يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

السبت، 28 ديسمبر 2019

الرياح الصحراوية...


نعرف جيدا معنى الرياح، نفهم اكثر من غيرنا مدلول العاصفة، وكنه اذرع حركة الهواء السريعة المستمرة والمترددة.
لا تستريح ولا تتعب ولا تمل ولا تهدأ الا لتضج...
ليس هناك في العالم من يرى يد الهواء وهي تخطف حبات الرمل وتلفح بها الوجوه كل لحظة غيرنا، من يغمض عينيه آلاف المرات كي لا تعمى بسبب حفنات الطين المغبرة غيرنا ؟
الهبوب السريع وضربات الرياح ربما هي التي جعلتنا نلبس تلك الملابس الفضفاضة ونلوي الرؤوس مرات ومرات بتلك الاقمشة لتحول الصفعات المتوقعة والمفاجئة الى هدهدة وتربيت.
اتجاه الخيم وشكلها وحبالها القوية واوتادها المغروسة بهندسة رفيعة كانت تكسر تلك القوة بسهولة ويسر وتتركها تمر بسلاسة.
نعم عرف الاجداد ان الرياح قوة وتعاملوا مع تلك القوة الغير المرئية الا من خلال تأثيراتها بحكمة ورزانة.
تعلمنا من كثير مما تعلمنا من ذلك الكائن الذي يعيش معنا كيف نتعايش معه وكيف نستفيد منه، وتعلمنا أن نغير انفسنا وسلوكنا لنغير تأثير مزاجه علينا دون ان نبدله هو.
ومنذ الصغر عرفنا ان صوت الرياح خارج الخيمة لا يخيف بل قد يساعد على النوم، تعلمنا ان لا نخشى ابدا من اي قوة خارجنا، وان الخوف ينبع من الداخل لذلك كنا نربي ابناءنا على الشجاعة في انفسهم وأن القوة الحقيقية هي عند الله وحده، وغيره هي مظاهر مثل الرياح نستطيع ان نصرعها مهما كانت حيلتها وحجمها وزمجرتها وغبارها وفحيحها وغضبها وتكتيكاتها وألاعيبها.
تلك المعركة المستمرة بل الحرب الضروس مع الطبيعة في اقسى مظاهرها، تلك المقاومة المستمرة تلك الشجاعة وقوة المراس هي جزء فقط من تركيبة الانسان الصحراوي العجيبة.
وهي التي جعلت 2419 مشاركا في المؤتمر 15 لجبهتنا الشعبية من كل تواجدات شعبنا تجمع وتقرر انها ستعود الى احد مظاهر القوة وهو السلاح الذي لا يهم نوعه بل اليد التي تحمله والقلب الشجاع الذي يحرك تلك اليد.
ان الرياح الصحراوية علمتنا ان لا نمل ولا نستريح ولا نهدأ الا لنضج
وعلمتنا ان الاصوات خارج الخيمة الصحراوية، مجرد هواء وان زمجر وصخب وانها ظواهر هوائية فقط.
علمتنا انها عندما تعصف تغير مظهر الارض وان رهان العدو على بقاء الحال لا يسري مع ارض تهب بها الرياح الصحراوية.
علمتنا ان لا نتوقف عن الكفاح ابدا، فتلك صفة لصيقة طبيعية من طبيعة ارضنا وجونا وعلمنا ذلك الهواء المتحرك الذي نتنفسه اننا نستطيع ان نهزم اي كان وان القوة لله وحده والعزيمة والاقدام ملكة وميراث وسننتصر دائما ما دمنا ثابتين على الحق.

الجمعة، 20 ديسمبر 2019

مضى وقتُ الوعيد...


مضى وقتُ الوعيد...
فعد بنا يا زمن
الى الرّصاصة الباقية
في خزنة الشّهيد...
كي نسكب
عصارة الدم
المنتظرة
بحبل الوريد...
عد بنا الى
أحضان الرّفاق
الى من
على العهد باق...
فشجرة الطّلح
ونظّارة الميدان
تنتظران...
ورقم السّلاح محفورٌ
لا يزال في الاذهان
والوجدان.
عد بنا من جديد
الى برقية البريد
فالوطن لم يعد ينتظر
وعيد من جديد...

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

من وحي الندوات التحضيرية للمؤتمر الخامس عشر....

