الغربية 13/11/2020 وصل بشكل يومي المئات من المغاربة والسود الموفدون الى العيون لإنباتهم في الصحراء الغربية أو استعمالهم كأوراق لتنويع المصدر الظاهري للهجرة بانه إفريقي غير انه في الواقع مغربي.
ظلت إسبانيا وإيطاليا ودول أوروبا بصفة عامة تطلق أبواق وصفارات الإنذار حينما تصل مئة أو مئات المهاجرين الى سواحلها أما إذا وصل الى الألف أو فاق قليلا فإن إسبانيا عادة ما تسارع الى الإتحاد الأوروبي للشكوى التي تنتهي بوضع اللفافة دون خياطة الجرح أو تعقيمه، بتقديم منح ومساعدات وقروض الى الملك المغربي الذي بزرة الريموت كونترول يتوقف التدفق ويختفي المهاجرون وتتوقف الزوارق ورزم وأكياس الحشيش التي أحيانا تكون احدى البدائل.
هل هناك مؤامرة أو حيلة؟ لدعم المغرب هذه الأيام؟
يشك كثير من المتتبعين أن عدم شكاية الحكومة الإسبانية الى الاتحاد الأوروبي من هذا التدفق الذي لم تحرك له ساكنا الى البحث عن مال يقدمه الحكام الإسبان من صندوق الاتحاد الأوروبي لدعم المغرب ولكن ذلك المال لن يكون بسبب هجرة مئات أو ألف أو ألفين بل عشرات الآلاف حيث يتناسب الدعم الذي سيقدم للمغرب مع عدد المهاجرين.
ويرى متتبعون أن الوفد الذي سيسافر الى المغرب سيحدد نوع الدعم المالي الذي سيتحول الى سلاح ومعدات تشترى من إسبانيا لاحقا.
نظرية المؤامرة لديها الشواهد ليس التاريخية المعروفة فحكومة إسبانيا لا تخفي دعمها للمغرب لكنها تغطيه فقط بغلاف رقيق كمكافحة الهجرة وكدعمها بسيارات الدفع الرباعي في قمة الأزمة في الكركرات 130 سيارة دفع رباعي لإعطاء إشارات خاطئة بأن ما يحدث ليس إلا جزء من تنقية الحدود المغربية.
نظرية المؤامرة لديها الشواهد الحديثة في الانخراط المستمر لرؤساء الحكومات الاشتراكية ووزرائها ابتداء من كونزالس الى الأخير ثاباتيرو الذين يستميتون في الدفاع عن الطرح المغربي بل يصبحوا لاحقا موظفين على شكل مستشارين لخدمة أجندة الاحتلال المغربي.
ويرى من خلال الاستنتاجات أن الحكومة الإسبانية تحضر مبلغ كبير تحاول مع فرنسا اقتطاعه من صندوق الاتحاد الأوروبي في مصلحة النظام المغربي.
زيارة الحكومة الإسبانية الى المغرب في هذا التوقيت الذي ليس بريئا خاصة بعد أن أعلن المغرب رسميا وعلى رؤوس الأشهاد انتهاكه الخطير لوقف إطلاق النار ونسفه لمخطط السلام.
تواجه الحكومة الإسبانية عدة عوائق في زيارتها:
-الاتهام المسبق بالتواطؤ التقليدي بين النظام الملكي في إسبانيا وحكومته الاشتراكية والنظام الملكي في المغرب الشيء الذي يصطدم مع المظاهرات المتواصلة التي تجتاح إسبانيا لدعم الشعب الصحراوي مما يضع الاتفاقيات والتفاهمات الأمنية خارج الإرادة الشعبية.
-عدم قدرتها على الدعم المباشر بسبب الأزمة الاقتصادية وهي الحيلة التي يبدو أن حلها يكون بإحداث أزمة في إسبانيا هجرة -مخدرات- إرهاب مسببها الرئيس هو المغرب [الذي كان على الاتحاد الأوروبي رفض ممارساته وعقابه خاصة أن الأزمة مفتعلة منه] تلجأ إسبانيا مدعومة فرنسيا الى تحويل مخرج حل الأزمة الى ضخ المال في الخزينة المغربية.
-لا يستبعد ما دامت الأزمات تضخ المال في الخزينة المغربية الفارغة أن تعاد في كل مرة وربما بصور أخرى كالمخدرات والإرهاب. مما يكشف بوضوح اللعبة الساذجة المعدة بغباء واضح بل تصير فضيحة وعار.
-رفض شعبي أوروبي إسباني كبير وخاصة من أحزاب اليمين وكذا من الأوساط الشعبية المتمثلة في البلديات والمقاطعات ويتشكل رأي عام متسارع يدعم استقلال الشعب الصحراوي خاصة مع تحول الكثير من الجمعيات الإنسانية الى خيار النشاط سياسي بتكرار نفش شعارات الصحراويين الغاضبين وأصبحت تتبلور فكرة أن الدعم الإنساني لن يفيد بدون إسناد سياسي.
-وجود جالية صحراوية نشطة وان لم تقارن في العدد مع الجالية المغربية لكنها نشطة وفعالة وعفوية وتتميز بالشجاعة والنضج والتمدن وحسن التنظيم.
