يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

السبت، 29 فبراير 2020

المغرب يتسبب في صراع اسباني-اسباني


تسببت الاغراءات المغربية لرجال الاعمال الاسبان بالاستثمار في المغرب، في الثراء الفاحش والتهرب الضريبي وتهريب السيولة البنكية من المصارف والبنوك الاسبانية لتمويل المشاريع وصرف مرتبات العمال في المغرب وبالتالي خسارة كبيرة لليد العاملة الاسبانية ومنافسة غير متعادلة بسبب قيمة التكاليف بين الانتاج في المغرب وداخل الاراضي الاسبانية، وصارت البضائع التي شاهدنا رأس جبل الجليد منها في الغضب الذي ينتشر في المزارعين الاسبان في الاندلس من افراغ الشاحنات القادمة من المغرب نحو اسبانيا الذين خسروا على الدوام ليس بسبب الانتاج المغربي بل بسبب التجار والطبقة الاسبانية المتمصلحة في المغرب وتوريط راس المال الاسباني. وفي هذه الحالة أدت هذه السياسات الخبيثة اضافة الى التهديد ب
1/”المخدرات”
2/”موجات الهجرة”
3/”الارهاب”
الى اضافة عاملان جديدان وهما نشوب:
4/”صراع اسباني-اسباني” : وما تتبعنا من الاحتجاجات في الاندلس على البضائع القادمة من المغرب هو فقط ما ظهر في الزراعة وقس على ذلك بقية القطاعات .
5/”تهريب رأس المال/العملة” : خاصة في زمن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، حيث ان هناك نزيف حاد في السيولة بسبب تمرير الاموال الى المغرب لصرف الرواتب وتشغيل الاستثمارات.
ان المغرب يزيد من التحكم المستمر برقاب المستثمر ورجل الاعمال الاسباني صاحب المال والشركات في مجتمع وبنية اقتصادية رأس مالية.
وهي سياسات ضد التوجه العام للناخب الاسباني ومن يتابع الحكومة الاسبانية وهي تبارك تلك السياسات الخبيثة وتحمي وتشارك في احكام استسلام اسبانيا للضغوط المغربية، يعرف معنى كلمات وزيرة الخارجية التي عملت طويلا تحت امرة رجل اعمال فرنسي بعيدة عن روح الشعب الاسباني ودافع الضرائب الاسباني.
ان المال الاسباني الذي يفرغ من اسبانيا في اتجاه المغرب يؤكد مدى الضغوط التي تمارسها الآلة المغربية على الساسة الاسبان الذين يتحولوا تلقائيا الى رجال أعمال وكونزالس لا يزال حيا كمثال.
لوبيات تخدم فقط مصالحها الخاصة التي تتقاطع مع اجندات ثبات الملكية في المغرب وما عبر عنه الرئيس الجزائري تبون لم بأت من فراغ.

الخميس، 27 فبراير 2020

عندما يتحوّلُ الألمُ الى أغنيةٍ...


