يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الخميس، 10 ديسمبر 2015

ذلك الصدق...


لمذا نتهرب من الصدق من الحقيقة من القدر المحتوم...؟؟؟
 الذي جارينا غيره , و راهنا في سباقنا على غير صهوته,,,
ظل مثل الجمل الشارد , هاهي آثار خفه  التي يترك لنا على الرمال بينة  تشبه رسمات قلوب ,,,
 ظل الصدق...
 مرئيا  دائما , يدور في ركام ما قرب جبل , قرب سهب , قرب  منخفض او قرب تلة من تلك التلال و في سفوح الاودية , و قرب السواقي ...
كان دائما حاضرا و قريبا , يذكر لنا , لا يغيب ابدا...
 ظل مغيما سماءنا و مشوشا جميلا للوجدان...
و سابحا حول الاعماق بلا توقف كفقمة أليفة...
ظل الصدق الصاحب و الرفيق و الخاطر الذي لا يتركنا كصلاة  تنتظر القضاء...
و منذ مدة غاب الصدق و لم نعد نراه و اختفى ذكره و لم نعرف لم الجفاء و الترك لشتاء الصحراء , البارد و الجاف و القارس .
و في بحثنا في كل مكان و كل بيت و كل طعام حتى الرغيف ساءلناه , و في  الوجوه بالكاد تظهر آثاره في ثنيات و تجاعيد وجوه الشيوخ الوقرة ,,,
بحثنا و ساءلنا و تقصينا و عجزنا ان نجد الصدق و جدنا اشباهه و ذريته التي تحمل بعض صفاته لكننا لم نصل الى قبره الا متأخرين ... 
فرحمة الله عليه...   





الأحد، 6 ديسمبر 2015

مرافقة السلاح...


