يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

السبت، 13 فبراير 2016

الانسان الصحراوي كيف يجب ان يتغير؟؟

هل الانسان الصحراوي يتغير ؟
و عندما اسال...اعني ما اقول هل الانسان يتغير من الداخل؟
تعلمنا منذ الصغر...منذ ان عرفنا حرفي المنع ... " ل ا " !...لا تفعل!..اما نعم فتعلمناها لوحدنا...لانها الفطرة...
            تعلمنا منذ الصغر ... الشيأين: الخير و الشر...المرغوب و المكروه , تعلمنا ذينك اللونين الابيض و الاسود , رغم ان بينهما تداخل كبير...و مساحات واسعة للعبور... تركت لنا لنتوه...
امتددات كثيرة من الضوء و الظلال , تشكل الالوان التي نراها في الطبيعة...
         لا هي , لا! خالصة  , و لا هي , نعم! بيّنة ,  و عندما نعبرها لغريزة حبنا للتعلم و الاكتشاف ... تبدأ اللاءات مِنْ مَنْ يرشدنا خوفا علينا من المجهول , و الانسان بطبعه يكره ما يجهل...
             كلما ارتفعت قامة العمر ظهرت لنا مرتفعات جديدة و اراض جديدة متنوعة و متلونة و متبابة تدهشنا اكثر... ذلك المحيط الذي يظل يتسع و يكبر و يعظم حولنا , يصير خارجا عن السيطرة , يلجئنا الى طرح المئات من الاسئلة على انفسنا و عندما تعصي الاجابة نمطر المحيطين بنا علهم يساعدونا في فهمها ...
          الاسرة و المدرسة و الاصدقاء , هم مجتمعنا البسيط الاول الجميل المبهر الذي كان يفتح امامنا ابواب الاسرار و يضحك لاسئلتنا البسيطة و يجاوب عليها بسهولة ...في ذلك الزمن الذي لم نكن نرى فيه الا اللونين الابيض و الاسود كانت الصورة بسيطة و مريحة ... لذلك يتوق الانسان الى زمنه الاول و صغره ... العمر الذي كان الطفل يستيقظ باكرا  لينطلق في الحياة... كجزء من العابه...
        وهكذا و بناء على ذلك و للجواب على تلك الاسئلة , انشئت المحاضر و المدارس و الزوايا و المؤسسات التعليمية و غيرها كثير...لايصال تلك المعارف و التجارب و الافكار و العبر التي راكمها الانسان عبر مئات السنين من الجهد و المثابرة و الخبرة...
       ان تشكل الانسان في محيطه هو مهم لفهم الانشغال الذي يطرحه المجتمع , اما ان نشكل شخص خارج محيطه و نطالبه بفهمنا و فهم انشغالاتنا و مشاعرنا و افكارنا و تطلعاتنا فاننا نظلمه كثيرا و نطالبه بما لا يفهم و لا يحس و ان كان يجري فيه دمنا فان تركيبته العقلية تختلف من حيث الواقع كثيرا عنا من حيث بديهيات التربية و السلوك و اسلوب الحياة و غاياتها و افقها...!
       ان من فهمنا لاسلوب تربيتنا في الاسرة و ما يقدم للطفل في المدارس و المحيط , يقدم لنا صورة جلية للانسان الصحراوي الامس و اليوم و غدا ...
     و هذا يساعد في فهم المجتمع و تفهمه , في فهم حتمية تغير اسلوب تفكير الاجيال.
                و بالتالي هذا يساعد الاجيال الجديدة في استخلاص التجارب و الاستماع اليها و اثراء عقولها بها مما يساعدها على فهم ذلك البناء كيف اسس و كيف بني طوبة طوبة و كيف خطط له و تفاصيل الانجاز و كلفته ... حتى يتسنى لها ان تعرف كيف تتعامل مع هذا الميراث و الصرح الذي ستتسلم و تعطيه القيمة التي يستحق ... 
            و يعطي فكرة اخرى للجيل المغادر و القائد عن افكار الجيل الجديد و يتقبلها كما هي , لا كما يريد هو ,  فلن تكون ابدا  نسخة طبق الاصل منه...
       يجب ان نعى ان العالم يتغير من حولنا , فالطفل الذي كان يطرح عليك السؤال قد لايحتاجك الان للجواب ... فهناك الانترنت وهناك القنوات الفضائية ...و كل الوسائط الاعلامية المختلفة...