البوليساريو : فكر ثوري وحضاري, يبدو ان ثقافة البوليساريو الجديدة هي مواكبة الحاضر بلغته وأدواته
استمرار التشبيب والتجديد في الفكر والتحديث في الآليات والأساليب، تسبب ضربة مزلزلة للعدو ويصاب
بكارثة اسمها *القنوط* تؤدي الى الاستسلام للامر الواقع.الشعب الصحراوي ولاّد، والثورة تنتقل بأمان الى اجيال جديدة.
الامر اصبح مركب ومعقد اكثر بالنسبة لخطط العدو، كان يحارب*اتفكريش* الآباء فقط، اليوم شباب واع مثقف ومتعلم إضافة الى الصفة الموروثة
الصمود والمقاومة ورد الصاع صاعين، بلغة الصحراويين *التفكريش*.
شباب عاش بدايات اللجوء كأطفال، وحرب التحرير كشبان درسوا وتعلموا ثم حملوا البندقية وقاتلوا، ثم عايشوا سنوات الصبر هذه القاسية.
الإيمان لم يتزعزع بل أصبح الامر بالنسبة لهم اليوم حلبة سباق سريع النصر يرونه ولهم القدرة على كسبه والفوز.
الشعب الصحراوي بالمقارنة مع الشعوب المجاورة، شعب حي رجاله كنسائه لا يعرفون المستحيل ابدا وحان الوقت لمرحلة جديدة متلائمة
مع روح الشباب ثقافة البوليساريو الجديدة.
البوليساريو تطلق خارطة جديدة هي حمل السلاح والانتقال الى العصرنة وتحدي العالم في التنظيم والتفكير العلمي.
يبدو ان كلمة رئيس الجمهورية واضحة هي تنظيم مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب حسب التخصصات العلمية.
معنى ذلك ان نرفض الجهل ونرفض التخلف ونرفض الفوضى، وكما بدأت الثورة تعود.
الجهل يجابه وكما بين الرئيس تكوين الاطارات واعادة التكوين وتنظيم القدرات، واختيار المناضلين حسب قدراتهم الفكرية والتعليمية وجديتم في العمل.
العالم يتحول الى العمل كمجموعات وليس كمسؤول تحته افراد.
متلازمة التخصص تحجم الأخطاء الشخصية، وتحاصر اساليب العدو للتفرقة كالقبلية والنعرات وتتيح لروح الابداع المجال للانطلاق...
وكما بدأت البوليساريو تقود الشعب الصحراوي وتحرره من واقع الجهل والامية ترنو اليوم الى العودة بقوة الى ذلك الطريق السريع نحو النصر.
وحتى يكون الانتماء الى الشعب الصحراوي وقائدة كفاحه جبهته الشعبية مفخرة ومسؤولية وانتماء الى انسان المستقبل ,الانسان الذي مثله الحي هو البخاري احمد رحمه الله الذي سمي عليه هذا المؤتمر .

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

مضى وقت الوعيد...


مجلس الامن الدولي مصاب بالصّمم، إنه لا يسمع صوت الضحية الشعب الصحراوي...
ينصت فقط حين تسحب أقسام السلاح لتدخل الرصاصة بيت النار..
جربنا ذلك في الكركرات وفي رالي باريس×دكار.
ان الساسة الفرنسيين الذين يدافعون عن حليفهم الهش يعتقدون انهم سيبيدنا بالموت البطيئ لكن سياساتهم الماكرة ستدفعهم الى خسارة قزمهم في الرباط...
نتمنى ان نجد من يقنعنا بغير ذلك...
بل تزداد حجتنا في كلام قياداتنا ذوي الخبرة، ألم يقل الرئيس أن الحرب ممر اجباري؟
نحن الآن نتهيأ لذلك ولدينا اليقين انها من مخرجات المؤتمر.
تبقى قضية متى؟ وكيف؟ ومن اين؟
لسنا فلسطين سلمت اسلحتها واختارت الكلام والسياسات
والمفاوضات التي تنتج المفاوضات ثم المفاوضات...
شعبنا لا يزال لديه الارادة والشجاعة والقدرة والسلاح ...
عشرات الآلاف من الرجال تنتظر لتلتحق بالمقاتلين حينما ينادي المنادي...
ونساؤنا تقدرن على تسيير الداخل...
ليس لنا فائض ولكن لدينا النوع ...
نعتقد اننا بهذا الكلام نعي ما نقول لا نهدد، مضى وقت الوعيد...

حديث حول ظروف المؤتمر...