           الآن نحن جميعا عند مفترق طرق , و ندفع دفعا الى الحرفة التي امتهنها اجدادنا , حرفة الصيد و مرافقة السلاح , لم يعش الصحراويون ابدا على لبن الابل و لحم الغنم كخيار وحيد , و لم يعرفوا البحر الا  لتغميس الارجل يوم الجمعة للتبرك و الفأل الحسن و لم يكن مجتمعا زراعيا , لم يفلح الارض ابدا , اللّهم الا في مناسبات نادرة على سفوح الاودية عندما تغمر الامطار--الشحيحة اصلا-- كل الاراضي و هي مناسبات يؤرخ لها لندرتها.
        كان مجتمعا بلا تصنيف منفردا اقرب الى الاقطاعية او قُلْ  مجتمعُ صيدٍ , كانت الغزلان بكل فصائلها تجوب بطاح و وهاد و هضاب و سهوب الصحراء , و الطيور بكل فصائلها تحوم هنا و هناك.
    اما اذا قل هذا و ذاك كان اللّجوء الى التجارة و المقايضة و شيئ من الصّبر و الدعاء و البحث عن ثأر قديم او هجوم على معاقل الكفر فرنسيس او اسبان او غيرهما .
كان السلاح جاهزا و ظل هو الحل دائما و كما قيل آخر الدواء الكي.
      لذلك ظل الطفل ينوّم على قصص بطولات الاجداد و الآباء و الاخوال وغيرهم ,  التجارب هي التي علّمت ان الصحراء بقساوتها ستدفع يوما الى الحسم بالقتال حبا او كرها انها لغة البقاء او الفناء , كان المثل العربي يقول "مكره اخاك لا بطل" غير ان الصحراوي جعلها " مكره اخاك و بطل ".
       ان قساوة المناخ هو ما جعل الصحراء لا تعيش فيها الا النخبة لذلك كان سكانها دوما قليلي العدد .
     و لم تكن الحرب التحريرية الحديثة الا امتدادا لملاحم التمسك بالحياة و البحث عن الحلول بالرّصاص و الموت في سبيل الحياة الكريمة  .
      و لم تكن الحرب مفاجأة لأهل الصحراء كانت عادة معروفة و واجبا و حلّة يلبسها الرجل الصحراوي في الاوقات الاجبارية حتى ان الشاب لا يقص شعر رأسه الا حين يشارك في غزاة –قزي--.
   و نحن الآن امام انسداد الافق : الزوال او البقاء ,
       و في عالم لا يرحم الضعيف و لم يَبق الا الرجوع الى الطريق التي تركها لنا الاجداد , لا تزال الطريق بينة المعالم , تحرير الوطن او الموت و كم كررناها "كل الوطن او الشهادة".
        و كما قيل اطلب الموت توهب لك الحياة , ان العالم لا يعبأ للضعيف و لن يهاب ان يحتقره , و لن ينصر صاحب الحق , ان لم يكن قويا , قد يقدٍّم له احيانا الطحين و الصدقات بشفقة كما تقدم لكل عابري السبيل و طالبي الاحسان لكنه لن يحترمه ابدا.
    ان الفرصة لا تزال مؤاتية و الحسم موجود في القلوب و العقول , و يعرف الجميع و تمتلئ بها القناعات الراجحة دون فلسفات و تحليلات ان الثورة الصحراوية هي التي اعطت الحياة لكل من ينتمي لهذا الشعب او يتوق الى ان يسترجع حقه و لم يكن الاعجاب الا حينما كان يزغرد الرصاص و يسيل الدم بل كنا مشكلة لثورات كثيرة ----كالثورة الفلسطينية التي كان يقدم لها اضعاف مما يقدم للثوري الصحراوي و لا تفعل ما يقوم به المقاتل الصحراوي من بطولات ------ ان الصحراوي كان يجابه على محاور ثلاثة جنوب موريتانيا و المدن في عمق الصحراء و جنوب المغرب , طبعا قبل ان يطلب رئيس جزائري سابق من قيادتنا سامحه و سامحها الله الا تضرب بجيشنا عمق التراب المغربي لألّا يضرب المغرب الجزائر و هو الذي مرر انبوب الغاز الجزائري من المغرب ليستفيد المغرب و عمل على احياء حلم الاتحاد المغاربي الكبير على جثة الشعب الصحراوي الجريح ---- هو من فك الكثير من الحصارات الحاسمة في معاركنا ضد العدو ناهيك اننا لم ندعم في حربنا بأي جيوش اجنبية رغم ان الكثير من الثورات حسمت بتدخلات من دول صديقة و كيف نكون نحن  استثناء؟ و خاصة في الكم --- لا الحصرتدخلت كوبا مع ناميبيا---ارسلت القوات العربية لمعونة الثورة الفلسطينية---تدخلت قوات مصرية و ضخت كوبا الرجال لمؤازرة الجزائر في حرب الرمال ------و اخطاء في حرمان من اتى من موريتانيا و غيرها لمؤازرتنا بل حبسه و حتى قتله...
         و تلك اخطاء تضاف الى حماقة توقيف الحرب و البدء في المفاوضات رغم ان تجربة الجزائر هي التفاوض و البنادق تدك الحصون و قنابل الفدائيين و الاحزمة الناسفة تزلزل "العاصمة الجزائر" و "باريس" و لم يعد مدني فرنسي في مأمن من الموت,,,
فالرصاصة انفذ من الف كتاب و ابلغ من كل الشعراء و افصح من كل الحكماء و البلغاء.