     و هنا يدق ناقوس الخطر و يصعب الفهم للانسان في هذا العالم الجديد ... لذلك يجب ان ناخذ المبادرة و لا نترك الانسان الصحراوي يتشكل ليصبح انسانا آخر لا نعرفه و لا نفهمه و غير الذي نتوقع و بالتالي  نصاب بالمفاجآت و تكون قراراتنا بعيدة عن الفعالية و التاثير و تغرد خارج المحيط ...
      ان التأخر في فتح الوسائط الاعلامية هو خسارة للوقت و تضحية بفكر و عقل الانسان الصحراوي و تركه ورقة مفتوحة و عجينة طيعة ليشكلها من يشاء , ان العالم لا يعرف الفراغ و اذا لم تملا انت ملاه غيرك ...
       ان الانسان الصحراوي بالامس التي تخفى عليه الامور ليس هو الانسان اليوم , و لم يعد عصي على الفهم كيف يمكن ان نسير 
مدينة من مليون شخص بسهولة ... المدخولات و المخرجات ...
       لم يعد هناك من يستطيع اخفاء شيء في المجتمعات  الحديثة اكثر الاسرار في دهاليز اعرق المخابرات في ايدي ابسط الناس...
مكالمات و صور  وزيرة الخارجية الالمانية و حياتها الخاصة  , يضحك منها فلاح مصري تحت ظل شجرة في حقله...
       مخططات العدو و رشاويه للكتاب و الصحفيين الاجانب(اما العرب فلم يتكلف كولمان عناء نشرها) لنشر  اكاذيبه لخير دليل على فقدانه المصداقية و عجزه عن فرض الامر الواقع اعلاميا و  برامجه المخادعة على صفحات الانترنت ...درس للمغفلين الذين يستمعون ليل نهار لذلك الشحن التحريضي في وسائط العدو , و لا يعلمون انها كلها اكاذيب , لا يفرقون بين الخبر و التحليل و التحريض...و غيرها من اساليب الاعلام ...
     ان هذه لاشارة للبيب , ان العدو يضخ المال بلا حساب من اجل تغيير , الذهنية العالمية و الراي العالمي , و هو ما يفعله مع الذهنية الصحراوية فهل نحن سنساعده بالاستماع اليه من جهة , و عدم العمل اعلاميا رغم سهولة انشاء صفحات و مواقع اصبحت لها التاثير الكبير على الاجيال الحديثة ...
      هل الانسان يتغير؟ نعم ...
هل الانسان الصحراوي حالة شاذة لا يتغير؟ لا 
في اي اتجاه , 
الآن الاسرة صحراوية لكن التلفزيون مليئ بالقنوات...!!
...المدرسة صحراوية... المحتوى؟ 
هل ننتج مادة تغذي العقل الصحراوي؟و هل تكفي؟و هل تفي؟
نعم الاسرة , المدرسة , الاعلام... ثم ماذا؟
الاساليب المنتهجة في ايصال المعلومة , الفكرة , لا تكون فعالة اذا لم تكن 
مشاركة , دائمة , معاشة...
و هذا ما عملت عليه الثورة الصحراوية ... وخصصت له جهاز خاص ينضوي تحته المقاتل في جبهات القتال, المراة في المؤسسة و الحي,الطالب في المدرسة و الجامعة, الجالية, المناضلين في المناطق المحتلة...
اين عمل هذا الجهاز الذي يوصل المعلومة الدائمة اسبوعيا , الاخبار تطور القضية, يجاوب على التساؤلات الانشغالات يطرح الهموم و هو المصدر الآمن...
لا شك اننا في حاجة اليه اين هذه التجربة التي اختفت؟..؟؟؟
تجربة التاطير للجسم الصحراوي ...ام انها بالية؟؟؟
اين البديل؟؟؟
       الاطباء الصحراويون مستعدون بلا شك في ان تصلهم اسبوعيا اخر الانجازات و التطور في مجالهم , لا شك انهم مستعدين مع ذلك و راغبين في ان يصلهم آخر الاخبار عن قضية شعبهم , مستعدين ان يشكلوا خلايا او جمعيات او هيئات تربطهم مع اخوانهم في اي تواجد للجسم الصحراوي , المناطق المحتلة , الجاليات , المخيمات....الخ
المهندسون , الاعلاميون , الصحفيون , و الخريجون في كل تخصص على حدة...
ان ربط الجسم الصحراوي باساليب جديدة مهم جدا لانه يعتمد على التخصص و الوطنية...
يقتل الافات الاخرى كالقبلية و الجهوية و التمصلح ...
و ان هكذا افكار و بدائل هي التي تغذي الجسم الصحراوي و تبث فيه روح الاتجاه الى المستقبل و تغلق الباب على الدخلاء و تحصن و توحد الافكار و التطلعات ...و تؤمن الاتصال و الوحدة و نبقى نرى الانسان الصحراوي يتشكل لفائدة مستقبله لا كما يرادله...