ليس من الحصر، ففي شهر ابريل ٢٠١٨ شنت الدعاية المغربية حملة ضد جبهة البوليساريو حول ذكر ان التفريتي وبئر لحلو مناطق عازلة وان اي عمل بها هو مناف للشرعية الدولية.
مغالطة تكررت مرارا حيث حاول خلط الاوراق مع حزب الله لفك الارتباط مع ايران باتهام حزب الله بدعم جبهة البوليساريو.
كانت اكاذيبه تصدق عادة من الشعب المغربي، ثم لا تلبث ان تذهب ادراج الرياح حينما تبخرها شمس الحقيقة وتفقد كل مرتكازاتها الوهمية وحقيقتها فتتداعى سريعا.
حملات اعلامية تشنها على شعبنا لكنها تكون احيانا كثيرة مفيدة لنا
وآخرها بعبع الارهاب والتخويف الذي استعين حتى بالحكومة الاسبانية ليكشف الاسبان ان الارهاب قدم من المغرب لاحقا وانقلب السحر على الساحر.
واليوم متيقن كل المغاربة ان مقولة من لكويرة الى طنجة اكذوبة،انطلت عليهم لسنوات .
ويعرف هذه الايام ان المناطق العازلة التفاريتي وبئر لحلو هي مناطق محررة تحت سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديقراطية وليست عازلة.
وصارت مصداقية حقيقة الصراع الذي اخفاها المغرب بالهروب الى الامام بالاكاذيب والمغالطات تتكشف شيئا فشيئا ويوما بعد يوم.
اليوم يبلع الاعلام المغربي لسانه ومؤتمر الشعب الصحراوي على ارضه المحررة حقيقة وواقع وسيادته على الارض لا جدال فيها، وان لم تستكمل بعد، وان الجيش الصحراوي بالمرصاد لكل من يحاول مس شبرا منها.
اليوم ما ينتظره الرباط ليس معرفة الحقائق على الارض بل مخرجات المؤتمر الذي تٌسلم فيه السيادة للشعب ليقرر مصيره وخياراته.
ويجمع الكثير من المؤتمرين على فتح النار من جديد لتركيع الملك الهائم وشن حرب لا يعرف مداها ولا حجمها ولا مصير المنطقة خلالها.
لقد حول الفرنسيون مشروع الاستفتاء من ايام واسابيع وساعات الى كل يوم بسنوات وطردوا المكون السياسي المدني لتبقى القضية محصورة في الحفاظ على وقف اطلاق النار في حماية مكشوفة وغبية للمؤامرة التي فاحت رائحتها ولم يبق مضجع الا وقضته.
لحمة الشعب الصحراوي المرن قابلة على قلب الطاولة على فرنسا التي صارت بشكل وقح ومكشوف تعاند في مجلس الامن، وتسابق الزمن لربح النقاط على شعبنا من خلال مجابهة شرسة في كل الميادين.
عملت مخابراتها على تجفيف منابع الدعم ومحاصرة الجمعيات والمؤسسات الداعمة لشعبنا، وبث مخابراتها وتجنيد اعوان لها ولكن لم ينفع ذلك.
استخدمت الدعاية ودق الاسفين بين قيادات امثال الشهيد البخاري احمد كمثال لقيادة من النوادر وبين الشعب من اجل اختفاء المثال والتركيز على الاخطاء الشخصية الهدف هو فصل الرأس عن القاعدة ولكن شعبنا كان اذكى واحذر يفرق جيدا بين الامور ومؤتمرنا الذي تنادت له كل مقدرات شعبنا هو رد صريح على رفض الاملاءات الفرنسية والمغربية وفشل ذريع لاساليبها الهدامة.
عملت على ادخال الآفات الاجتماعية كالنعرات والقبلية والجهوية وزرع روح الجهل وسوء الاخلاق من اجل محاربة وحدتنا الوطنية.
حاول العدو زرع كما كان يفعل دائما حركات موازية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب على غرار ما عمل في ايام الاستعمار الاولى كالرجال الزرق وغيرهم ولكن جوبهت بذكاء ونبذها مجتمعنا ووصفها بالغباء وضعف التفكير وعدم سعة الافق ومعول شق الصف والتفريق.
المثال الفلسطني لا يزال ماثلا.
ولا يتسع الحديث عن كل ذلك لكن الخلاصة ان شعبنا اليوم كان كل ذلك مجرد لسعات جراثيم بسيطة تكسبها مناعة وقوة.
شعبنا بجيشه المؤمن وقيادته الحكيمة ووحدته الفلاذية سوف ينتصر لا محالة.
فلا نامت اعين الجبناء والموت لفرنسا وقزمها في الرباط وعبيدها في المنطقة .
والمجد والخلود لشهدائنا الابرار

طريق الشهداء ….والمؤتمر.