       ان قدّر الله و اندلعت المعارك فليعلم كل من يقف الى جانب العدو او يحاول ان يقف في صفه انه اول من يتعرض لفقدان تلك الامتيازات و سيدفع دفعا الى السجون و التفقير و التضييق و الذل و المهانة و حتى الموت  و لن ينفعه  ماضيه الخياني و هي اساليب عاشتها كل الثورات و الانتفاضات و هي هلوسة الشك و الريب و عدم الثقة و الخوف من خيانة الخونة .
      و ليعلم  الذين يعيشون في دول الجوار و غيرها  ان الامر سيكون ضغطا متزايدا نفسيا و ماديا , اما الصّحراويون الذين يعيشون بالبلد المضيف فان الامر سيتغير جذريا.
       الحرب ستبحث عن الحطب و لن تشعل الا بالصّلب من الاعواد و بالتّالي ستكون فرصة ذهبية في ارجاع هذا العدو الظالم الا صوابه و الانسحاب من بقية ارضنا العزيزة.
      قد يقول قائل ان الحرب ستعود بنا الى نفس النقطة ,المفاوضات و الحسم بالحلول السلمية , ان الحرب ستكون حاسمة ان شاء الله و لن يتوقف اطلاق النار , و خاصة ان المناطق المحتلة ستكون اضافة و نقطة حاسمة في انهاء الحرب بسرعة و ستكون حرب مدن تضاف الى الحرب التقليدية و حرب العصابات و الاستنزاف,,,
     و انا هنا لست في سرد نقاط الضعف و القوة و المقارنة بل يجب على المؤتمرين ان يحكّموا و يشركوا رأي الشباب كما كانوا هم شبابا بالامس و لا ينسوا حكمة الاجداد في حسم الامور ,,,
    ان قرار استئناف الحرب قرار صعب ,  غير انه ظل و سيظل  صعب و صعب جدا و الى ان يرث الله الارض و من عليها , و لكنه لم يكن يوما مستحيلا ابداً ,,,
     و لنا مثال في القضية الفلسطينية حيث ان من يحاول الحل بالمفاوضات الجادة مع من نيته غير ذلك , ستكون نهايته لا محالة نهاية راعي السلام "ياسر عرفات" محاصرا في مكتبه  و حتى مع الصهيوني "رابين" الذي قتله ابناء جلدته اليهود الصهاينة  لانه تبين لهم انه جاد في السلام , ان البحث عن حل خارج اطاره كالصيد في بحر من سراب , نتكلم هذا الكلام لان الحسم يعنينا نحن و لن يأتي احد ليحرر الارض , بل لنا في تخلى "معمر القذافي" عن دعمنا في وضح النهار مرتميا في احضان بلاط الرباط , و القوى الغربية و مات حتف انفه بها , و اليوم الجميع سمع كلام نائب اكبر حزب في الجزائر جبهة التحرير الوطني و هي اشارة للبيب ان يفهم و التغييرات الجذرية في جهاز الامن الجزائري و التي لم تتم الا بعد تغييرات شاملة في مراكز مهمة في القصر الرئاسي و الاجهزة الامنية .
     ان الامر اكبر من ان يسكت عنه او يغطى بالغربال , اننا لن نخوّن او نضع ابناء وطننا في محل اتهام ابدا ,  لكن اعتقد ان الامر يشبه 1970 لا بد من قرار حاسم ,,,
      ان الذين انتهجوا سياسة احتقار الشعوب سيظلون مخطئين و ان همم الرجال قادرة و كما صنعت من قبل و مستعدة بل مجبرة و اكثر اي من وقت مضى ان تبهر...
      لكن ليعلم الجميع ان المخيمات سيختفي منها الرجال و ستبقى النساء من يسير الدولة و ربما شاركت كالمرأة الارترية في الامداد و سدّ التوازن العددي و قد تكون حطبا للنيران امر غير مستبعد , فما بالك بالرجال...
        و تظل مصلحة الشعب و العقول الراجحة و اهل النهى و الرؤوس المفكرة هو اهم عنصر و الذي يجب ان ينظر' الى الطريق و ما يقرر المؤتمر سيكون تحديا علينا احترامه و القبول به مهما كان مرّا...
             ان عدم اعلان الحرب على الغازي الابكم الذي قال حرفيا في تحد ان "الارض الصحراوية ستبقى مغربية الى ان يرث الله الارض و من عليها" كما قال ابوه من قبل  "ان احتلال الصحراء الغربية ليس الا جولة اسبوع" تشابهت قلوبهم.
           ان عدم اعلان الحرب لزاما ان تعني ان هناك خيارات تعادل القرار ذاته و سيكون مجبرا من سيقود المرحلة القادمة ان يقدم حلولا تجعل:
   محمد السادس يعدل عن كلامه...
 و يغير قناعات قائد في حزب جزائري او "غورباتشوف حزب جبهة التحرير" شكّك في قدرات شعبنا و عدالة قضيته ...
قال تعالى :
"لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ )
صدق الله العظيم
و في الختام لا ننسى ان الظرف  الذي شبهناه ب 1970 يجب ان نأخذ من كلمات رواد طوعوا ذلك العصر و لا عجب ان يكون الشهيد الولي مصطفى السيد احدهم :