رابطة الاعلاميين و الصحفيين الصحراويين باوروبا ...تحديات و التحدي

     

 من الصعوبة بمكان ان تكتب عن شيء استدعيت اليه , و تقدم ما يدور فيه , و حوله , بكل انصاف , و كل شفافية , و كل عمق , نعم قد تنجح الى حد ما في وصف الأشياء ....
          و لكن تنوع الأشخاص , و عمق أفكارهم و رحابة احلامهم و صفة توقعاتهم و حجم تمنياتهم , و سقف افقهم ...لا يمكن لمنصف ان يطالبك بها لان فاقد الشيء لا يعطيه...
        هل يمكن ان تصف خارطة من التضاريس , فيها السهول و الجبال و الهضاب و الوهاد و الربى , فيها الأنهار و الوديان و السواقي , خريطة و فسيفساء من الأجيال المختلفة المتنوعة...كل نحتته و برته يد الدهر , و انبتت منه ذلك الوتد الذي دقّ نفسه في خارطة الوطن , حباً و طواعيةً , و مدّ عنقه ليبقى مربوطاً بحبل الخيمة , مختنقا لتظل هي منتصبة...!
        كيف يمكن ان تصف المشاعر و الانفعالات و البوح هل يمكن ان تصف الكلمات التي تطل و يضيق عنها الحلق...
 وتلك القطرات الساخنة التي سالت على بعض الخدود ! لا شك انها صدرت من أعماق تفور ...
      أصوات و كلمات منفعلة يتطاير ريق أصحابها دون ان تحس , همها ان تصل الفكرة ...
    لا تسل عن الوقار الذي يقدم الكلمة الثقيلة التي تحط و تتجذر...
   لا تسل عن الكلمة الشابة المشتعلة , الكلمة العاصفة التي تنبئ بجيل لا يؤمن بالضعف...
   لا نعرف أي حمل ينتظر جيل الجسر الذي تمرر على ظهره الحكمة الى الجيل الذي ينتظر الأمانة كعصى سباق التتابع...
   تلك قرب اللبن التي خضّت و حصلت زبدتها و ترجو الصب ...تبحث عن اناء كبيرة "تازوة",...
          لا شك ان كل مشارك جاء يحمل على ظهره حزمة من الحطب من الأفكار و الآمال , يريد ان يشعلها عودا عودا لينتفع بدفئها الوطن , ولكن هذا هو قدرنا في كل مناسبة نحط بعضها ويبقى الحمل على ظهورنا , ننتظر أي مناسبة أخرى  و جمع آخر...
      و بعد يومين من المداولات انتهى الحيز الزمنى الذي وفرت البلدة الصغيرة "ابيلاس" في اقصى الشمال الاسباني , لكن بقت الأوراق كلها مفتوحة مثل القلوب تماما , مثل صحرائنا الظمأى دوما للمطر ...و بدأت الاعمال لإنجاز الأفكار على ارض الواقع...
      تحديات كثيرة امام الطاقم الشاب , بل امامنا كلنا في ان يكون الاعلام الصحراوي , ذا مصداقية كما كان دائما...
      امامنا جميعا ان نقدم لهم المعلومة , و المساهمة , بالكلمة الصحراوية الصادقة و الصورة  المعبرة و نعينهم في رفع حمل إيصال قضيتنا بقوة و فعالية , الى الساحات الأوروبية والعربية و غيرها بعمق و وضوح ...
امامنا ان نؤازر الطاقم الشاب بكل ما نستطيع في هذا التحدي و الشجاعة في تحمل المسؤولية في رحلة البحث عن الحرية...
       امامنا ان نعينهم في ان نكون جزء منهم , كي نستطيع ان ننظم قوانا و جهودنا في اتجاه واحد , كي ندحر هذه الآلة الضخمة التي تضخ سمومها و خطاباتها الكاذبة...
   و نتمنى لهم النجاح , بل لنا جميعا ...