تتجه الآن الى البلدة العصية على الجحود على النسيان *تفاريتي*، تلك البقعة الحرة الطاهرة من وطننا الحبيب.
تتجه الآن وفي هذه اللحظات مئات من أبناء وطني الغالية، بالقلوب والافئدة قبل العقول والنهى.
تتجه بالارواح والمشاعر والاحاسيس والآمال والاحلام والأماني.
تحتضن الوطن وتشم ارضه وتلثم ترابه وتستنشق هواءه وتلتصق بطينه ورمله حافية الاقدام وتعبث وتصبغ بل تحني أصابعها برماله الحمراء التى سقيت مرارا وتكرارا بدماء الشهداء الابرار.
مئات السيارات عبرت الحدود نحو الاراضي المحررة، من أجل رسم حدود جديدة لغطرسة المحتل البغيض.
من مخيمات العزة والكرامة، طريق واحد سلكته الشاحنات والسيارات العامة والخاصة للوصول لهدف واحد هو الحرية والاستقلال.
على طريق الشهداء الابطال وما ادراك ما الشهداء الذين قدموا وبكل طواعية وبطولة وشجاعة وتضحية وكل قدوة ونموذج ارواحهم على أكفهم، ليبقى الطريق محفورا في كل نفس أبية وليبقى مضاءا مشتعلا في كل قلب صحراوي وصحراوية.
أولئك الشهداء الذين تركوا زخرف الدنيا، وحملوا بنادقهم وأقسموا على أن يعيش شعبهم حرا كريما مهما طال الطريق ومهما كانت التحديات والمؤامرات والخداع والمطبات.
طريق الشهادة ذاك كان قسما مبرورا سقط في سبيله أغلى الابطال وكان قدرا محتوما على بني وطني ان يكونوا ذبائح الحرية وتصعد ارواحهم الزكية الى المولى عز وجل من أجله هو لانه هو الحق وفي سبيل الله سقطوا ،ضد من أخرجهم من ديارهم بغير حق.
شيوخا تسابقوا الى الشهادة شبانا لم يصلوا الحلم بل نساءا وأطفالا وما يزال الوطن يفقدهم تباعا.
الطريق لم يسد امام التضحية ولن يسد ابدا، بلدة التفاريتي اليوم تحتفل بآلاف من مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي يمتشقون بنادقهم يتطايرون حماسة وحمية.
والطريق مفتوح للتضحية في لمح البصر حين يقرر مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، فكل صحراوي هو مقاتل، وعرف الصحراوي عبر الزمن بأنه اهل للفداء وظلت الرجولة لديه مرادفا وتوأما لحمل البندقية.
تتجه العيون العاصمة المحتلة وكل العيون الصحراوية الى مخرجات المؤتمر الشعبي العام الخامس عشر الذي يعقد عليه الصحراويون كل الصحراويين في ان أن ينعرج قليلا الى طريق الشهادة في ميدان القتال.
في هذه الاثناء كل من يشارك في المؤتمر من أبناء شعبنا يحمل حلم الاستقلال والحرية، ويعي بينه وبين خالقه أن عليه الثقل الذي عجزت عنه الجبال الثقال،
يجب ان نتذكر الشهداء وان نعي ان الطريق الذي تركوه واضحا، وأن وحدة شعبنا في هذه الايام في قمتها، وجيشنا في احسن حال، والعدو في اسوء ظروفه.