-الضغوطات الشعبية المستمرة الداعمة للقضية الصحراوية فككت وحلت القيود عن كبريات المؤسسات الإعلامية الإسبانية التي كانت إما صامتة أو شبه متآمرة مع المخزن وجعلتها تميل بحكم فقدان المهنية الى كشف الحقائق.
-بحكم قرب الصحراء الغربية من إسبانيا فهي تواجه حربا على حدودها وهو امر لا يمكن تجاهله يقودها الشعب الصحراوي وتدق طبولها وتصم الآذان في كل بيت إسباني وان حاول المغرب الضغط على الحكومة الإسبانية لتقليل وهج الصواريخ والقنابل إلا أن أعضاء المينورسو يقدمون التقارير اليومية الى الأمم المتحدة التي تقر بأن الحرب نشبت فعليا.
-ستكون الانتخابات فيصل في فصل الكثير من البرلمانيين المرتشون الذين يساندون الطرح المغربي وبهوت بريقهم أمام الحركة الشعبية التي تطالب بوقف الاعتداء على الشعب الصحراوي.
الاستنتاج والتوقعات
الحكومة الإسبانية تحاول بالحيل القديمة مساعدة المغرب بجمع أموال ضخمة للنظام المغربي عن طريق الصمت عن ظواهر تهدد الأمن والسلم العالمي الهجرة السرية والمخدرات والإرهاب وأخيرا الحرب التي يمارسها النظام المغربي
والتي ستكون من خزينة الاتحاد الأوروبي كالعادة ولكنها تتقاضى عن معاقبة المغرب لإيجاد مصدر تمويل دائم للمغرب
فهل يستطيع الشعب الإسباني وحركته الشعبية إنتاج قوى تحاكي وقوف البرتغال مع تيمور الشرقية؟ وهل سيصمد المغرب أما عدم الإعلان عن الحرب ومغالطة العالم؟ وهل سيظل على حساب الشعب الإسباني قادة الحزب الاشتراكي والطبقة السياسية بعيدة عن روح الشعب الإسباني وصوته الصادح ضد الاحتلال المغربي لأراضي الشعب الصحراوي؟
وهل سينجح الساسة الإسبان في رحلة حجهم الى المغرب من تحويل أزمات المهاجرين الى أموال يشتري بها المغرب السلاح الذي يذبح به الشعب الصحراوي؟
الأيام ستجاوب...
نار الثورة والموجة...
هذان المصطلحان معنيان بالحركة فثار الماء أو فار من الفوران حينما يسخن بدرجة حرارة عالية فإنه سوف يقضى على كثير من الطفيليات العالقة وسوف يؤدي الى نضج كل مكون داخله وتغيير خواصه ومحصلة الأمر هو تغير واسع في كل المحتوى لا يمكن أن يبقى شيء على حاله، إن كان فعلا في نفس الإناء، أما إذا كان خارج الإناء والمحيط الذي تتفاعل فيه الثورة فإننا لا نتحدث عنه ولا يعنينا.
التغير الذي يحدث الآن في مخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات وفي المناطق المحتلة وفي قلب ووجدان كل صحراوي أبيّ هو تغير طوعي وحر وتمتع بحرارة الثورة وبخارها ودفؤها، حمام يتنظَّف به الإنسان الصحراوي ويخرج به من أدران سنوات الرؤية المشوشة للمستقبل والغبار الذي علق بالجسم وأوساخ الانتظار.
ذلك الدفء الثوري سيكون على الحاقدين المندسين سخونة زائدة بل نارا تكوي وحرارة تكبت أنفاسهم وتصيبهم بالدوار وحتى تفقدهم قواهم أولئك الذين نروهم يطبلون في سكرات مع المستعمر ويتقلبون يمينا ويسارا كل ما كان هناك تغيير عميق في الإعلام أو في التلفزيون أو في الإذاعة أو في التعليم أو في الصحة أو في العقول والقلوب وفي الأساليب العلمية التي تعود بها الثورة المشتعلة الملتهبة في القلوب الصحراوية وفي الطوفان الذي سيؤدي بإذن الله الى الاستقلال القريب والنجاح في إرجاع العنصر الصحراوي المتميز الى قالبه الحقيقي العطاء دون مقابل والسخاء بشجاعة والاندفاع وصنع المستحيل.
كثير من المثبطين والضعفاء وخائري الإرادة كانوا بعيدين عن فهم معدن الشعب الصحراوي وقدرته السريعة الفائقة على قلب الصورة بين لحظة وأخرى، نساءا ورجالا وأطفالا وكنا دائما مؤمنين في قدرات شعبنا وكنا نجر العقول الرجعية المستسلمة وهي عاجزة عن مواكبة سرعة تغير الشعب الصحراوي.
اليوم موجة الشعب الصحراوي لا يمكن أن يتسلقها إلا "المقاتل الصحراوي في جبهات القتال" وبكلمة أخرى لن يقطف ثمرتها إلا "الشهداء في جبهات القتال" وبعد ذلك يصنف الباقون كل لما أعطاه الله وذلك فضل الله يؤتيه لمن يشاء.
