يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الخميس، 27 أبريل 2017

الكركرات الوجه الآخر...

تعتبر عهدة بان كيمون من اسخن الفترات في القضية الصحراوية حيث ختمت بالزيارة التاريخية التي نجمت عن احداث يعرفها الجميع في وضع المغرب المتاريس امام جهود الامين العام  وعمل ممثليه  وخاصة ممثله الخاص السيد كريستوفر روس وشل فعالية مهمة المينورصو ومحاولة افراغها من محتواها. 
              واتخذ المغرب جانب الحيل التي كانت تخطط من باريس في مكر مركب من الجانبين بدعم اسباني متواصل ,حيث عمد النظام المخزني الى محاولة شخصنة القضية الصحراوية وتحويل مهمة البعثة الى مهمة اشخاص يرضى عنهم متى دخلوا تحت اجندته ويتم شيطنتهم في حالة تأدية مهامهم بشكل منصف او عادي  ,وحتى ان المغرب نفسه كان من من يدعم ماليا البعثة في سابقة  ليظل هو الحكم والضحية في آن واحد , ويلقي الضوء على اهمية بعثة المينورصو لدى المغرب  التي يراد ان تبقى البعثة حامية وحارسة للوضع الراهن والابقاء على ماهو عليه واللعب على اطالة امد النزاع...
         وتكشف الكثير من الوثائق والتسريبات العمل المتواصل من ضخ المال في جيوب الفاعلين في مجلس الامن وبعثة المينورصو وفضائح الرشاوى التي تزكم الانوف...
      غير ان فرنسا ونظام المخزن كانا يخططان الى ما بعد بان كيمون أي الامين العام الجديد والذي صار اليوم  السيد غوتيريس من البرتغال الجار الذي تحسب دولته على القبة الفرنسية...
       كان على المغرب تهيئة الارضية امام الامين العام الجديد لتضييع الوقت في مأموريته الجديدة  ووضع مزيد من المتاريس والعوائق التي عليه ازالتها واحدا واحدا للوصول في الاخير الى نهاية مأمورية فارغة من أي حل للقضية الصحراوية ,ليرحل هو ايضا كسابقيه و يبقى الوضع كما هو عليه ,اطالة الاحتلال واستمرار معاناة الشعب الصحراوي في اللجوء والشتات  وتحت حذاء القمع في المناطق المحتلة واستمرار النهب للثروات الصحراوية  التي هي الشريان الذي يضخ الدم والحياة في جسم المملكة المتهلهل وسبب قدومها اصلا...
      ياتي المتراس الاول هو تخويف الامين العام الجديد وتكريس حدود و سقف لعمله حيث اعتبر ان كلمة "احتلال" هي سقف ممنوع الوصول له رغم ان كلمة الاحتلال هي ابسط من الاستعمار نفسه الذي هو مثبت في اجندة الامم المتحدة كقضية تصفية استعمار.
       وياتي المتراس الثاني وهو قبول باقي اعضاء بعثة المنورصو في ايهاما للامين العام ولمجلس الامن ان المخزن يقدم التنازلات للامين العام  في حين انه انما يتراجع عن انتهاكه السافر لقرارات مجلس الامن دون عقاب ودون انذار في سابقة خطيرة قد ينتهجها أي محتل في التمادي و التعالي على سياسات مجلس الامن ...
       ثم ياتي العائق الثالث وهو قضية الكركرات حيث عمد المغرب الى انتهاك وقف اطلاق النار نفسه ,كأول بند في خطة التسوية الاممية.
الذي بدأ المغرب امس يتراجع عنها في بهرجة اعلامية ومباركة من فرنسا واسبانيا اللتان  كشفتا انفسهما في مشاركتهما في تلك الخطط التي تعمل على عرقلة حلول للقضية الصحراوية حيث تعمل فرنسا مكشوفة الراس في مجلس الامن على الدفاع عن النظام المخزني بكل شراسة بينما تستغل المملكة الاسبانية في تثبيط اي عمل برغم وجود ضغوط حزبية وشعبية ضد تلك السياسة ,حيث  ان مامورية اسبانيا الاخيرة لمجلس الامن لم تطلب أي اجتماع يخص القضية الصحراوية وتم في عهدتها تجاهل القضية الصحراوية بالكامل رغم سخونة الملف و تتالي الاحداث وان اسبانيا معنية بالقضية في الماضي والحاضر وحتى في المستقبل تاريخيا و جغرافيا و شعبيا...
       إن القرار الذي اتخذه الامين العام الجديد في سحب اي تواجد عسكري في منطقة الكركرات تطرح تساؤلات كثيرة حول المامورية الجديدة للامين العام البرتغالي الجديد ويعتبر الكثير من المحللين أن التصريحات الاخيرة له في زيارته لمصر حيث عبر ان حل الدولتين الذي كان موجودا بين الصهاينة والفلسطينيين  دليل على روح ضعيفة تصلح لتسيير الادارة و ليس لتغيير الواقع العالمي وتقديم الحلول وان افقه سيظل محدودا  وصغيرا وبحماس وطموح  خامدين ان لم تحصل معجزة .
    إن العالم يبحث عن من يغير الواقع المر لا من يترك السفينة تغوص والثغرات تتسع والجروح تنزف.
      ونحن من يحس بالالم نتوقع من الامين العام العلاج السليم وليس وضع الضمادة الموبوءة على الجرح المتعفن. 