     

     
     

الأحد، 7 فبراير 2016

الانتقام هو الثمن...




استرق السمع كان همسا بدهشة سريعا متواصلا تقترب فيه الشفاه من الاذن
, و تجحظ له العيون ثم يتوقف الكلام فجأة كريح هبت و رحلت بسرعة, تركت السكون و الهدوء المرعب...
كانت عيونهما تفتش كلاهما في الاخرى . النبأ اكبر من الهمس, كان الخبر صاعقا لكلتيهما لم تتملكا نفسيهما انهمرت دموع غزيرة عزيزة و برقت العيون و ازيح عن القلب جبل من الحزن كان يثقله , الى الانف انسل دم احمر تدفق بسرعة و جلب معه غمامة من المخاض سدت الانف عن التنفس مررتا المنديل على الانف و تنفستا الصعداء , و تعانقتا من جديد و بضحكات باكية مكتومة ظلتا برهة في عناق. هل مسكوه سألت ؟ ليس بعد , لا تزال التحريات مستمرة!!! .
كان منشغلا في تتبع الاخبار لا هيا نفسه عنهما , لقد حدثه قبل عام انه يخطط للانتقام للثأر, و قد فعل ما كان يتوقع تماماً , قد قطعه اربا اربا و ادخله الثلاجة , تاركا المداة التي صنعها هو بنفسه,,,مغروزة في رأسه,,ترك الرسالة , "المشكل في الرأس ان لم تغيروا العقلية ستستمر "المداة في العمل!!!
لم يكن امامه اي سبيل الا الانتقام , كان يبدو هادئا في الايام الاخيرة,و قليل الكلام كثير الذهاب الى الصلاة , لم يفقد عادته في ممارسة الرياضة و تقوية الجسد ,كانت المهمة تقتضي عقلا قويا, و جسدا سليما .
دخل عليه أخر مرة في المقهى , دس المذكرة التي كان يدون فيها الملاحظات عن مواقيت معينة , بخط واضح الرابعة مساء عنده الاجتماع مع ......
لم يستطع قراءة الاسماء كانت حروفا و ارقام ا....
 قل لم دسست المذكرة ?? هناك سر اعرف !!!!...قال نعم ليس هناك سر بل انتقام...ثم رحل
?و لم التق به كان يتحاشاني اعرف لم_
لانه لم يكن يريد مقاسمتي همه كان يريد ان ينجح وحده كان يريد ان يعذب الجلاد كما عذبها هي و يختفي...


البحث عن العقول...

  
   