الموجة أعلى من أن يتسلقها أي كان لأنها أعلى من قمة الإفرست ومن حاول تسلقها اليوم سيسقط الى قاع سحيقة، الكلمة اليوم للمضحين الذين يقصفون العدو وصدى أصوات تلك المعارك هو الرصيد الوحيد وغيره مجرد ارتداد وضوء الصواريخ والقنابل هو ما يشكل الصورة في شاشات التلفزيون والهواتف والكومبيوترات وصوت القذائف وولولة الرصاص هي الكلمات التي يذيعها كل صحافيينا ومذيعينا ويحملها قادتنا ودبلوماسيينا هي صوت الشعب الصحراوي صوت حرب التحرير صوت بندقية المقاتل.
تعود اليوم هيبة الشعب الصحراوي الى مكانها المعهود الطبيعي وتعاد ترتيب الأشخاص والرموز حسب القرب من خط الشهادة ويعود المقاتل في جبهات القتال وأي تضحيات جسام وعمليات فدائية في المناطق المحتلة الى رأس الجبل.
الثورة الصحراوية هي ثورة تحرير ثورة مسلحة ثورة حسم بالروح والإيمان والعزيمة والشجاعة والتضحية وهي عطاء يسبق فيه الدم النازف العرق ويسبق العرق التعب وتترتب الأمور هكذا.
لذلك ظل المقاتل الصحراوي في جبهات القتال هو الممجد والمبجل والذي يفوق كل المكونات الأخرى وهو من يجعل شعبنا يجلس في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الإفريقي.
صفات المقاتل الصحراوي ظلت إضافة الى الشجاعة والتضحية والعطاء والقدرة الكبيرة على هزيمة المحتل تميز المقاتل الصحراوي بالنبل والتواضع والتكبر عن الدنايا والانضباط والمثالية والالتزام والدفاع عن المكاسب والذود عن المؤسسات وظل الحريص المتشدد على عدم المساس من قريب وبعيد مما يفكك وحدة شعبه ويخرج عن خط الشهداء البررة رفاقه الذين ينتظرونه بين الفينة والأخرى عند رب كريم.
ظلت صفات المقاتل هي صفات الشهداء الأبرار والرجال المثاليين ذوي الخلق العالي والطباع النبيلة الرحماء بالنساء والأطفال والمحترمين للآباء الكبار والذين لينة أكتافهم ومريحة وأجنحة ذليلة لهم ولكن هم الصخر الصلب في وجه المعتدي والطلقة الثاقبة الحارقة للغزاة الجبناء.
الأربعاء، 11 نوفمبر 2020
ا لكركرات الطريق الأقصر والغنيمة...
ثبت أن هناك سبيلان أو مسلكان:
الجمعة، 11 سبتمبر 2020
هشاشة...
تلك الثقوب وتلك العيوب،
ودورة الدم التي كانت تجري
بعنف في جسم الوطن،
ظلت تلمع كل الوجوه،
وتغطي تلك الدمامة،
بظل الكرامة
مثل العمامة ومثل الغمامة،
ولما حكت كل الحجارة
بانت صخور مثل الألماس
ومثل الذهب،
ومثل الطين ومثل الطحين
ذابت أخرى فما من عجب.
الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020
لا أريد أ، أخط حرفا...
في الحقيقة لا أريد أن أرسم حرفا، ولا توأما له، فربما تآمرا فصارا كلمة، في رحمها قد يتشكل معنى، ينجب فكرة، تلك التي ارفضها اليوم "الأفكار".
نعم الأفكار! في عالم مليء بالأشرار، مليء بالشر والشرر، قلبه صخر وحجر، يبحث في أساليب الدمار وطرق الانحدار.
أي بذرة أفكار سنغرس إن كنا نعرف يقينا أي ماء سيسقيها وأي سماد سيغذيها؟
نحن الذين لا نستطيع أن نغير نمط غذاءنا الجديد، الذي قدم ب "أفكار" مبتكرة، ومواد مشبوهة ومركبات غامضة ومغشوشة وربما هي موجهة لتغييرنا .
عالم من الشك والريب والارتباك وعدم اليقين، تائه عن طريق واضح هو تسيير الكون بأمانة وصدق ويقين ثبتته الفطرة الأولى للأنبياء والمرسلين وللحكماء والصالحين.
ثلة تريد أن يبقى العالم في ذلك التيه والالتباس وتغيير المفاهيم والمعالم، حتى الأصنام التي كانت حجارة نحتوها للمجرمين الذين قُدّموا لنا ك "كريستوفر كولومبس" الذي دمر أمريكا بأنه الفاتح المغوار، وغيره ممن صنع كتمثال للحرية وهو من أَصَّل للعبودية.
تتهاوى اليوم المفاهيم النيرة، ففكرة الشرطي التي كانت تعني حماية المواطنين، والقبض على السارقين والمجرمين نجد تطبيقها في الواقع تعني شرطيا مجرما يخنق مواطنا مسكينا حتى يلفظ آخر الأنفاس، أمام عصابته من الشرطة وتوسلات الضحية والمواطنين دون رحمة ولا شفقة، بسبب لون البشرة.
إننا لا نريد غير أن نرجع الى العالم الحقيقي الذي عاش فيه الإنسان بدمه ولحمه، لا الى عالم الروبوت الى التماثيل التي حطمها الرسول الكريم رسول الإسلام، الذي أصل للحرية بمفهومها النير وللإنسانية بمعناها الحقيقي، وساوى بين كل الألوان ونتف ريشة العنصرية واليوم يتلمس العالم الظّنون طريقه التي أَخْفَت معالمها "الأفكار" المبتكرة لإنسان جديد إنسان الرضّاعة الصناعية.
