يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الاثنين، 22 أغسطس 2016

تأملات ...

   

     
        الانسان الصحراوي  تعامل مع الأمور بوضوح شديد , ربما لقلة الأشياء المتوفرة في البيئة حوله مقارنة بالبيئات الأخرى , ظل ذلك المخزون  الذي يولد في و مع كل انسان من العاطفة و الحب و التقدير  , يقسم على الكل , فكان يشبع ارضه حبا و سماءه عشقا و اخوه الانسان كرما و سخاء و ربه تقديسا و هيبة و رجاء ...
        كان عنده فائض من ضوء الشمس و فائض من نور القمر و فائض من لمعان النجم وبريق حبات الرمل,,,
لذلك كانت الطبيعة تملأ حياته و قلبه بياضا و إشراقا...
      ظلت الرؤية الشاملة و الكبيرة للأمور تلازمه لذلك كان الطعام عنده وسيلة حياة و ليس غاية , و كان الاسترسال في ذكر الطعام عيبا و نقصا , فكان يقال فلان  فلان " لا يفكر الا في  بطنه" , لذلك ينبذ و يحتقر المجتمع الصحراوي من يبيع مبادئه و حريته بلقمة بطن أو فتات مال زائل ...
     رؤية  الأمور من بعيد ما برحت تعطى وقت للتأمل و التحليل و التفكير و هو رحالة و يعرف جيدا ان الحياة ليست الا رحلة و ان الهدف سيصله ماشيا او راكبا  ببوصلة الصحراوي و ملكته التي لا تخطئ  الهدف ابدا ...
     
      
      
      

     

السبت، 20 أغسطس 2016

القمر و الابر...


       في تلك الأيام 1973 كان الأمر أشبه ببالون وابرة، كلما ينتفخ البالون يكون الصعود أسرع، لأنه كان يعبأ بهواء ساخن؛ ظلت كل الأفواه تتزاحم لتنفخ فيه بكل نفسها , حتى تختنق...
          كان يُرى كقنديل في السماء المظلمة في العيون والداخلة والسمارة و بوجدور و الزويرات، وفي الطنطان والكلتة والمحبس ولكويرة ...
       وعندما ارتفع أصبح من يملكون الإبر يرتجفون وتتملكهم الحسرة على فوات الأوان؛ لقد صار البالون قمرا ولم يعد هناك جدوى لفقسه بإبرة، ولا حتى بقنابل النابالم...
      كان المد كبيرا مما أعطى لجاذبية القمر الفرصة في تحريك البحر وملء كل الشوارع والزقاق بتلك الضجة، وذلك الصخب..
       لقد أصبح الأمر في حكم السماء العادل، ولم يعد بإمكان أي مخلوق أن يعاكس القدر.. حتى لو انتحل صفة الشيطان!.

الاثنين، 15 أغسطس 2016

لست مثلك...!!!


لست مثلك...!!!
جرح , مذ وُلدتُ لم اندمل...
اجوب جسد صحرائي اوزع فوقه قطرات الدم...
النقاط الحمراء...
و كلما ارتفعُ تتقارب و تتجاور راسمة خطوطا لخريطة......
حدودا مرسومة بالأحمر القاني...
كانت آثار جَمَلي تنطبع قلوبا حمراء علامات وشم تزين الكثيب...
كما هي عادتنا مع أي حوار يولد, يعَلّم ليعرف من يملكه...
انا لست مثلك...!!!
جرحٌ , لا يمدح الشفاء...
منذ وعيت عرفت ان الرجولة مرادف للموت
لم تصدأ لنا بندقية
و لم تفرغ لنا جفنة و لا حوض حليب "تازوة"...
انا لست مثلك...!!!
انا لم ابن مدن الاسمنت ...
كنت اريد ان ابقى حرا طليقا
مدينتي في داخلي مشيدة
مدينتي صحرائي و خيمتي هي بيتي
و جيراننا الظباء و الغزلان و المهوات و النعام
انا لست مثلك...!!!
حينما اقدم لك القرى
تسرقني ؟
و حين ابتسم اليك
تنتفخ و تتكبر ؟
انا لست مثلك...!!!
استطيع ان لا اقدم لك الضيافة
اقدر ان اعبس فيك
و لكنني ...
لن أكون مثلك ابدا
لن اندمل و لن اتوقف عن السخاء
و لن اتوقف عن القطر
لتبقى حدودي موسومة مبللة بذلك الحبر...
و سيزداد بيننا دوما ذلك الفارق...
لن تستطيع بحجمك الكبير أن تملأه
و تبقى القرب المنتفخة بالهواء بالخواء تطفو مثل الغثاء
و تعجز دائما عن ان تلامس و تفهم الأعماق...

مجلة النجم

  مجلة النجم