الأربعاء، 17 يوليو 2019

الاتجاه والاتجاه الصحيح: الى اين تتجه الجزائر والمغرب؟


تتجه الأمور في الجزائر كل يوم الى استقلال القرار الجماهيري وتحكم موجة قوة المصلحة العامة، أو قل التوجه العام للشعب الجزائري الى التحكم في استقلال موارده الطبيعية، وذلك بإبعاد وتهميش بل ومحاسبة ومساءلة من سبب ويسبب وسيسبب في استغلال تلك الموارد البشرية والمادية في الاتجاه الذي لا يخدم عامة الشعب الجزائري او بكلمة أخرى يخدم فقط فئة أو ثلة، عائلات وأفرادا وقد أطلق عليها كلمة "عصابات".
وقد تركت الأمور لجهاز القضاء الجزائري كي يضع المساطر القانونية التي تبرئ أو تجرم، دون تدخل اللهم الا من خلال حمايته من أي قوى مؤثرة ضاغطة أو شادة أو غيرهما، وتوفير كل الإمكانيات المعنوية والمادية الكافية لتسهيل وتيسير عمله التقني والعلمي.
وفي كل يوم تزداد فيه اتساع دائرة المحاسبة من خلال قوة القانون يزداد الرصيد المعنوي للشعب الجزائري وتتضح الرؤية أكثر ويكتشف الانسان الجزائري حجم التدخل الفرنسي خاصة في تحريك دواليب الدولة الجزائرية.
وكان القرار التاريخي في استبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنكليزية في المدارس الجزائرية، هو الرد الأول في الاتجاه الصحيح، لاقتلاع واستئصال السرطان الفرنسي من الجسم الجزائري الموبوء.
اللغة تلك التي تعنى الثقافة بالدرجة الأولى، فبقاء وتأصيل اللغة العربية ومدها بلغة التقنيات الحديثة "الإنكليزية" اللغة العالمية التي فرضتها الدول المتعصبة للغاتها وثقافتها كالصين واليابان والهند كمادة اجبارية في كل مراحل التعليم تلك الدول التي تمثل أكثر من نصف العالم لم يكن حبا بل نتيجة أهميتها في الحاضر والمستقبل.
ولا يمكن اغفال ان اغلب الصفقات الكبرى حسب خبراء جزائريين1 تقام خاصة من دول ناطقة باللغة الإنكليزية بواسطة شركات فرنسية في باريس مما يسبب خسارة ضخمة للاقتصاد الجزائري بسبب تلك الوساطات
الانتهازية، في استغلال بشع للموارد الجزائرية التجارية خاصة.
كما ان الكثير من الطاقات الجزائرية من أطباء ومهندسين وخبراء وغيرهم أصبحوا يتكونون في الجزائر ليصيروا جزءا من السوق الفرنسي، لتصير الجزائر الدجاجة التي تبيض الذهب للمالك الفرنسي.
ان الجزائر تتجه الى الحرية والاستقلال الحقيقي تغيير سلس وذكي ومبهر،
نلمس ذلك من خلال الحزن وخيبة الأمل والصمت والمحاصرة الإعلامية الغربية خاصة فرنسا واسبانيا التي كانت شاشاتها فرحة تغني يوميا بأخبار شلالات الدماء ورائحة البارود واضواء المتفجرات والدخان حينما تكون الجزائر متأزمة.
الأمور في الجزائر في الجزائر تسير ببطء لكنه مطلوب كي ترص البناء الديمقراطي بحرفية وقوة وثقة وقناعة وسيكون لذلك بحول الله التأثير الكبير على المحيط العربي والافريقي وحتى العالمي وسيكون الخاسر هي أدوات الاستغلال والاستدمار فرنسا.
كيف سيتم التغيير في المغرب؟ هل هناك إمكانية؟ السؤال البسيط
ما مصير بعض الشبان الذين خرجوا للمطالبة ليس بتغيير النظام بكامله كما في الجزائر وبذكاء وشجاعة ومسؤولية، بل من اجل مستشفى أو مدرسة في الريف المحروم؟
الجواب : انهم خلف القضبان.
ان الجزائري يدافع ليس من اجل لقمة العيش بل أولا من اجل لقمة الكرامة يحارب من اجل قيم الشهداء الذي سقوا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن ووضعوا ارواحهم على اكفهم فداء للحرية وليس من اجل شخص او اشخاص او مصالح وطردوا ليس فرنسا فقط بل الحلف الأطلسي برمته تلك الامور التي لا يستسيغها المغربي ولا يفهما ولا يحسها الا الثوار.
ان ذلك التكوين في عظمة الانسان الجزائري وفي دمه يسري.
بينما ينتفض اغلب الشعب المغربي للأسف من اجل ملك فاسد ويقدم البيعة والولاء والركوع المذل، في حين ان هذا الملك يخدم المصالح الغربية والفرنسية اليهودية خاصة في القارة الافريقية وأبسطها عار توريط احتلال أجزاء من ارض الجمهورية الصحراوية شعب جار عربي ومسلم.
كيف ستكون المآلات في التوحد بين ارض الحرية وارض العبودية أنظمة الاستبداد وأنظمة الديمقراطية والمساواة.
انها معادلة صعبة الحل والشعبان يسلكان خطان ليسا متوازيان ابدا، فقد التقيا في الماضي، لكن في الحاضر يتباعدان يوما بعد يوم ولا يمكن ان يلتقيا ما دام كل شعب يخدم هدف بعيد من الآخر.
تتجه الجمهورية الجزائرية الى دولة القانون والدستور والحرية والمحافظة على مؤسسات الشعب وحرية قراره ومحاسبة وقطع أي يد تعبث بماله ويكون الولاء لله أولا ولا عبادة لسواه والكفر بفرنسا واصنامها.
وتتجه المملكة المغربية الى عبادة الملك عبد فرنسا وقزمها في افريقيا
ويبقى الشعب المغربي الطبقي يئن تحت سوط الظلم والقهر ويتجه نحو المجهول.