كنتُ أحاولُ أن اجمع أجمل ما تعلمتُ من ْكلماتٍ من عباراتٍ والفاظٍ رطبةٍ أبلُّ بها فمك الساخن الذي ملَّ الكلام والصّراخ، فما عساك تقول بعد أربع وأربعين، كبرت يا وطني الحبيب وتجذرت طلحتك وتضخمت ساقها، الفروع تضاعفت ورائحة النّوار العبقة تفوح وتتناثر وكرياتها الصفراء الخفيفة الرقيقة هنا وهناك، وأينما حطتها من على جناحها النسمات.
أيّها الوطن الذي اخترنا لك اسماً مباركاً كما تنتقى أسماؤنا بعد نقعها عيداناً في الحليب، بدأناه "بسم الله وبعونٍ من الله"، اسماً بوسمٍ عربي ٍيليق بفروسية العروبة وبخصال سيد العرب والعجم صلى الله عليه وسلم وما تحمل في بطنها وينطبع على جبينها من صفات الفاتحين المسلمين العرب الاماجد، الذين نشروا روح الحرية وعبادة الواحد القهّار، وقهروا عبادة الانسان لأخيه الإنسان وتأليهه، المساواة تتربع في الاسم كجلساتنا الصحراوية العريضة التي تغوص بنا وسط الكثبان والرمال النّقية الطّاهرة، تحتضننا كما تحتضن البحار زوارق الصّيادين ومراكبهم.
بالرصاص والزغاريد وكلمات قليلة في ليلة شتوية باردة، كانت القلوب فيها مشتعلة نارا وحمية وحماسا، وليالي الميلاد ومخاضه يا لها من ليالٍ، عصيبةٍ وصعبةٍ وعسيرةٍ، لأنها انبعاثُ حياةٍ بصرخةٍ لمولودٍ.
اليوم من لا يعرف هذا الاسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ومن لا يعرف العلم الذي عجزنا عن إحصاء القريات الاسبانية التي احتفلت معنا بهذا اليوم، التي تزينت به واجهات البلديات رغم المطر والرياح وتبدلات الطقس التي يمتاز بها نهاية شهر فبراير من جو متقلب شاتٍ.
وعلى غرار القريات احتفت المدن المتوسطة والكبرى في بلد باعت حكوماته الأرض والشعب، وخانت سنوات من التعايش والتعارف والجوار،اليوم تحتفل معنا كل اسبانيا بدولتنا التي أصبحت حقيقة لا رجعة لها ولا هروب عن استمرارها فهي هويتنا واسمنا.
لا تزال تتكشف يوما بعد يوم حجم المؤامرات التي حيكت ضد شعبنا من اجل القضاء عليه في المهد ولكن إصرار شعبنا ونضاله الدؤوب وتضحيات شهدائنا حولت الضعف الى قوة والثلة التي اريد ان تكون لاجئين بؤساء، صارت قلعة صمود ابهرت الصديق قبل العدو وكانت الآلام تتحول الى أغانٍ والمعارك التي يسقط فيها الشهيد، ثأر لا يموت ومغانم ومؤن ورصيد من القوة والإصرار على النصر.

الأربعاء، 26 فبراير 2020

الدبلوماسية الجزائرية أعادها وعي الشعب الجزائري والمغرب تعيده فرنسا اليها...