 "من اراد حقه يجب ان يسخى بدمائه".

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

مؤامرات بائسة...


بعض اللقط حول المسرحية او المؤامرة التي تحاك خيوط خيمتها "خيمة ام آقويلة" , و الحال ليس في توجيه السهام نحو العدو او الكشف عن استمرارخططه و تدبير مؤامراته...
فليس هو سر يكشف او تحليل نبين فيه انها حلقة كبرت او صغرت من سلسلة حلقات مؤامراته الخائبة...
فليس هناك ادلة تساق لتعرية مكر العدو و دسائسه و نياته المبيتة , اكبر من غزونا و احتلال ارضنا و قنبلة شعبنا في الخيم جهارا نهارا لا قرابة عروبة و لا رباط دين تهمه بل الطمع و الجشع و الخيانة,,,
و اخذ النيابة بدل الاسبان في الاصرار و العزم على ابادتنا في اسرع وقت , قدره ملكهم المغرور "الحسن الثاني" سيئ الذكر في اسبوع , هل هناك ادلة تقدم للتدليل على مكر القصر الملكي و من ورائه دعم الفرنسيس و الاسبان و الامريكان و اليهود و العربان و المصالح الغربية والحلف الاطلسي و قوى الشر و ذئاب الطمع...التي خططت لتقاسم ثرواتنا...فلم تكن حقوق الانسان الصحراوي ذي اهمية او رقم يمكن قراءته انذاك في اي حال من الاحوال...
المعطيات:
شعب قليل العدد كثير الموارد الطبيعية...
مفقر و مجهل....
كانت كافية لتسييل ريق الضباع و الذئاب و الطامعين ,,,
كانت الصفقة مربحة و النتيجة محسومة,,,
تفاصيل التخطيط للجريمة , مبسوطة اوراقها و خرائطها يومها في مدريد , المنفذون متطوعون و مستعدون
الادوات موجودة ,,,
و تقاسم الادوار قد تم,,,
لم يكن ينقص الا البدء في التنفيذ,,,!
كانت حسابات اخرى على الكفة المقابلة ,,,
نفس المعطيات:
شعب قليل العدد كثير الموارد الطبيعية...
ذو عزيمة و شكيمة و اصرار...
النتيجة محسومة ...
جهاد في سبيل الله من اجل طرد العدو الظالم المحتل...
شهادة في سبيل الله...او عيش كريم و عزيز...
لم يكن هناك خيار ثاني
البقاء تحت حكم المستعمر الارتماء في احضانه...
تذويب شعبنا في مجتمع اخر ...
خسران الآخرة...و العيش في ذل الدنيا الى الابد...!
كانت كفتا الميزان هكذا ...
كفة الاصرار في فرض قوة الحق...بالنسبة للصحراويين ابناء البلد!
كفة الاصرار في فرض حق القوة...بالنسبة للمحتلين الطماع الغرباء!
كسرت اطراف المؤامرة بتقدم قوة الحق
انتهى اسبوع الحسم الى اربعين سنة و مات قائل المقولة الاسبوع حتف انفه
الشعب الفقير و الجاهل
صار مثقفا و ذاكرته نشطة
صار دولة لها علم و جيش و دبلماسييها تصم اصواتهم العالم
تفرق المتآمرون و بعضهم صار صديقا...
الاسبان حرقت خرائطهم و لم تسلم لهم مدينة الا رفع فيها علم دولة
الشعب المفقر المجهل 1975...
حسمت القارة التي يسكن فيها الشعب الصحراوي الامر لصالح قوة الحق
لصالح الشعب الصحراوي...
اليوم لم يعد الامر يعدو ان يسترجع الصحراويون ما بقى من ارضهم المحتلة
التي بذل المغرب من آلته الدعائية الكثير لتغطية الشمس بالغربال عن ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حقيقة لا رجعة فيها دولة اهل الصحراء المنتصرة و كفة الميزان و التأييد تزداد يوما بعد يوم و المغرب يخسر كل يوم
و لم يجد في كفته الا الاصوات البائسة التي لا وزن لها و التي تميل بها الريح حيث ما مالت ...
الامور حسمت على المستوى الكبير و لم يبق الا قليل من الحزم الذي في الطريق ان شاء الله ...
اما اضحوكة الانتخابات التي هي مجرد مهزلة عند المغاربة انفسهم فما بالك بالصحراويين ذوي النخوة و بعد التفكير و وخز الضمير فمفرداتها بينة واضحة و لا تعنيهم في شيئ و على مستوى العالم فلن تكون اكبر شأنا من نكتة الحكم الذاتي التي يتندر بها العالم اليوم...

