يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الخميس، 27 أغسطس 2015

كن رمادا...



إسأل السّحاب...
 إسأل المطر ...
إسأل القطر...
إسأل الرّذاذ ...
إسأل الضّباب...
لم تسقي السّهول...
 لم تسقي الهضاب...؟؟
 و اسأل الثّلوج ماؤها العباب لم منها  ذاب...؟
إسأل الجبال ...
إسأل التّلال...
 إسأل الهضاب...
 كيف تَرْفَعُ عاليا ...؟؟
لَمْ تسأل الانساب ...
و لَمْ تسأل الاحساب ...
 لَمْ تسأل الرّفيع ...
و  لَمْ تسأل الوضيع...
 لَمْ تسأل الابواب ....
و  لَمْ تسأل الاعتاب...
هاتِ  للحياة ...!!
و يوم يأتي الانسحاب...
دع  اثرًا...
صِرْ فحمًا...
صِرْ  رمادًا... 
و اللبيب طبعا يدري
  كيف كنتَ...
نارًا انتَ...
 و كيف كان الالتهاب...!!!

الحرية قيمة يستحقها الاحرار



هناك مثل يقول : عندما تفتح شباك القفص للعصفور الذي وفرت له الماء و الحب , فأنه سيطلق في الفضاء الرحب و لن يعود اليك
و ببساطة لانه يعلم ان الحرية اغلى من الخبز.
يستوقفني هذا المثل بشواهده و شخوصه على الانسان الذي يعيش على فطرته , الانسان الذي لا يحتمل الظلم مهما قدم له من اغراءات , على ان لا يجبر على ما لا يحب ,
و من الروايات الغريبة امر وزير فارسي لم يقبل بدخول الاسلام عنوة , رغم اقتناعه به ,
لما أتى بالهرمزان أسيراً إلى عمر بن الخطاب .
 قيل له : يا أمير المؤمنين ، هذا زعيم العجم وصاحب رستم . 
فقال له عمر  : أعرض عليك الإسلام نصحاً لك في عاجلك وآجلك . 
قال : يا أمير المؤمنين ، إنما أعتقد ما أنا عليه ، ولا أرغب في الإسلام رهبة . 
فدعا له عمر  بالسيف ، فلما هم بقتله ، قال : يا أمير المؤمنين ، شربة ماء أفضل من قتلي على ظمأ . 
فأمر له عمر بشربة ماء ، فلما أخذها قال له : أنا آمن حتى أشربها ؟
قال : نعم ، فرمي بها وقال : الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج . 
قال : صدقت ، لك التوقف عنك وأنظر في أمرك ، ارفعوا عنه السيف .
فلما رفع عنه قال : الآن يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله وما جاء به حق من عنده . 
قال عمر  : أسلمت خير إسلام ، فلما أخرك ؟
قال : كرهت أن يظن أني إنما أسلمت جزعاً من السيف ، وإيثاراً لدينه بالرهبة . 
فقال عمر  : إن لأهل فارس عقولاً بها استحقوا ما كانوا فيه من الملك ، ثم أمر به أن يبر ويكرم .
 و اتوقف عند شعوب لا تزال رغم مستوى المعيشة المرتفع كالباسكيين و الكاتوليين
الا انهم يريدون ان يصيروا دولا حرة او على الاقل ان يعطى لهم حرية الاختيار..
اتساءل  اين نحن من تلك الدماء التي سالت من اجل غاية كبرى هي ان نعيش احرارا على بطاح اوطاننا 
و اين نحن ممن يقدم رقبته راكعا ذليلا مهانا ليصير عبدا لمذليه و ناهبي و مغتصبي ارضه ؟

مرونة الحديد...