تتجه اليوم زيارات من وإلى الجزائر من السعوديين والقطريين و"رزم الخليج"، التي تشبه "حزم التطبيقات" التي تقدمها شركات الهاتف، التي تنتهي تلقائيا بانتهاء موسم الموضات، موضة العراق وموضة سوريا التي تداخلت مع موسم اليمن ثم السوق الليبي فالقوم لهم من قديم الزمان أسواق عكاظ للعبادة والتجارة.
تلك الزيارات نتمنى الا تشبه أيام الحج والعمرة ورجم الشيطان التي قام بها بشار الأسد الى السعودية وأحضان القرن السابق و"قفة الخليج" وبهرجة الورود التي تراقصت لها وغنت ابواق "الطفرة الإعلامية" الخليجية آنذاك بالوحدة العربية ومجد الشام والحجاز.
كان حافظ الأسد حافظا لدروسه وفاهما لها، بينما كان بشار يحلم بالبشارة ولو كان يعلم أن اليد التي تمد اليه انما هي ذراع منشار ومقبض مطرقة وأن من يجالسهم انما هم روبوتات تحركهم المصالح الاستعمارية بالريموت كونترول وأن الاصنام أيضا تطور نفسها للعن الايدي وتف على الوجوه وتأبط فأس إبراهيم عليه السلام في كل زياراته.
اليوم يصرح الرئيس الجزائري مع "القزم الصغير" في قطر
في أن هناك "توافق تام" بين الجزائر وقطر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
كيف يمكن ذلك و"قناة الجزيرة" التي تتبع لقطر في تحد ووقاحة لاتزال تضع خريطة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ضمن الحدود المغربية، انه اختلاق قطري مخالف لخريطة إفريقيا ولما تتبناه أوروبا والأمم المتحدة والقانون الدولي واختلاف كبير في الرؤية للوضع الإقليمي.
وسيتجه الرئيس الجزائري الى الرياض بعد الزيارة المسبقة للقطري للجزائر، السعودية التي لم يجد أميرها وفتاها ومفتيها سلمان في زمن الحجر على زياراته ومجافاتها أيام كان دم المنشار لم يجف الا الجزائر التي تعاملت مع الامر من وجهة نظر القانون والعلاقات بين الدول التي يمكن ان تبعث أي رجل سياسي الى بلد آخر وعلى الدول أحبت ام كرهت استقباله خاصة في قضية تعني أهلها ليس للجزائر دخلا فيها في حين اعتذرت الرباط والكثير من الدول وهو ما يحمد للجزائر في التعامل الدبلوماسي.
زيارة مشبوهة لقطر التوقيت في فن السياسة له قراءته وله معناه، ترى أي رسالة ستحمل الجزائر من قطر الى السعودية، وهل سيكون لثلاثة أيام من الزيارة معنى آخر؟
علاقة بقضيتنا فالسعودية ستحتضن القمة الافريقية، وللجزائر بوزنها في افريقيا ما تضع وما ترفع، إفريقيا التي يتجه اليها المغرب بإيعاز من وكيلة أعماله فرنسا التي بدأت تعيش نوعا من فقدان القوة والسند بعد خروج بريطانيا المزلزل من الاتحاد الأوروبي وان خففت من وقعه الآلة الإعلامية الأوروبية، الا ان الخوف يسيطر على القرارات واللهجة المنفعلة في التعامل مع الأمور، تصريح وزيرة الخارجية الاسبانية الحاد في قضية الصحراء الغربية هو جزء من تلك الظلال والهستيريا التي تخيم على ما بقى من وقت لوحدة الاتحاد الأوروبي والرعب من اختلال التوازن الذي من حتمية الأمور وبديهياتها أن يحدث وقضيته معلقة على حساب من سيكون ومن سيغرق ليطفو اخاه؟
فكل يحاول أن يتموقع بالوزن الذي يليق به ويتشبث بالآخر فالبحث عن التلاحم الكبير بين اسبانيا وفرنسا ومجموعتهما التي اصبحت أكثر حذرا من انفلات عقد أوروبا وبالتالي محاولة الاحتفاظ بالمغرب الى جانبهما وتقوية الكتلة هو سيف ذو حدين حيث سيجعل المانيا وجوارها ينتهج ردة فعل معاكسة لذلك الجهد كما انه سيعجل
من زيادة عزلة المغرب عن الآخرين.
المغرب الذي بدأ باحتلال الصحراء الغربية بالمال الذي يحلب من السعودية مقابل تسويق العداء الجزائري-السعودي ثم لاحقا الخليجي انتهى، واشراك الاشقاء في موريتانيا في حرب ظالمة فشل فشلا ذريعا بوحدة الشعبين واعتراف الشعب الموريتاني والدولة الموريتانية بدولة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وحرية الشعب الصحراوي.
الجزائر اليوم تتجه الى السعودية برغبة السعوديين، والخليج بكل دوله تحج الى الجزائر، والازمة الليبية ستحل بعد حلولها في الجزائر والليبيون أهلها يتجهون كلهم الى الجزائر، الحليف الموثوق.
ورغم عدم ثقتنا في أصنام الخليج الا ان الأيام اثبتت أن الشعب الجزائري الذي صفق لفوز الفريق الفلسطيني على فريقه في استاد الجزائر لن يبيع لا فلسطين ولا الجزائر ولا الشعب الصحراوي، والشعب الجزائري هو الرهان الحقيقي وهو الكتلة الصلبة التي وقفت أمام الحلف الاستعماري الناتو وليس فرنسا وحدها من قاتل وستعود القيادة الجزائرية الى دورها الحقيقي بفضل ذلكم الشعب الابي.وستبقى فرنسا في القارة بسبب الملك المغربي واشباهه وشعب مغربي مستسلم.