الاثنين، 8 أبريل 2019

التحول الديمقراطي كائن حي


-التغيير
إذا امتلأ الوادي فاض وخرج عن مساره، وإذا عصفت الرياح أكثر مما هو معهود، تحولت الى إعصار، تلك قوى الطبيعة التي يسيرها رب الكون وخالقه.
اننا ان فتحنا المسار للماء وجهزنا القنوات لمرّ بسلاسة وسلام، وان جهزنا أنفسنا لقوة الرياح لكان النفع أكثر.
مثل ذلك تماما يمر هذا الحراك الشعبي في الجزائر اليوم.
فتح القنوات وتنظيفها من الحجارة التي تسد المخارج والقاذورات التي تغلق المسالك، ضروري كي يمر الامر بسلام ونستطيع ان نجمع ذلك الماء الطاهر الذي هبط بقدرة الله وقضائه ونحافظ عليه كي يتحول الى بحيرات خير وخزانات بركة، نعم علينا ان نفتح له الخزانات والفضاءات الآمنة ثم نحرسه ونحافظ عليه.
أننا لا يمكن ان نقف في وجه الرياح العاصفة ويجب أن نعي أنها ستسلك مسارها بنفسها، بشكل سلس ومرن، وان لا نضع الحواجز التي تجعلها تتجمع وتدور وتتحول من رياح الى ريح وزوابع وأعاصير لا نعرف مداها ولا قوتها ولا مآلاتها.
الرياح القوية تحتاج منا الى جمع ملايين المراوح او المشاريع وتوزيعها عبر خارطة الوطن كي تديرها تلك الطاقة والروح المندفعة، رياح الخير رياح البركة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستبقى الرياح في الجزائر أم ستمر الى البلدان المجاورة؟،.
-الخاسر الاول ذيل الاستعمار
الرياح التي تعج بالخير في الجزائر والامطار المباركة التي ستملأ الوديان والبحيرات وتخضوضر بها السفوح والجبال والهضاب والبراري، والذي بهدوئه الشعب الجزائري وسلميته وذكائه وتوحده، حوّلها الى ربيع حقيقي، ووقف جيش الشعب كي يحميها وينقي طريقها من العثرات والمطبات ولم يترك لأي من العوائق الخارجية ولا الداخلية أن تغير من طبيعتها الخيرة، لا تروق لمن له مجاري خاصة ظلت خرما في خزانات الجزائر وأنابيب مصممة كي تحول خيرها وريعها الى خارجها.
توقيت التحركات في ليبيا اليوم وفي المغرب الدائمة وراءهما فرنسا الاستعمارية التي تحاول خلخلة الجو وتحاول ان يبقى الحراك حالة طقس زائلة وليس مناخ سائد مستديم، من خلال التأثير على إشعاعه المتوهج، ودرجة حرارته، ورطوبته، ونسبة هطوله، والضّغط الجوي المرتفع، ورياح الخير.
ولكن ما غاب عن فرنسا أن التحولات الديمقراطية كائن حي يتنفس ويتغذى ويتكاثر وينام ويستيقظ، ويتكلم ويصرخ ويستمع. وأيضا يفكر والأهم انه لا ينسى.
والشعوب المجاورة -ولا أقول الحكام - لا يمكن لأي قوة أن تقطع أذنها ولا ان تفقأ عينها ولا أن تبتر لسانها، ولا يمكن أن تحولها الى صماء وعمياء وبكماء.
الشخصية الجزائرية تعود الى بريقها الجذّاب وخد الشاب والشابة الجزائرية يلمع، والبسمة نحو المستقبل ترسم على وجنته معالم لعوالم آفاق جديدة، ولا بد للآخرين أن يتعاملوا مع هذا التغير : الحالم، الحازم، الفرح، المندفع، بعقله قبل عاطفته، وبكلمات واضحة وخطوات ثابتة يتقدم.
لا بد للآخرين أن يتحولوا ويغيروا اسلوب ولغة التعامل كي يستطيعوا ان يبقوا على تواصل مع الجزائري اليوم الذي ينشد الحرية والتي ستكون لديه قواعد وارضية حديثة ولغة جديدة في التعامل.
ولكي يتفاهم الجميع يجب ان يكون على نفس المقدار والمستوى من قيم الديمقراطية والحرية والعدالة، وبالتالي لا بد من أن ينشب التغيير اظافره في جثة الاستعمار فرنسا وجلبابها في الرباط وجبتها في ليبيا كي تتحرر تلك الشعوب، أو سيبقى الامر على ما هو عليه حشود عند حدود مغلقة تغذي الكراهية والشتات.
إفريقيا ستكون أول المستفيدين من الحراك في الجزائر وستصفق وتضرب على الطبول بقوة وما يحدث في مالي اليوم وفي السودان يحاول محاكاة ما يدور في الجزائر.
إن ما تبحث عنه الشعوب الافريقية الحرة هو الاستفادة من ثرواتها الهائلة، ولن يحدث ذلك الا بإحكام قبضتها على السلطة والسيادة وازاحة أقزام الاستعمار وذيله وأولهم النظام الملكي في الرباط وأصدقائه في غرب إفريقيا، وعزلهم.
وأحب من أحب وكره من كره ستبقى الجزائر كما كانت دائما تصنع الامثلة وتقدم الدروس، وستظل حربة إفريقيا ذات الرأس الحادة المشرعة دوما في صدر الاستغلال والاستدمار ومعقلا للاحرار ومكة للثوار، معلقة على صدر عاصمتها ايقونة "مقام الشهيد".