كيف اسمح بان اخط حرفا في عالم لا يفهم لغتي وليس على نيتي عالم غريب الأطوار.
إنها لعبة خطيرة لا بد من الانتباه لها فنوبل حصل براءة اختراع "الديناميت" لتسهيل العمل في التعدين وتفجير الصخور وإذا به يتحول الى أكبر قاتل للإنسان بيد الأصنام بدل مبتكر حيل تفجير للصخور وتيسير التعدين.
شراك وسقطة: المدرسة الغربية في الميزان
زوايا الرؤية تختلف، تضيق وتتسع وتكبر وتصغر بحسب موضع الرائي ومكان الناظر والمنظور إليه تحدها خطوط الرؤية فتصير زوايا حادة عندما تصغر ومنفرجة عندما تكبر.
لكن إذا نظرنا بعين الخيال فإن كل الخطوط التي تحد تتلاشى، فلا مكان يمكن تحديده، ولا هدف يمكن تثبيته، وفي تلك الحركة السابحة تتكون أبعادا جديدة ومحددات ناشئة قد تتراءى للبعض وتظل مبهمة وغائبة وغائمة وغير مفهومة لآخرين.
فلو كانت زها حديد أذعنت الى محدودي الرؤية لفقدنا ثروة هائلة من الإبداع المعماري والإنتاج الفكري العلمي الذي لا يقدر بثمن، فمع التقدم التكنولوجي بدأ أولئك "المعماريون" المحدودي الرؤية يتلمسون طريقهم في تعلم أبجديات تصميم ما قد صممته زها حديد منذ عشرين عاما.
وهنا أقف عند هذه الملكات من المعارف التي نكتسبها يوميا، دون أن نقدرها ونزنها ونثمنها في كل المجالات وحين نعرج مثلا الى موضوع أسلوب التربية ودون أن نحس بعطاء البيئة والمجتمع وتراكم سنوات طويلة من التجربة، وننتقل الى أساليب أخرى قد تكون محدودة الرؤية والبعد وحتى شحيحة وفقيرة المعرفة، فنقع في شراك وسقطة كثير من المثبطين ومحدودي الفهم ومن يرون الأمور من زاويتهم هم لا من زاويتنا نحن، كما أن منظورهم للمستقبل ربما يكون مغايرا لما نتطلع إليه وما نراه لعالمنا الحاضر والمستقبل.
إننا نقدم لهم زمام المبادرة وننساق إليه دون قناعة ووعي وفهم، أن المدرسة الصحراوية تبدأ بتعليم الطفل من البيئة فحين نقارن نجد المدرسة الغربية تجلب حصى وأحجار وحفنات من الرمل لتعرف الأطفال على مكونات الأرض، و في المقابل نجد الطفل الصحراوي يستيقظ وهو يرى أمامه مشهدا مهيبا من الحصى والحجارة المختلفة الأحجام والأوزان والأشكال وبيده الصغيرة يتلمس خواصها الفيزيائية من خشونة وملوسة وحدة ويتعرف عليها لسنوات وهو يلعب بها كجزء من اللعب وحتى في الرمال والكثبان الرملية يجد ملايين من الحصى الصغيرة التي لها نفس القطر تغوص فيها رجله حتى الركب، إنها سنوات الذهن الصافي الحاد التي ينطبع فيه بشكل تلقائي ذلك الكم الهائل من المعارف الطبيعة التي لا يمكن قياسها.
إنه يمشي فوقها وحتى يلامسها ويتعرف عليها ويتكبب فوقها ليلا ونهارا عريانا وشبه عريان وحتى أحيانا يحثو بعضها في فمه لتتعرف عليها حاسة الذوق بعد أن تعرفت عليها حواس الشم واللمس وغيرها من حواس الضغط والحرارة والبرودة، أنها علوم تخزن في الذاكرة بشكل أوتوماتيكي وتسكن بتدرج في ذاكرة ذلك الإنسان دون معلم والطبيعة خير معلم.
إن تلك المعرفة تتطور وتتكرر وتنمو مع السنوات فالصحراوي المتنقل من مرعى الى مرعى بشكل دائم يجعله ينمي ويثري تلك المعارف ويتعلم فن المقارنة ويلون تلك الأشكال والأصناف ويضيف إليها الجديد بشكل مستمر فتجدد ملكته فكأن كل يوم درس جديد وهو ما يطور حركة الذهن ونشاطها وتختفي مظاهر الملل من حياته تماما.
إن هذا التعامل للطفل مع حجارة صماء وطبيعة خرساء ومواد جامدة تجعل مخيلته تحاورها وتمازحها وهو ما نراه على شكل ألعاب الحجارة فأحيانا تصير قطيع إبل أو غنم أو غيره.
لا شك أن ذلك الطفل الذي غاصت ركبتيه ويديه حابيا على الأربع لأول مرة في الرمل وفوقه وتعلم الوقوف ليحصل له التوازن وتشكلت عضلات جسمه سيكون قد غدا جزءا من ذلك المحيط ولن يكون غريبا أو عجيبا إن كان صبورا مثل الحجر على الحرارة والبرودة وعلى الرياح وعلى الشمس وسيتشكل جسما مناسبا وصديقا لذلك المحيط يعرف أسراره وخفاياه.