     في سياقات كثيرة نكتشف كل يوم الانا تتعاظم عند كثير من الصحراويين , و السؤال المطروح هل ما يقوم به الانسان هو لصنع مجد خاص ام من اجل فك المعاناة التي يعيشها شعب لا يزال مسلوب الحرية في عالم 2016 , و من العار ان يتحول المناضل من مؤدي لمهمة يقول نعم حاضر ما ذا تريدون أيضا من اجل ان نصل بهذا الشعب الى الاستقلال ? الى انا لا اصلح لهذا و لا يليق بي كذا . و هنا نستحضر الشهيد الولي مصطفى السيد المناضل و الرجل الذي يليق به أي مكان و أي مهمة بل نستحضر الشهداء من مختلف الاعمار الذين تركوا أموالهم و أهلهم و دراستهم و أعمالهم و هبوا الى الجهاد في سبيل الله أولا و الوطن المسلوب و في وجه آلة جهنمية همها ابادتنا بقهرنا و تصفية شعبنا و بلعه لم يقل احد يومها انا لا يليق بي كذا و كذا ...بل قالوا ارواحنا ها هي على اكفنا و اغلى ما نملك هي ...!
بل لا يزال ابطال ضحايا الحرب يعيشون بيننا شهداء احياء ...
بل لا يزال شبان في عمر الزهور يقبعون في سجون العدو اليوم , تحت احكام 20 سنة و 30سنة و احكام بالمؤبد , ولم يقولوا انهم ليسوا على قدر المهمة في اشعال انتفاضة لا يزال وهجها يتأجج.
و لا يزال الصبية و النساء و الشيوخ تسيل دماءهم و يهانون و لم يستكينوا و لم يهنوا ...
و لا تزال الالاف من أهالينا تعيش تحت الخيم في الحمادة صحراء الصحاري و شريدين في المنافي الاجبارية...
صحيح ان الثورة تنتقل الى أجيال جديدة و نتكلم من ناحية العمر , غير ان الرجال الذين يقودون الدول و الشعوب يجب ان يبقوا عظاما عظمة هذا الشعب , و اخلاقهم يجب ان تتناسب مع خلقه و ان يظل تفكيرهم في الطريق و انارته و الصبر على مكارهه و منغصاته ان كانوا فعلا عظاما و رجالا حقيقيين , فالقناعة و المثالية و الترفع عن الانا الذاتي و لا ننزه الا من مات اما الحي فالله ادرى بما تأتيه به الأيام ..
ان أبناء هذا الشعب سواسية لا فرق بينها الا بالتفاني و الإخلاص الذي لا يكتمل الا بوفاة الانسان , فكم من رجل حمل صفة الابطال و قيل عنه و قيل و قيل و الان هو في زبالة التاريخ و خارج التصنيف و الحساب و في أحضان العدو يخطط يوميا من اجل تدمير شعبه ...
ان الانسان عندما تكبر نفسه عنده فان الآخرين بطبيعة الحال سيتناقصون و يصغرون امام تخيل نفسه القاصر . و قد قالت العرب "خادم القوم سيدهم" , و كان لنا في أصحاب رسول لله صلى الله عليه و سلّم ,عبرة عندما عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد , الذي كان ينتصر في كل المعارك التي يخوضها المسلمين , عزله عمر بن الخطاب كي يعلم الناس ان النصر مع الصبر و ان الله يهبه للناس جميعا و ليس بخالد بن الوليد , و قبل خالد راضيا من اجل احترام القانون و سلطة المسلمين و ليضرب درسا في التواضع و ما ادراك ما خالد بن الوليد...
ان الكبرياء و التكبر صفتان مذمومتان عند الله و عند الناس , و هناك اشخاص قد يقبلون بالتذلل لاشخاص و لكنها قضية مذمومة عند شعبنا بصفة عامة , لانها تصنع حول الانسان هالة خيالية من الابهة و لا يقبل الخروج من تلك الغرفة المكيفة و يرى انها ملك له وحده في حين ان الدور الذي يقوم به يجب ان يكون دورا تفكيريا و يجب ان يتحول الانسان الى الهّم العام و ما تحمله كلمة هم من معنى , أي انه ان لم يحس بالتورط و التعب و الإرهاق و الاكراهات فانه ليس بقدر المسؤولية , ,,
ان مسؤولا يبيت قرير العين مستراحا , و يأتي متأخرا للعمل و يخرج خارج ادارته التي هي محل عمله بعيدا جدا من المسؤولية و بعيدا من الرجال الذين تتكل عليهم مهمة ارجاع الشعب الى الأرض...
اما الذين يشترطون و يخرجون الأمور عن قنواتها التي يجب ان تصرف اليها فهم خارج القانون و قد يتحولون الى قطاع طرق او مقاولون خواص... يبحثون الى الشهرة و كم عبثت الشهرة و أطاحت من رؤوس...
ان العمل بصمت و تؤدة و عقل راقي و تفكير بعيد , عكس العمل ببهرجة و نرفزة و عقل اللحظة و قصر التفكير ...
و كلاهما يعبران عن معادن الرجال و تحملهم و صبرهم و ما المسؤوليات الكبار الا لذوي العقول الراجحة و الجبال الثابتة...