من لك يا قدس؟؟؟

بعدك يا قدس...
دمي في عرقي اليس هدر...؟
اليس مياه بلون حمر...؟
السنا فتاة مهين لأحقر حجر...
تهان و تحرق و تحفر و تحجر...
و نحن قيام صيام ندعوا القدر...
ندعوا الاطفال لرمي حجر...
فهذا امير للقدس ظهر...
بوزن ثقيل و وجه تتر...
فهب نسيم فخاف و فر...
و هذا رئيس و قلنا , صخر...
فحف حفيف فرقّ و مر...
و هذا مليك وحش,خطر...
فقلنا تعال القدس يخِر...
فاخفى نابه في لمح البصر...
و قال محال آتيكم ذاك قدر...

الاستثمار في المأساة...





الاستقبال الذي قدّم الاوروبيون ملايير من العملة الاوروبية له , و الارقام التي يقدم الالمان و الفرنسيين لعدد اللاجئين ... لن تكون كرما و لا جودا و لا سخاء و لا ندًى ... ان اقتصاد الدول و اموالها لم و لن و لا يمكن ان تذهب سدًى ... عقلية المصلحة و الابتزاز و عبادة المال هي التي حولت سوريا و العراق الى دمار,,, و ساذج من يفكر بهذه العقلية في هذا العالم المتوحش الذي لا يرحم ...
لن تكون فكرة اللاجئين الا حلبا لضرع العالم و ورقة في يد الالمان و غيرهم للتدخل في سوريا ,,, و سيبتز الاوروبيون العالم قريبا في مجلس الامن و سيدفع العرب اكثر من غيرهم فواتير الرحمة التي يقوم بها التاجر الاوروبي التي وصلت استثماراته الى الملايير في هذه الصفقة المربحة الجديدة... عالم الاقتصاد فيه يكبل العالم بالآفات و الكوارث ...ذلك الاقتصاد الذي يسمى تهكما "الاقتصاد الحر" ... صحيح ان صورة الطفل تهز مشاعرنا نحن كمسلمين و لكنها لن تكون اقسى من صورة قنبلة غزة و لا مذابح العراق اليومية و لا التدمير المستمر لسوريا و اليمن... كلما سقطت قنابل في سوريا و اليمن و غيرها ... امتلأت جيوب شركات السلاح بالمال... ان كانت صورة الطفل هزت مشاعرنا و ذكرتنا بعمق المأساة ...فانها حركت فيهم فكرة كيف نربح المال من خلفها ؟؟؟
6مليار اورو!!!من المانيا و حدها !!!و العالم في ازمة و اليونان في ازمة!!!
انه لعب على عقول الناس و تسفيه لتفكيرهم ... ان من يصدق هذا الكلام محظوظ فهو لا يعيش في هذا العصر التعيس...
ان البحث عن 11سبتمبر جديدة فكرة تغري الشركات , و نجاح امريكا فيه , هو ما فعله الفرنسيين و البريطانيين مع ليبيا و لم تتضح بعد غشاوة الغبار حتى نصعق و نصدم ...
و هو ما حاولوه مع "حادثة تشارلي" و يبدو انهم فشلوا في ذلك رغم حشدهم للعالم من اجل طفلين تربيا في فرنسا...
يبدو ان حلم و فكرة اللاجئين و الاستثمار فيها قد حددت ارباحه المانيا بسرعة فائقة و ذرفت عليه دموع التماسيح تلك الدموع التي اعتبرتها رئيستهم انتصارا على العالم الاسلامي قبل ان يكون انتصارا للانسانية , حيث قالت "انها ستروي لابنائهم ان مكة كانت اقرب من المانيا" و تبعتهم الدول تباعا و سنرى هل تنجح على محك الواقع ك 11 سبتمبر او تفشل كما يبدو انها فشلت حادثة "تشارلي" التي لم تتضح بعد ابعادها...
ان الحوادث و الصور من هذا النوع تذكرنا بحادثة "المروحة" في الجزائر التي كانت مبررا لاستعمار و غزو الجزائر ...و تذكرنا باسلحة الدمار الشامل في العراق و تذكرنا بالبحث عن الحرية بالربيع العربي و الارهاب في الساحل و غيره كثير...
و هو المبرر التي تحلق من اجله الان طائرات بلا طيار فرنسية في سماء سوريا...