ولا يلبث أن يجد شجرة أو نبتة حتى يبدأ باكتشاف عالم الحياة المثير فلا يبقى جزء من الشجرة إلا وتعرف عليه بالتفصيل الدقيق، فملكة طرق الكشف قد تعلمها مع الجماد مسبقا، فقليل أن تجد نبتة أو شجرة في الصحراء الى ويعرف الصحراوي دورها وكيف يمكن الاستفادة منها.
أما إذا انتقل به الحال الى الحيوان فالجدي المربوط قرب الخيمة هو صديقه الذي سيبدأ رحلة التعرف عليه ويلاعبه ويداعبه وسيتعرف على شعره وأذنيه وسينبهر بعينه وستكون رحلة أخرى لا تقل غرابة كرحلة التعرف على الأرض وهكذا سيكبر مع الجدي الذي سيكون كبشا أو جديا كبيرا وستربطهما علاقة التعرف على بعضهما.
وستكون أكبر وأعمق علاقة مع الحوار ولد الناقة ذلك انه سيطول معه العمر وتتشعب المنافع الكثيرة المتبادلة بينهما التي لا يمكن الحديث عنها في هذا المقال الموجز.
رحلة التعرف على المحيط الذي تقدمه الطبيعة بسخاء ستغرس في الإنسان حب العطاء وربما سيكون ذلك له علاقة ما بروح الكرم والجود المعروف بها.
إن الحواس المتيقظة لدى الإنسان الصحراوي سيكون كسبها من بيئته، سيكون لصوت الرياح أنواع ولدرجات الحرارة أصناف وللرؤية من بعيد قوة في التمييز سيكون لديه معرفة كبيرة بالتغيرات التي تطرأ، فالبدو يعرفون بسهولة أنواع الآثار وكم مضى عليها من الوقت وحتى يستطيع بعضهم معرفة نوع الدواب وملكية من هي ومن أي ارض قدمت وحتى أثر قدم الإنسان يمكن أن يعرفوا منها صفاته الجسدية كطوله ووزنه وحتى من دلائل وقرائن كثيرة تفصيلية يمكن أن يتعرفوا على حالته النفسية وحالة دابته وغير ذلك.
شيء من المعارف عند تركيبها تشكل حوصلة من المعارف لا يمكن تعليمها في المدارس ولا المعاهد في هذه المدة القصيرة، هذا إذا أضفنا ثقافة حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والأشعار والحكم والأمثلة والقصص وقواعد اللغة وغيره كثير من المدرسة الصحراوية التي كانت تنتج في سنوات قليلة، ذاكرة تجاويفها قادرة على حفظ واستيعاب بسرعة كل ما يخص ذاكرة الحفظ الشفوي.
إن تعلم العلوم التي ذكرنا آنفا رغم ما تتكلف من تكاليف كثيرة كانت الأسر الصحراوية حريصة على تلقينها للنّشأ فتكرس كل جهودها في إيجاد معلم لها، ففي كل تجمع صحراوي تدرس تلك العلوم ويكون التقدير كبيرا للأطفال المتفوقين والنجباء ويحتفل بمحصل أو محصلة تلك العلوم.
لقد خلق ذلك المنهج المتكامل بين الطبيعة "المعلم الأول" والأسرة والمدرسة الى تكوين الإنسان الصحراوي القوي جسديا وعقليا وعلميا ويستطيع أن يستوعب بتلك القدرات أي معارف جديدة.
إن الفروسية والقوى العقلية وتلك الثقافة ومساحة الحرية، لا تتنافى مع التقدم التكنولوجي بل هي قاعدة انطلاق والقوس المشدود الذي يمكنه أن يرمي السهم مسافة بعيدة ومنصة قوية لاكتساب معارف الرياضيات وعلوم الحاسوب والفيزياء والكيمياء واللغات وهي المدارس التي يجب أن ننصب عليها، لأنها حوصلة تجارب الأجداد في التعامل مع النفس البشرية وتتقاطع مع المناهج الحديثة في تعليم الأطفال روح البحث واحترام البيئة والتعلم منها وليس الشهادات الفارغة والإنسان الأجوف من محتواه الفكري والثقافي.
إن لكل مجتمع خصوصياته ومميزاته وطرقه في التنشئة وقيمه ومراميه الآنية والمستقبلية، إن الذي يفسر العراقة بالتخلف واكتساب علوم البدو "مفاهيم علم البيئة" وفروسيتهم وثقافتهم الصحراوية بالبدائية، وحفظ القرآن الكريم في الصغر بالحشو، كالذي يقول إن تعلم اللغة الإنجليزية كفر وعلوم الحاسوب ولغات البرمجة ضلال وتغريب، ينظرون الى الأمور من زاويتهم هم الضيقة ويسطحون المجتمعات التي لا يمكن أن تفصل الحاضر عن الماضي كما لا يمكن إنبات شجرة بلا جذور.