الخميس، 28 فبراير 2019

الطّبِيبُ المقنّع...


الطّبِيبُ المقنّع...
أبصقُ على أيِّ تيارٍ وأيّ اتجاهٍ يكسرُ وحدةَ شعبي ...
وأيّ شفرة سكين تقطع شرايين الوطن وألعنُها ليل نهار...
تلك التي تفرغ الدّم الساخن من الاوردة لتصب المصل البارد الاصفر الموبوء...
أسمح لي أيها الطبيب المقنّع بدلتك تشبه الكَفَنَ، وحُقَنك تسمّم البدن...
ليس لدى شعبي إلا الزّاد المعنويّ، لنْ نسمح أن تتغذى عليه ديدانك وتختطفه ذباباتك...


الثلاثاء، 26 فبراير 2019

الدعم السعودي للمغرب أين المقابل؟... هل ستصبح قطر هي كبش الفداء؟


المغرب يحضر الى القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ برئيس الحكومة فقط، في حين أن السعودية حضرت بكل ثقلها، غير أن اللافت ان ملك المغرب في رسالته على لسان رئيس حكومته بدأ يدس الكلام الحاد كسكاكين الى خاصرة المملكة السعودية، ويلمح بشكل يشبه التهديد في أن تتوقف الدول العربية المارقة وان تنخرط في الرؤية المغربية ويقدم الأوامر والدروس. 
تلك الرؤية التي أصبحت متجاوزة، بحكم أن منطقة الصحراء الغربية دوليا هي محل نزاع.
ففي أجندة الأمم المتحدة لم يصف منها الاستعمار، كما ان المغرب منخرط في مفاوضات بلا شروط مسبقة من اجل ايجاد حل لها مع جبهة البوليساريو في كواليس مجلس الأمن، وفي الترويكا الافريقية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية داخل الاتحاد الافريقي، وفي تناقض مع نفسه يطالب الدول العربية بالوصول الى خط النهاية وهو لا يزال في مرطون السباق الى الحسم مع خصمه الشعب الصحراوي ، الشيء الذي يقابل اليوم بالكثير من التململ في الأوساط العربية. 
الانخراط اليوم مع الرؤية المغربية بالنسبة للعرب بدون مقابل وفي تناقض صارخ مع رؤية العالم، لم يعد مفيدا لها وخاصة لبلدان قدمت الكثير للمغرب مثل السعودية التي منحت المال والسلاح والنفط وأكثر من ذلك المواقف السياسية التي سببت في تطويل الصراع وفي عدائية وظلم كبيرين للشعب الصحراوي ووقفت مع الاحتلال المغربي في اسود أيامه التي مر بها، ترنو من ورائها الى ان يقف المغرب معها في كل الأوقات، وخاصة أوقات الضيق الحرجة، وقد كتب عنه مقال احد الكتاب السعودية تحت عنوان "أشقاء من ورق" غير ان المغرب بدأ يتهرب من الحلف السعودي بل اعلن الخروج الرسمي منه وهو ما اعتبرته السعودية خيانة، وبثت قناة العربية شريطا يبين ان السعودية هي أيضا متوقفة عن دعم المغرب في قضاياه التي يعتبرها جوهرية.
عدم استقبال الملك المغربي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت القطرة التي أفاضت الكأس، ففي حين كان ضيفا لموريتانيا وتونس والجزائر وباكستان والهند والصين اعتذرت المملكة المغربية عن استقباله مما أوقعها في خطأ قاتل بل وكشف عن معدن العلاقة وأكد الشكوك في قضية الحياد من قضية قطر، خاصة أن السعودية تمر بمرحلة تثبيت الحكم وتوريثه إلى ولي العهد الجديد وفي محنة كبرى من معارضة بعض الامراء في قضية تولية العهد وكذا قضية الصحفي المقتول جمال خاشقجي.