اتعرف لمذا توضع في السقوف الخرسانية قضبان الحديد...؟
ليس السر زيادة الصلابة ابدا !!!
بل الحكمة هي مقاومة الفشل المتوقع دائما و الانكسار ل "القساوة"...
انه من اجل الانتقال الى الخيار الثاني الاكثر امانا "المرونة".
انطر حتى خواص الاشياء المادية تعلمنا التمطط , التمدد , الحركة , الليونة , القدرة على "امتصاص الضغوط" نعم "الصبر"...
لنتعلم من الطبيعة القدرة على مقاومة قوى : الكسر و الطرق و الصدم و كل مجهود يؤدي الى الهرس و الصدع...
بقليل من "المرونة" التى هي القدرة على مد مساحات في النفس و الروح و التشكل من جديد و الانتقال الى وضعيات 
اخرى تعطينا مناعة اكثر و اطول...
هي تعلمنا صنع و انتاج البدائل...
و هيهات لقساة القلوب و الظلُّام ان يلين جانبهم , مهما لنّا لهم لا يزدادون الا فظاظة لان خامتهم "حجر",,,
قال تعالى : "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من
الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما
يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون " الآية 74 من سورة البقرة
مرونة الحديد مهمة و تفيد فقط اذا كانت داخل خلطة اسمنتية صلبة و تؤمن ان نعيش تحت سقف آمن و قوي ,
و هنا يجب الانتباه الى ان الترميم و التجديد مهم بل ضروري لاستمرار البناء قوي ,
الصدأ و امور الصيانة لا تخفى علينا جميعا...و الابنية تتجدد لها مواد جديدة حبذا لو اخذنا منها
اننا نعيش في عالم يتطور و يتحرك , و يهتز , يستحسن ان نكون ممن يحركه من ان ننتظر من يغيرنا.

قل كلاما...


قل كلاما كالعبرات ساخنا مالحا غاليا و شفافا...
قسمه كما شئت فقرات
حبات مسبحة تقرع عليها 
التسبيحات و التهليلات و التكبيرات...
كلاما مباركا و مفيدا تنال به اعلى الدرجات...
و انفع بالفكرة
ماينفع العطر ان بقى في قنيناته...
صب الكلام في مجرياته في قنواته في محلاته...
انطر الى الوادي ان طغى الماء فيه , تعرف عقباته...
و الدم ان خرج عن شرايينه , ما مسبباته...
الكلمة اليوم خنجر و موس حلاقة اخذر شفراته...
و الكلام يظل حقن...
ان زادت جرعاته ؟؟
ان قلت جرعاته؟؟
المهم مدلولاته , تاملاته و الاهم مفعولاته...

نحن نعيش الماضي...





عندما تنظر في المرآة و ترى صورتك , انك ليست صورتك في تلك اللحظة بل قبل ذلك نعم بعد سفرها الى سطح المرآة و انعكاسها اليك في سفر آخر الى عينيك , ان صورتك في المرآة من الماضي و ليس الحاضر ابدا ... انه و لا شك وقت قصير و برهة و لحظة عدها ستجدها ثوان او اجزاء من الثواني سمها ما شئت ستجدها في كل الاحوال وقت و زمن ...انه الماضي و ليس الحاضر... هكذا مع النجوم البعيدة الجميلة اننا لا نراها على حقيقتها الآن بل نري آثارها فقط !!!كم نحن مخدوعون بقدراتنا و حواسنا و بالعالم الذي حولنا او قل بالعالم القديم الذي نرى حولنا ... اننا كل يوم نرى عظمة الخالق و ضعفنا و علمه و جهلنا و آياته التي تدل عليه سبحانه و ان قدرته لا حدود لها قال تعالى :  {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}...

نحن ملح الارض!


سنبقى نعم سنبقى اقوياء ...نحن ملح الارض!!!
هل زرت سبخة هل رايت انه مهما ارتفعت درجة الحرارة نتكلس و نتحول الى صخور صلدة ...
لا يغرنك شكلنا من الخارج ابدا ...
احفر في الداخل هناك قوتنا و تبلورنا و جمالنا نحن ملح الارض انقياء اللون بيض القلوب و طعمنا مركزا و لكن تمهل و احذر اذا اكثرت في استغلالنا و تحويلنا الى غنيمة ستتحول انت الى ضحية ...!!!
هل تعرف عمر الملح في الارض ؟؟؟ 
هل تعرف كم من الغزاة مات بسبب طعم الملح و لونه اللامع البراق ؟؟؟ 
و هل تعرف ان طبقات الملح تتجدد ...؟؟؟ و لن تفنى ابدا؟؟؟
نحن مثلها تماما سنبقى نتجدد و نتحجر و نقوى نحن الصحراويون ملح الارض الى ان يرث الله الارض و من عليها...

عشقت القلاع ..




دعني من ذاك الصّداع...
من محرّكات الصّراع ...
من ذاع و شاع...
و لسان لعلاع...
بذور الآلام...
قطاف الاوجاع...
من مسكنات تباع...
من سقط المتاع...
كرهت الشجار
بغضت النزاع...
و كلمات تهوى بنا
للقعر ...للقاع...
اشتاق زين الطباع...
من اناس رفاع...
مللت تمزيق الرياح ضعيف الشراع...
وددت الثّبّات عشقت القلاع.

مجلة النجم

  مجلة النجم