إن درس زها حديد كامرأة عربية يجب أن يمكن ان يقرا من خلال خلاصاتها التي أقرت انه رغم إبداعها العلمي وموجة التحضر في العالم الغربي، إلا أن العالم العربي لم يُفْهَم بعد من الغرب وصرحت أنه لو أتيح لها الخيار لما اختارت الهندسة لما فيها من صعوبات ومنغصات وربما كانت ترمي الى تعقيد الحياة وتحويل الإنسان الى آلة بدون علاقة نفسية عميقة مع الآخرين ومع البيئة النفسية، فقد صرحت أنها لم تتزوج لأنها لم يكن لديها الوقت الكافي للفصل بين العمل والتزامات البيت وتكوين أسرة.
يجب أن نكن حذرين من المستجدات في هذا العالم الذي تقودنا إليه هذه الفلسفات الغربية وطروحاتها، فإذا كانت عاجزة ولا تستطيع أن تؤمن حياة شريفة ونسل كريم للإنسان يذكره ويرحم عليه بعد وفاته فمخرجاتها ومآلاتها فيها الكثير من النظر والتدبر والحذر. بل يجب أن نطور موروثنا الشعبي ونصونه لأننا لا نود أن نفقد هويتنا وانتماءنا الى ديننا وأصلنا وخلقنا الذي حافظ على مجتمع فيه من الحرية والكرامة والتقدير ما لا يوجد في المجتمعات الأخرى. ويؤدي الكل فيه دورا محوريا لا يمكن أن يسده الآخر بنفس الكفاءة والمرونة والسهولة.
الأحد، 10 مايو 2020
العاشر من ماي طعمه في كل يوم..
العاشر من مايو خيط النور وسلك المسبحة الذي قفزت كل حبة صحراوية منتظمة فيه كي يكون قلبا لها وتكون هي هيكله وملمحه الشعبي الذي تتساوى فيه كل أبناء الوطن.
في بيت التأسيس ذاك في مدينة "ازويرات" الذي كانت بذرة التأسيس الجديد تغرس فيه، إرادة الله هي التي تحرس، ففي ذلك اليوم لم يكن يؤمن الباب إلا صبيين في عمر لم يتجاوز التاسعة.
لم يكن لبذرة أن تنبت إلا في ارض صالحة للإنبات، ففي قلب كل صحراوي كانت الأرضية صالحة للبذر، كانت نابعة من صلب شعبنا خاصة لثلاث عوامل رئيسية هي حب الأرض والحرية والكفاح.
فلم يكن الكفاح عاملا طارئا على شعبنا فقد كان شعبا مكافحا، حمل لواء الجهاد في منطقة المغرب العربي بل هو من جاء فاتحا ينير القلوب بنفحات الإسلام الطيبة الطاهرة، وقد مجده في أشعاره وقصصه وأطار النوم من عيون الأعداء عبر تاريخه المليء بالتضحية والبطولة، وكانت الحرية حياته فلم يدجنه أي كان فكان مجتمعا أفقيا لا أمير ولا ملك، فكيف بمستعمر غربي، ولم تكن محبة الأرض والاستشهاد في سبيل الله إلا من مميزاته وخصوصيته الخاصة.
إن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ليست تتويجا لمرحلة قريبة بعد فشل حركة تحرير الصحراء السلمية فحسب، بل هي تتويج لذلك التاريخ المجيد لشعبنا، الذي عرف بالنبل والشجاعة والتضحية والإقدام، وروحه العصية على الترويض والذل، إنها بمبادئها المنسجمة مع طبيعة شعبنا وما يصبو إليه، لقت تجاوبا سريعا منقطع النظير، فالتفت عليها كل شرائح مجتمعنا وفككت كل الأحزاب والمجموعات والتنظيمات السياسية وغيرها نفسها كي تنصهر في وحدة واحدة هي جبهة المجد، جبهة الشعب الصحراوي، جبهة البوليساريو، التي لم تعد تنظيما سياسيا حضاريا فحسب بل روح الشعب الصحراوي وكتلته الصلبة.
بالنسبة للشعب الصحراوي وبالنسبة للذين تربوا وترعرعوا في أول كيان صحراوي، لا نفهم المصطلحات والعبارات الغريبة علينا ولا نريد أن نعرف إلا أن البوليساريو هي أنا وأنت ونحن، الذين عشنا ونعيش في كنف الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية دولتنا وكياننا الذي فيه من الحرية والديمقراطية والنبل والعزة ما لا يوجد في أي كيان، لأنه يجمع أبناء وطننا الأحرار، ويلم قوتنا وأصابع الأيدي قبضة القوية ضربت وتضرب على طاولات المؤامرات والتي أطارت أوراق وخرائط وخطط اتفاقية مدريد.
وأخيرا هل يمكن الحديث عن ذكرى يوم أبدا، كيف نتذكر يوم طعمه في كل يوم؟
السبت، 25 أبريل 2020
الجمعة، 3 أبريل 2020
الفروسية وأمحمد خداد...
الجمعة، 20 مارس 2020
حديث على هامش وباء كورونا...
كورونا "يعيد العافية الى النسيج الاسري "
اضغط على التاريخ اسفل مباشرة لقراءة المقال
سبّب بقاء الاطفال في البيت الى تغير مفاجئ وارتباك حاد في حياة الناس في هذا البلد الاوروبي الذي ألف واعتاد على ان المنزل للنوم فقط وبعض الاوقات المستقطعة من زيارات خفيفة، ذلك أن المقهي والبار والمطعم والساحات العامة هي الاكثر استخداما لقضاء الاوقات خارج وقت العمل.