الأحد، 9 فبراير 2020

تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على القضية الصحراوية الجزء الثاني "النفوذ الدولي

               في كثير من الاحيان يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يأتي بسبب هذه النقاط الثماني،التي حسب استطلاعات رأي بريطانية انها كنت وراء نجاح حملة الخروج : 




1- التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين.

2- الخوف من الإرهاب.

3- التوفير المالي للصحة والتعليم.

4- وعود بالازدهار.

5- التجارة الحرة.

6- النفوذ الدولي.

7- الكلمة الأولى للتشريعات الوطنية.

8- المخاوف من انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.

وبالنظر  لارتباط العالم بقضية العولمة، وتأثير أي حدث على الساحة الدولية فبديهيا انه سيشملنا ذلك التأثير كباقي دول وشعوب العالم ولن نكون استثناءا ابدا.
وفي محاولة ابداء الرأي بالنظر الى تأثير هذا الحدث على قضيتنا، وقد عالجنا قضية الفراغ الذي سيحدث في البرلمان الاوروبي وارتباط ذلك بقضيتنا في الجزء الاول.
سنناقش اليوم تأثير  النقطة السادسة من البنود السابقة وهي "النفوذ الدولي".
 وهنا نذكر ان بريطانيا بخروجها سوف تجد الكثير من الحرية في عقد الصفقات والاتفاقيات التي تخدم شعبها واقتصادها خاصة مع الدول الناطقة باللغة الانجليزية وهي في الغالب كانت مستعمرات بريطانيا او لا زالت تتبع للمملكة البريطانية.
ونخص بالذكر الولايات المتحدة الامريكية والصين والهند وكذا استراليا وكندا وجنوب افريقيا والدول المجاورة لها وبعض الدول هنا وهناك.
ان وضع المثقال البريطاني  في كفة أي جهة سيغير لا محالة في التوازن الدولي مما سيؤدي حتما الى تغيرات جادة وحادة في العالم وخاصة عندما نعرف تلك العلاقات التاريخية الوطيدة مع الولايات المتحدة الامريكية والتي عبر عنها ترامب بقوله: "ان اسوأ قرار اتخذته بريطانيا في تاريخها هو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي" وهي مغازلة مبطنة بل وواضحة للفرح الامريكي بإضعاف الاتحاد الاوروبي بل واحتمال عودة بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية الى احضان بعضهما ،في ضوء مطالبة الولايات المتحدة من الاوروبيين بدفع حصص اكثر في حلف الناتو والرد من فرنسا في مطالبة ماكرون باعداد جيش اوروبي،
 وعلى مستويات اخرى نجد مطالبة المانية بكرسي في مجلس الامن الدولي للاتحاد الاوروبي كله بدل فرنسا وحدها الشيء الذي يبين ان نقطة مركز القوة في الاتحاد الاوروبي بدأت تتأرجح لاحداث التوازن الذي حتما يمر باختلال كبير ولم يستقر  الا بخسارة محور القوة الذي سيقترب ويمر  بالقرب من المانيا اكثر من ذي قبل .
ان خروج بريطانيا بلا شك اسوأ وأعنف هزة في صف الاتحاد الاوروبي وان حاول الاعلام الاوروبي تخفيف الهزة في الجانب الاعلامي فان الجانب الجيوسياسي والاقتصادي والتجاري سيكون تأثيره محسوس بانعكاساته التي ستكون مدوية على الميزان التجاري والاقتصادي وعلى مناطق النفوذ.