من كنوز الثقافة الصحراوية...


    يظل النبش في كنوز الثقافة الصحراوية تحد و ضرورة , و يعتبر المحيط او البيئة 
من ارض و سماء و ماء و انسان و حيوان , و تقلب الفصول و المناخ و ظواهر الطبيعة التي لا يمكن حصرها و التفاعل و التداخل بين كل هذه المتغيرات و غيرها في الازمنة المختلفة هي مواد و خامات و معادن يمكن الاستفادة منها كمصادر و معطيات للتوجه بها الى ان نفهما  و نقطفها كثمار و محصلات و نتائج بذل الاجداد كثيرا من الوقت و العقل و الجهد لصقلها  
و ليس علينا الا الاستفادة منها, لنقدمها لانفسنا و للبشرية جمعاء...
 و سنقدم الان في هذه المقالة المقتضبة , كيف كان يفكر الاجداد في الاستفادة من تلك البيئة و كيف يفهمون و يستفيدون من المحيط و يحولون العالم المحيط بهم الى حياة تضج عقلا و حياة و فكرا...
ان الشعوب التي تهمل ثقافتها , تفقد اغنى و اثمن الكنوز و لا حياة لشعب لا ثقافة له
سنقدم اليوم الغراب كمثال على الاستفادة من المحيط...
   الغراب اذكى  الطير , و يعيش في كل بقاع و قارات العالم و ذكر في القرآن كاول معلم للانسان .
          الانسان الصحروي يفهم مكر الغراب و طباعه , فهو جزء من بيئته و هو غير محبوب لديه , غير انه ليس هناك عداء معه ربما ان الغراب لونه اسود , و لا يؤكل  و لكن الصحراوي ايضا  يلبس نفس اللون للرجال كلثام , و للنساء كملحفة سوداء
و خيام الشعر سوداء ايضا ,التي تنسج من شعر الماعز الاسود في اغلب الاحيان , و  بعض الامتعة "الفرو"*  مثلا و ان كان قائل يقول ان الانسان الصحراوي ليس له خيارات اخرى في الالوان , فان الغراب الصحراوي اسودا كذلك و ليست له 
خيارات ...
و يأخذ الانسان الصحراوي الحكمة من بيئته و اولها:
صفة الحزم او الحذر او الحيطة  او الريبة او شك...التي يتقنها الغراب...
1 / "احذر من اغراب" 
قالت لو امُّ : الى شفت حد لاه ادنكس , اهرب لعل اعود لاهي يكبظ حجرة اباش يخبطك"
كالها هو "من كالك  عنو ما كان رافدها امعاه؟؟ "
و هو قريب من المثل الحساني "اشك من اغزال" 
يضرب المثل "لشدة الحذر"
" أَحْذَرُ مِنْ غُرَابٍ" 
" يقال ان الغراب اوصته امه فقالت له : ان رأيت  احدا هوى الى الارض , فاحذر لعله يريد ان يلتقط حجرا ليرميك به 
فقال لها "و ما يدريك ؟؟ رويدك!!  , ربما انه كان يحمل الحجر معه "
        لم يستفد الانسان الصحراوي فحسب من طباع الغراب , بل من لونه الاسود الذي يحيّره , و يبحث تفسيرا لعدم الرضى عن السواد خاصة ان السواد يذكر دائما بالليل و اهواله و السواد عكس للابيض المحبوب لديهم لون حليب النوق و الغنم و السكر و الاشياء التي يتفاءلون بها بركة لنفعها و فائدتها و ربما لخلفيتها الاسلامية في  قوله تعالى :ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ( 104 ) ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ( 105 ) يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 106 ) وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ( 107 ) تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ( 108 سورة آل عمران
2/ "لا توكل امانتك كيف لغراب"
اللي ما كحلو ماه اوكيل امانتو " 
يضرب المثل في حفظ الامانة .
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ". 
3/"لغراب اليمشِ مشية لحديّ"
و معناه " الغراب الذي يمشي مشية الحدأة"
و قصة المثل ان الغراب اعجبته مشية الحدأة , فاراد ان يقلدها فاستعصى عليه الامر , و لما اراد ان يرجع لمشيته 