اما العائلات الصحراوية المغتربة فصالون البيت هو اكثر مكان يقضى فيه ساعات اليوم، ولن يتغير شيء في عجلة وروتين الحياة.
ستخسر الكثير من الحانات والبارات والمطاعم زبائنها وسيرجع الناس في اغلبهم الى عادة اعداد الطعام في البيت، وهو ما نجم عنه الاقبال الشديد على شراء المواد الغذائية ولوحظ نقص كبير في بعضها وعلى رأسها الحليب والسكر والارز والعجائن وأدوات النظافة، غير ان المتاجر تطمئن الزبائن على ان غدا سيكون السوق مملوءا...
ما الحكمة التي يمكن أن نستخلصها اليوم؟؟؟
وأين سيتجه الانسان في حالة غلق الاماكن العامة، طبعا الرجوع الى البيت والسكن وفي حالات الاصابة تبرز أهمية الاسرة التي أسست الحضارة الغربية على تحطيم بنيتها وتقزيم أهميتها.
بيوت العجزة اغلقت في كثير من الأماكن، والاستحواذ على الناس وتفريقهم من خلال وسائل الاعلام الحديثة التي حصلت في القرن الماضي وامتدت الى قرننا هذا عن تخطيط أو بشكل تلقائي هناك الكثير من الجدل في ذلك لكن بدايات الامر كانت من الدعايات لموضة تجميع الناس في المسارح والسينما وحشوهم بالمادة الاعلامية الى تصغير تجميعهم حول التلفاز الصغير ثم لاحقا البورتاتيل أو الهاتف المحمول لينفرد بالشخص تماما بعيدا عن الاحتكاك باسرته ومجتمعه بشكل مباشر...
كلها خطط أرادت للانسان أن يعيش في عزلة ليسهل توجيهه ويتحكم فيه بتلك المادة الاعلامية، وتسوق له ما تريد.
فيروس كورونا أعاد الاطفال الى البيت والاب والام والجدة والجد مجبرين، الى دفء وأبرزت أهمية وضرورة الاسرة.
ومن ليس له أسرة يموت في بيته وحيدا. وهو ما يفشل تلك الفلسفة الغربية ويبين عيوبها والثغرات الكبيرة والفجاج والثقوب فيها وهشاشتها حينما توضح على مذبح واختبار الموت والحياة ولو الى حين.
الخميس، 19 مارس 2020
الى زملائي في القسم..."2"
الرياح التي لا تهدأ الا قليلا في تلك السنوات، تنقل الكثبان الى خارج الباحة الرباعية لساحة المدرسة، السور الابيض القصير يحيط بالعلم الذي يتموقع في منتصفه تماما محددا ساحة اخرى هي ساحة العلم، حيث يتجمع كل صباح كل من بالمدرسة على شكل كراديس جيدة التنظيم لتقديم تحية العلم.
مثل الرياح تماما تتشكل تلك العلاقات المتقلبة ومثل جو الحمادة تسخن الى اعلى درجات وتبرد ولكنها علاقات متغيرة في كل مرة كالكثبان الرملية بنسيج واحد وبأشكال مختلفة يفهما الرفاق وتحركها قدرة الخالق جل وعلا.
الى زملائي في القسم...1
سيتغذى هذا النص، بملعقة من حديد وقدح من نفس الخامة مليء حتى الطفح، بمرق العدس أواللوبيا وقطع الخبز الكبيرة في المطاعم المدرسية الشبه العسكرية، ثمانينات القرن السابق، وسيجلس على المناضد والمقاعد المشتركة الطويلة.
سيتغذى على وقفة معلم التاريخ بلباسه العسكري، وغطاء رأسه المطوي بعناية على الكتف الايسر، قطعة القماش المثبتة بزر، المكان المخصص لوضع النياشين والرتب. تلك التي ظلت فارغة، كجيوب القميص وجيوب السراويل، الا من قلم يحل ضيفا ثم يرحل.
تلك الملابس التي كانت تخاط في ورشة الخياطة، ونحن صغار خصيبي الخيال كثيري التساؤل كنا نتساءل عن جدوى خياطتها المعقدة.
معا في القسم كنا نقف احتراما لمعلمنا بنفس الثوب اللون يختلف ولكن بنفس التساؤلات.
كنا والى اليوم نقدر ذلك المعلم و اذا دخل الآن سنقف له أكثر احتراما واعمق تقديرا، وفي تلك السنين التي كان الآباء فيها شهداء أو معتقلين أو مقاتلين.
وشرف اتباع خطواتهم نحو تحرير الوطن، القدم على اثر القدم، هو ما يؤمن الطريق وتتضح وتبيّض وتصير سالكة.
أحلامنا ككل الأحلام ظلت أكبر من الاجساد ومن العقول، كنا نحن المستقبل الواعد، وكانت للأساتذة الفرصة أن يزرعوا أنفسهم من خلالنا من جديد ويتعهدون غرساتهم بالسقاية والرواء الطيب.
حلمهم أكبر من احلامنا، وأكثر شجاعة كانوا، لأنهم يرون المطبات والعوائق ويستمرون دون توقف.