                الصراع سيكون على اشده على مناطق النزاع ونخص هنا المستعمرات، وبالدرجة الاولى افريقيا بمواردها الواعدة الكبيرة  التي تلهث كل الدول الكبرى الى عقد الصفقات معها وستبدأ بريطانيا رحلة جديدة مع افريقيا وهي خارج الاتحاد الاوروبي وخارج قيوده.
النفوذ الفرنسي  الذي يعتمد عليه المغرب هو أول من سيتأثر خاصة ان الاتحاد الاوروبي كان سندا قويا له بوجود بريطانيا فيه، على الاقل الحد من قدرة بريطانيا في توسيع الاتفاقيات مع افريقيا بسبب قيود الاتحاد الاوروبي.
جنوب افريقيا كأكبر دولة التي ستستلم رئاسة الاتحاد ومصر واثيوبيا وغيرها من دول الغرب الافريقي الناطقة عموما باللغة الانجليزية  وحتى النفور من روح المستعمر الفرنسي في الجزائر وتونس وغيرهما سيحسر التأثير الفرنسي كثيرا الذي يعتمد على مص ثروات المستعمرات الافريقية بطرق عفا عنها الزمن ولم تعد مستساغة خاصة بوجود تماسيح اخرى منافسة كالولايات المتحدة والصين وحتى اليابان وتركيا...وغيرها
               في نظرنا المتواضع ان الصراع سيحتد اكثر على المستعمرات التي لم تتم تصفيتها اكثر من ذي قبل ومن بينها "الصحراء الغربية" التي نرى اليوم المغرب مدعوما بفرنسا يتخبط يسابق الزمن من اجل  ايجاد شرعية بأي طريقة مرة بشراء لافارقة مساكين أو حتى ببيع القضية الفلسطينية وقايضتها مع اسرائيل في بهرجة اعلامية رخيصة ومحاولة تغيير واقع وخلط الاوراق في فضاءات الصراع العالمي على المياه البحرية وغيرها من اجل ايجاد واقع جديد خارج مقررات الامم المتحدة ووجود الصحراء الغربية في دائرة تصفية الاستعمار  معيار النفوذ نجد تجلياته واضحة في رسم الحدود البحرية بشكل فجائي بعد التأكد الفعلي من خروج بريطانيا.
        ان الضغط في مجلس الامن سيزداد خاصة اذا عرفنا ان بريطانيا من الدول التي تؤمن بحرية ديمقراطية الصندوق وعدالة الاستفتاءات، فقد اجرت استفتاء من اجل خروج اسكوتلاندا او بقاءها وحسمت ببقائها. ثم تم التصويت المثير للجدل من الشعب البريطاني على الخروج من الاتحاد الاوربي او البقاء ضمنه وكانت النتيجة بخروج بريطانيا.
         ان المانيا لن تتأثر كثيرا بقضية الصحراء الغربية لان اغلب سوقها هو مع الاتحاد الاوروبي نفسه، ونتوقع ان تشهد المرحلة القادمة تأثيرات كبيرة في الدفع  بالاستفتاء والحل الاممي خاصة ان بريطانيا خرجت من الاتحاد الاوروبي من حبل المسبحة الذي تستغله فرنسا الى اقصى الحدود.
وحتى نكن منصفين فالاستفتاء لن تقبله فرنسا بتاتا لانه سيؤدي حتما الى استقلال الشعب الصحراوي، الذي سيكون كما هو لا يهادن ولا يبيع سيادته ابدا ،مما سيكون له تأثيرات على الطبقات الحاكمة الفرنسية التي تحكم بحكم الحال  الرباط، مما يجعلنا ننتبه ونستعد للاسوأ وهو بقاء الحال على ماهو عليه، الشيء الذي رفضه شعبنا تماما و اختار مواصلة الكفاح المسلح، في مؤتمره الاخير بالاجماع.





