الطبيعية نسيها , فاصبح من المتذبذبين لا من هؤلاء و لا من اولئك.
يضرب المثل للشخص الذي يتخلق باخلاق الغير , فلا يحسن خلقهم و ينسى عاداته و تقاليده الاصلية.
و كل ذلك هو استفادة  للانسان الصحراوي من حركة الغراب ...
4/ " بل امنين ازراقوا الغربان"
و معناه " اين صارت الغربان عصماء"
و هو كناية عن البعد ...
و يقابله قولهم
 "بينهم ما بين السماء و الارض"
"ابعد اعليهم من الثريا"
    ينبهنا المثل الى حقيقة ان الانسان الصحراوي كان على اطلاع بالمحيط حيث يعرف  بالغربان العصم او التي فيها بياض
فلم يكن ابدا معزولا عن العالم , فافريقيا الغربية فيها غربان سوداء فيها بياض , و قد يكون في العنق كما في 
الحجاز كما جاء في حفر بئر زمزم في عهد جد رسول الله عليه وسلّم عبد المطلب بن هاشم , و ربما كذلك انهم قرؤوا عن 
قصة حفر بئر زمزم ... في كتب مثل السيرة النبوية لابن هشام المتوفي 833 م.
و هكذا استفاد الانسان الصحراوي من علّة ان لون الغراب الاسود عندهم و عند غيرهم فيه قليل من البياض.
            كان الاعتقاد في الفأل الحسن عند كثير من الصحراويين منتشر , فلا يحبذون الغراب الوحيد مثلا في سفرهم , ربما  اشارة الى الموت , و هو نوع من التطيّر المحظور في الاسلام  , و ربما  هو متعلق بالثقافة الاسلامية في القصة التي ذكرت في القرآن الكريم ,
قال تعالى" فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَه فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)"
سورة المائدة 
ربما تفسير للقرآن في غير محله القرأن الذي ينهى عن التطير ...
5/ "قاق امع اثرك"
الاستفادة من صوت الحيوان الغراب , الغير محبوب...
يعني المثل التطير و الدعاء على الشخص بان يجد في طريقه النكبات و المشقات ...
        و لأن لم يستفد منه كحيوان للاكل الى انه صالح لاشياء اخرى , اهمها الحكمة التي لم يذكر الله فيها الغراب جزافا
سبحانه , و قد فهم الانسان الصحراوي ذلك المنبع و حفر عنه فأخرج ماء الحكمة الذي سقى بها حياة العقل و الفكر.
         ان تتبع آثار الانسان الصحراوي المـتأمل قد يقدم للانسانية الكثير و الكثير من الاجوبة على كيفية الاستفادة القصوى 
من المحيط كان ما كان , خاصة اذا علمنا ان هذه تجارب مئات السنين...
         و خاصة عندما نعلم ان الانسان الصحراوي رغم علاقته المتسائلة مع المحيط و مع الغراب الا انه يحرم قتله و ينبذ حتى من يرميه بحجر و هو ما يعني حمايته و هو ترك الابواب مفتوحة لكشف اشياء اخرى في الحيوان كما يحدث الان.
         ان ما تقوم به الجمعيات  و المؤسسات اليوم في الحفاظ على النوع , و ما اراده الله و حكمته في الكون  هو ما فهمه الانسان الصحراوي منذ مئات السنين , يعني انه اسس للغد دون ان ندري نحن ذلك ...
و في الختام نقول ان هذا قيض من فيض عن هذا الحيوان الصحراوي , بل العالمي الذي استفاد الاجداد
منه في الامثلة الشعبية التي هي عصارة تفكير الشعوب و جزء من دستورها التي تنظم بها و تسهل اساليب حياتها :
1/صوته...........ذميمة "التطير" بالدعاء على المسافر.
2 /لونه ...........ذميمة "اكل الامانة".
3/ ندرة لونه.....صفة شدة البعد. 
4/طباعه .........صفة عدم الثقة و الشك و الحذر
5/حركته.........ذميمة "التشبه الذميم بالغير"
6/حمايته .......فهم التوازن البيئي في الحفاظ على الانواع لتستفيد منها الاجيال القادمة في ظروف مختلفة.