كانت خيبة الامل كبيرة ومفاجئة للآسرة المالكة في السعودية، وبدأت بعض الأوراق تنكشف الى محاولات مغربية في التدخل المباشر في الشأن السعودي خاصة بعد اعتقال رئيس حزب موريتاني وهو يهم بمغادرة السعودية الى الرباط ، والذي سربت اخباره المخابرات المغربية الى جريدة القدس العربي التي نشرته قبل أيام في محاول للتدليس من أن ما كان يقوم به رئيس الحزب الموريتاني في السعودية عملا غير مطبوخ في الرباط خاصة اذا علمنا ان هذا الشخص يحمل الجنسية المغربية .
وفي طيات الخطاب المغربي يبدو التلميح الى الدول الموثوق بها وخاصة بالجانب الأمني وهو إشارة الى القاء الضوء على السعودية التي عملت بعض الجهات الى شيطنتها ووضعها في القائمة السوداء عند الأوروبيين التي تتهم بدعم الإرهاب تبييض الأموال ويعزي بعض المتتبعين الى نشاط كبير لقطر والرباط في تقديم الكثير من الأدلة ضد السعودية لدى الاتحاد الأوروبي خاصة أن العلاقات الأمنية السعودية-المغربية ظلت سمنا على عسل حتى التهرب الأخير للمغرب مع قطر وخروجه من القبة السعودية، وانتشائه في وسائل الاعلام بسيادته على قراره في حين كان يمكن ان يرتب الأوراق بصمت وعبر الدبلوماسية الهادئة غير ان الامر خرج الى مستويات أخرى ستتكشف تباعا.
الخاسر الكبير طبعا هو النظام الملكي المعزول أوروبيا بسبب اعتراف المحكمة الأوروبية بأن الصحراء الغربية هي بلد وإقليم غير معني بالسيادة المغربية.
وفي الاتحاد الافريقي مع الجمهورية الصحراوية يجلسان الند بالند، أما اتحاد المغرب العربي الذي حاول أن ينبشه العاهل المغربي فقد رحبت بخطابه الجزائر سابقا وحتى موريتانيا استعدت الاستقبال أي مشاورات ولكن الملك المغربي تراجع عن كل ذلك وعرف العالم ان خطابه ليس الا قنبلة مهرجان ضوئية وعلاقاته مع موريتانيا والجزائر الجارين لم ترق الى أي سقف نتيجة قضية الصحراء الغربية.
الخاسر الكبير هو المغرب لأنه فقد الحليف الكبير، البقرة الحلوب المملكة السعودية ولا ندري بأي ثمن سترجع العلاقات المغربية-السعودية الى سابق عهدها خاصة بعد انبعاث سوريا من جديد والتي كان المغرب خصمها اللدود وكان المغاربة من بين الإرهابيين الذي قاتلوا ضد النظام السوري ذلك الانبعاث الذي سيغير خريطة التحالفات من جديد في الجامعة العربية.
نعتقد أن السعودية الصامتة الغاضبة لن ترضى بكبش فداء من الملك المغربي إلا خسارة العلاقات مع قطر والاصطفاف من جديد مع السعودية ضدها وهو ما سيكلف المغرب خسارة كبرى في الجانب الإعلامي وحرب دروس من قطر، قد تكون مدمرة له خاصة انه يمر بقلاقل وديون وتحديات كبرى وضغوط مستمرة من الإدارة الامريكية التي كان مؤشراتها الكبرى زيارة وفد الى الصحراء الغربية لتوصيل رسالة التضامن مع الشعب الصحراوي وإيجاد حل سياسي للقضية الصحراوية يفضي الى تقرير مصيره.

مجلة النجم

  مجلة النجم