المدارس التي بدأت بحفر وخيم هنا وهناك وسبورات متنقلة وطباشير والواح لمحو الامية.
تحولت الى مدرسة مثالية، وصفتها احدى الصحفيات السويديات آنذاك قائلة "لقد زرت أكبر ساحة مدرسة في العالم".
نحن كتبنا على قوس الدخول "مدرسة 12 أكتوبر التدريب واجب وطني"
يتبع...
السبت، 29 فبراير 2020
المغرب يتسبب في صراع اسباني-اسباني
تسببت الاغراءات المغربية لرجال الاعمال الاسبان بالاستثمار في المغرب، في الثراء الفاحش والتهرب الضريبي وتهريب السيولة البنكية من المصارف والبنوك الاسبانية لتمويل المشاريع وصرف مرتبات العمال في المغرب وبالتالي خسارة كبيرة لليد العاملة الاسبانية ومنافسة غير متعادلة بسبب قيمة التكاليف بين الانتاج في المغرب وداخل الاراضي الاسبانية، وصارت البضائع التي شاهدنا رأس جبل الجليد منها في الغضب الذي ينتشر في المزارعين الاسبان في الاندلس من افراغ الشاحنات القادمة من المغرب نحو اسبانيا الذين خسروا على الدوام ليس بسبب الانتاج المغربي بل بسبب التجار والطبقة الاسبانية المتمصلحة في المغرب وتوريط راس المال الاسباني. وفي هذه الحالة أدت هذه السياسات الخبيثة اضافة الى التهديد ب
1/”المخدرات”
2/”موجات الهجرة”
3/”الارهاب”
الى اضافة عاملان جديدان وهما نشوب:
4/”صراع اسباني-اسباني” : وما تتبعنا من الاحتجاجات في الاندلس على البضائع القادمة من المغرب هو فقط ما ظهر في الزراعة وقس على ذلك بقية القطاعات .
5/”تهريب رأس المال/العملة” : خاصة في زمن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، حيث ان هناك نزيف حاد في السيولة بسبب تمرير الاموال الى المغرب لصرف الرواتب وتشغيل الاستثمارات.
ان المغرب يزيد من التحكم المستمر برقاب المستثمر ورجل الاعمال الاسباني صاحب المال والشركات في مجتمع وبنية اقتصادية رأس مالية.
وهي سياسات ضد التوجه العام للناخب الاسباني ومن يتابع الحكومة الاسبانية وهي تبارك تلك السياسات الخبيثة وتحمي وتشارك في احكام استسلام اسبانيا للضغوط المغربية، يعرف معنى كلمات وزيرة الخارجية التي عملت طويلا تحت امرة رجل اعمال فرنسي بعيدة عن روح الشعب الاسباني ودافع الضرائب الاسباني.
ان المال الاسباني الذي يفرغ من اسبانيا في اتجاه المغرب يؤكد مدى الضغوط التي تمارسها الآلة المغربية على الساسة الاسبان الذين يتحولوا تلقائيا الى رجال أعمال وكونزالس لا يزال حيا كمثال.
الخميس، 27 فبراير 2020
عندما يتحوّلُ الألمُ الى أغنيةٍ...
الأربعاء، 26 فبراير 2020
الدبلوماسية الجزائرية أعادها وعي الشعب الجزائري والمغرب تعيده فرنسا اليها...
الأحد، 9 فبراير 2020
تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على القضية الصحراوية الجزء الثاني "النفوذ الدولي
1- التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين.
2- الخوف من الإرهاب.
3- التوفير المالي للصحة والتعليم.
4- وعود بالازدهار.
5- التجارة الحرة.
6- النفوذ الدولي.
7- الكلمة الأولى للتشريعات الوطنية.
8- المخاوف من انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.
سنناقش اليوم تأثير النقطة السادسة من البنود السابقة وهي "النفوذ الدولي".
وهنا نذكر ان بريطانيا بخروجها سوف تجد الكثير من الحرية في عقد الصفقات والاتفاقيات التي تخدم شعبها واقتصادها خاصة مع الدول الناطقة باللغة الانجليزية وهي في الغالب كانت مستعمرات بريطانيا او لا زالت تتبع للمملكة البريطانية.
وعلى مستويات اخرى نجد مطالبة المانية بكرسي في مجلس الامن الدولي للاتحاد الاوروبي كله بدل فرنسا وحدها الشيء الذي يبين ان نقطة مركز القوة في الاتحاد الاوروبي بدأت تتأرجح لاحداث التوازن الذي حتما يمر باختلال كبير ولم يستقر الا بخسارة محور القوة الذي سيقترب ويمر بالقرب من المانيا اكثر من ذي قبل .
مجلة النجم
مجلة النجم
-
يفسر بعض المثقفين الموريتانيين أن موريتانيا لم تفتح سفارة للجمهورية الصحراوية مثل بقية الدول المعترفة ب...
-
نبحث في هذا الوقت عن من يبري قلما من يفكر قبل ان يكتب... من يحمص الفكرة من يعصرها من يكسبها اللون و الطعم و الرائحة... عن من له قلب ا...
-
في خبرية مقتضبة قرأنا أمس في الوكالة الموريتانية للأنباء ” حرص مساعد وزير الخارجية الأمريكي، بخصوص الطاولة المستديرة بجنيف، على التذكير بد...