الثلاثاء، 4 أبريل 2017

الإدمان على القمار...

     في كثيرا من الأحيان يتبادر لنا كون لعبة التسلية "المتاهة" أقرب الى قضية "الشعب الصحراوي" اليوم فرغم أن النتيجة معروفة وهي وصول "السمكة" الى "الطعم"، فإن الطرق التي تؤدي إليها بيّنة للذي لديه القليل من النّباهة أو مستوى الحماقة لا يرقى الى مرض الزهايمر الذي فيه المريض يكرر نفس العبارات ويذرع نفس الممر ذهابا وإيابا دون ان يهتدي الى المخرج.
لابد من تغيير الطريق لأنه بكل بساطة مسدود، إذا كنّا حقا نريد الوصول الى نهاية لهذه اللعبة او الاحجية، متاهة وهم الحل السلمي.
مع كل ابريل يطل أمين عام الأمم المتحدة بتقرير "لعبة المتاهة" يصور فيها حركة المتسابقين على الظفر بالثمرة وطرق اللعب وقوانينه واساسياته وحتى تسمياته مشروع بيكر ومشروع بيكر الثاني كلعبة البوكر بالضبط المقامر الخاسر دائما هم نحن لان الآخر يكسب المال ويتمتع بالريع اما نحن فنحسن القوانين والقواعد ونكسب معنويا اعجاب الحضور دون ان نربح في النهاية الا سوء الطالع لان من يسير اللعبة وصاحب الكازينو هو من يجعل العدو في النهاية يكسب الأوراق الرابحة ونستمر نحن في الإدمان على المغامرة والقمار الخاسر.
لا بد من التوقف عن هذا القمار ووضع قضية مقدسة هي قضية جور وظلم واعتداء تتوحد جميع الشرائع على حق الجهاد والدفاع والذود عن البيت والعرض والمال بما تيسر من نفس ومال وقوة وإخراج القضية من مستنقع احراج الجيران ومصالح الدول الكبرى التي تدفع المال للإبقاء على حظوظ في نتائج قد تكون بعد أجيال وأجيال والضحية هي "الشعب الصحراوي" الذي سيحاسبه الله عن التقاعس عن حقه في الدفاع عنه بكل الطرق.
لا يمكن أن نجد طريقا للعدو يكسب منه دون سده، كيف يمكن للشعب الصحراوي في المناطق المحتلة ان يظل يغدي العدو بالشراء منه والتعامل معه كمن تقدم له الطعام كي يزداد في القوة التي يضغط بها عليك كي تغطس في الوحل، لا يمكن ان نعاون المستوطن في مشاريعه الإنمائية ونندب الحظ, لم نجد من تعذب اخته وامه ولا يقدم الا الشكاوى والتقارير لحقوق الانسان التي تمنع أصلا من الدخول الى المناطق المحتلة ففاقد الشيء لا يعطيه فلو ان صحراوي اغتصبت اخته وأصبح معذبها ميتا لما تكرر المشهد اللي عظ لحنش أخاف من لحبل, ان تلك النخوة التي يجب ان تكون لا يمكن استمرارها بسلمية سلمية, فلا سلمية بعد انتهاك الاعراض وقتل الأبناء
فاذا كانت الدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو تخشى لاعتبارات ما ان تعلنها مباشرة، فنحن كمثقفين احرارا نرى ان الاعراض أغلي من الأوطان والروح بالروح وخاصة ان من يقم بتلك الاعمال يسير على قدميه ويفتخر بالأمر. وقد ثبت الله القصاص في شريعته.
ان العالم في نظرنا يدفعنا دفعا الى ذبح العدو والاجهاز عليه ويسد الطرق امامه فأوروبا أعلنتها نهارا جهارا ان الشعب الصحراوي هو مالك الصحراء الغربية وبعيدا عن ذلك فنحن لا نريد حجة من أحد ولا برهانا ولا دليلا على شرعية الكفاح المسلح الذي لابد أن ينطلق اليوم او غدا وغيره مضيعة للوقت وهدرا للأعمار.
ونحن لا ندعى اننا نملك كل الحقيقة ولا نهزأ أو نبخس بتلك الأوراق السياسية والدبلوماسية والحقوقية والقانونية والثروات...الخ ولكن في رأينا المتواضع انها تحتاج الى يد أخرى مشتعلة من رصاص.

مجلة النجم

  مجلة النجم