الأربعاء، 5 فبراير 2020

تأثير خروج بريطانيا على القضية الصحراوية:

الجزء الاول: البرلمان الاوروبي.
لا يمكن لأي كان ان يجحد تأثير فيروس "كرونا" على العالم وهو يشاهده يدفع بسعر برميل النفط الى الهبوط، فقد سجلت أسعار خام برنت خسائر خلال الأسبوع الماضي، زادت على 4%، وأغلقت عند 58.16 دولارا للبرميل.
أما عقود الخام الأميركي فبلغت خسائرها نحو 5% وأغلقت عند 51.56 دولارا للبرميل.
ويسحب نفس تأثير العولمة هذا على أي حدث في العالم ذي بال لقد صار العالم كما يقال قرية.
و سياسيا ما يطرأ على الساحة الأوربية من تغييرات في خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يعتبر حدثا سيؤثر لا محالة على التوازنات الدولية الكبرى.
وتتبارى الاقلام والقنوات والاعلام في تحليل آثار ذلك الخروج على المدى القريب والبعيد على حد سواء، وكل يحاول ان ينظر الى الامر من زاويته هو وبمنظاره الخاص، متخذا اعلامه سلاحا للدفاع عن سداد رؤيته وحتى عن امنياته وتوقعاته وللتأثير على معنويات الآخرين واضعين في الحسبان تلك الأهمية البالغة التأثير في تكوين الرأي وتوجيهه .
ولن نغوص في ذلك الصراع المتعدد والمركب اقتصاديا وسياسيا وتجاريا واجتماعيا ...وهلمجر
لأن مايهمنا هو تأثير كل ذلك على القضية الصحراوية فالقرارات التي تخص قضيتنا في الساحة الاوروبية يتم التصويت عليها من قبل البرلمان الاوروبي الذي طرأ عليه تغييرا كبيرا بخروج بريطانيا من ذلك الاتحاد.
فعلى "مستوى البرلمان الاوروبي سيختفي 73 صوتا هو عدد مقاعد بريطانيا في الاتحاد الاوروبي, إذ ستغادر المملكة المتحدة جميع المؤسسات والكيانات السياسية في الاتحاد الأوروبي".
رغم "ان المملكة المتحدة ستستمر في اتباع قواعد الاتحاد الأوروبي، خلال الفترة الانتقالية، وستحتفظ محكمة العدل الأوروبية بحق الفصل في النزاعات القانونية".
ذلك العدد الذي خرج سيزيد نسبة التأثير الاسباني والفرنسي على أي تصويت في البرلمان من ناحية العدد خاصة عندما نضع في الحسبان ان المغرب مؤخرا لوى ذراع البرلمان الاوروبي في مصلحته حيث صادق البرلمان الاوروبي في مخالفة صارخة للمحكمة العليا الاوروبية على دمج المياه الصحراوية في قضية الصيد البحري وهو ما سيزيد الصعوبة علينا كثيرا.
ان هذا الخلل الكبير في ميزان القوى لصالح المغرب لا بد من ان يكون لنا كصحراويين ماكنيزمات وخطط لتغيير ذلك التوازن خاصة ان اغلب المرشحين في البرلمان الاسباني في حملاتهم يكونون مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ويتبنون القانون الانساني والدولي ايام الانتخابات ولكن حين يصلون الى الاتحاد الاوروبي للتصويت يسلكون سلوك حزبهم ويرمون كل تلك المبادئ والقيم والتعهدات خلفهم ويلبسون اقنعة جديدة، وربما فتحوا حسابات خاصة لبيع الاصوات
ثم يعودون لاحقا الى مزاولة نفس الخداع والاساليب الدنيئة.
أمام هذا الوضع الجديد سيكون على عاتق النخبة الصحراوية والمجتمع الصحراوي في اسبانيا وغيرها من الدول الاوروبية وعلى الساسة الصحراويين وكل تلك القوى مجتمعة المسؤولية الثقيلة والعمل المضاعف والبحث عن الحلول والأفكار وان يجدوا في البحث عن
المثقال الذي يوازنوا به هذا التغير الخطير في كفات الميزان.
ان العمل الذي ينتظر النخبة والمسؤولين الصحراويين والمجتمع المدني الصحراوي جسيم ولابد بل يجب ان يتضاعف مرات ومرات فوق ما كان عليه .
يتبع....

مجلة النجم

  مجلة النجم