          و نستخلص من هذا البحث المتواضع اسلوب تفكير الانسان الصحراوي المتمعن  في الاستفادة من الحيوان و ان لم يكن في الاكل و غيره ففي الحكمة التي هي غذاء الروح , و دستور الحياة , يلتقي فيها مع ما اراده الله في تسخيره لهذا الطائر ليعلم ابن آدم حكمة الدفن او مواراة العار و الظّلم .
يقول سبحانه وتعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [الدخان: 38-39]
       لم يكتب الانسان الصحراوي حكمه على ورق جاف يتمزق و يتلف , في بيئة قاسية و انسان رحال , بل حطها على بيئته و الصقها ملموسة في طائر يحلق بها بين يديه  كل حين , و وفر له الحماية في منع قتله و تخويفه  كي تبقى قريبة منه  تلك الانوار المشعة.
      انعاش الحياة الصّحراوية و اعطاء لكل شيئ في بيئته قيمة روحية , و اشراكه في حياته و مد حبل الوصال له , و تبادل المنافع معه.
      ان ذلك التفكير يقودنا الى الحقيقة المهمة , ان الله لم يخلق شيئا عبثا , و لكل شيئ مراد ,  ان لم ندركه , يدركه غيرنا ,       و الاحوط ان نمشي على خطط   وخطى  الاجداد في حل مشاكل الحياة بحكمة و عقل و تبصر , و هذا جزء يسير من كنوز الثقافة الصحراوية العامرة بالابداع الفكري العميق , الذي يلزمنا ان نبني على اسسه و  قواعده لا ان نبدأ كل شيئ من جديد , فتلك غباوة و حماقة و هدر للوقت و الجهد .
     و بالمناسبة يظل المثقف الصحراوي يتحمل كل الثقل و المسؤولية في استخراج جواهر الفكر الانسان الصحراوي, لا يتركه
على جناحي طائر يحط و يرحل به اين يريد , و يعطيه القيمة و يثمنه و يعلبه في احسن قالب ليقدمه بضاعة تسوق للعالم ,تميزنا و هويتنا و انتماءنا.







القدس...


ايّها القدس المتترّس في مهابة...
لا تزال تحمل للاسلام شهابه...
وجهه الرجوليّ , لحيته , شنابه...
جرابه ,قربته , زاده , شرابه...
شامة خده , صرخة شبابه... 
فمه الدّامي انت
في الفم انت
سنّه انت نابه...
انت من يقاتل
انت من يجابه...
وحدك من يغالب
رغم كثر صحابه...
وجه الاسلام انت
انت ستره و حجابه...

كلهم يا قدس يعزي
كأن المصاب ليس مصابه؟
كلهم يا قدس يغني
و فأس الخراب تهدم بابه!!!


مجلة النجم

  مجلة النجم