الصراع الجديد مع العدو...



          يتمدد الصراع مع العدو الان الى مستويات و آفاق رحبة  لعل اصعبها "الصراع الفكري" , و لم تعد القضية الصحراوية حبيسة الحقوق و العدالة التاريخية  و الاحقية القانونية  في المواثيق الدولية و القرارات الأممية بل تعدت ذلك الى احقية و كفاءة الانسان الصحراوي و قدرته على إضافة  انسان جديد او بالأحرى التعرف عليه كشخصية متميزة عن غيرها و إضافة فكر جديد يقدم للعالم الحلول لمآسيه و مشاكله و مشاغله و ما اكثرها .
 و لعل المتتبع للتغييرات العميقة في منظومة العلاقات الدولية التي تشهد نسيجا معقدا من مد الحبال و ربط العلاقات في محاولة كل دولة على حجز اكبر عدد من الكراسي في التجمعات  و الندوات و المنتديات و التظاهرات الدولية كي تبقى في دائرة الضوء و كي تستطيع ان تربط علاقات مع العالم لتحل مشاكلها السياسية و الاقتصادية و تجلب الى شعوبها مزيدا من المعونات المادية منها و النفيسة.
و الأدلة كثيرة للبرهان على ان شخصية الانسان او الشعب يجب ان يفرضها بإيمانه أولا بقدراته و اقتناعه بثقته في نفسه و نسوق لا الحصر احقية الشخصية الكوبية رغم الحصار العالمي و تخلى اكبر سند لها الاتحاد السوفيتي و استفراد الغرب الامبريالي بها و حملات التضليل و التشويه للنظام الكوبي الا ان الانسان الكوبي استطاع اقناع العالم بانه إضافة لا غنى عنها , و لم يكن ذلك حديث صدفة بل كانت سياسة ثابتة اعتمدت على الاستثمار في الانسان.
و لعل اهم استثمار هو في الانسان حيث انعدمت الثروات الطبيعية و طال الحصار الجائر , فكان لزاما على القيادة الكوبية البحث عن سبل و طرق للخروج من المأزق و كان صنع و انتاج جيل من أبناء الوطن يستطيعون مقارعة العالم .
 و ظل و لا يزال التعليم و التربية هو اول خيار من اجل تكوين الشخصية المتعلمة و التي تحمل سلاح المستقبل الذي بغيره لا يمكن التواصل مع العالم , و هو الثروة التي لا يمكن حصارها و لا الضغط عليها .
        و رغم سياسة التشكيك في النهج الكوبي الا ان اليونسكو اقرت أخيرا على اعلى مستوى ان التعليم الكوبي كان الاحسن على مستوى العالم من حيث ان الدولة الكوبية ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية من خلال انسانها حيث قايضت مع فنزويلا البترول مقابل الأطباء و كان مهندسوها و اطباؤها و اطرها هم المعدن و الخام النادر الذي اعان و لا يزال الانسان في كل مكان على تجاوز المحن و كان إضافة حقيقية للبشرية جمعاء . و لعل أولى نتائج ذلك هو التقارب الكوبي الأمريكي الذي صرح الزعيم الكوبي ان الدولة المجهرية ركعت امامها أخيرا العملاقة قائدة العالم الولايات المتحدة الامريكية.
  و هو ما نجحت فيه دول كاليابان و غيرها , و الهدف هذا هو ما قتل جرائه و يقتل الان علماء بغداد و مهندسوها و خبراؤها...
      ان الشخصية المتميزة المثقفة المتعلمة التي تعصي على الذوبان و التماهي هي التي تصلب  فيها روح المقاومة , فالدول تماما كالاشخاص كل له تأثيره و رؤيته و تصوره , و منهم من يتبع شخصية أخرى و يبقى مستسلما لتأثيرها و لا يثق في نفسه و قدراته ...
     ان الابتعاد عن رؤية واضحة لما ستكون عليه الدول يعتمد أساسا على ترتيب الأولويات , الانية و المستقبلية و من يفكر في حل مشاكل انية , ليس كمن يفكر في شعب كيف يكون بعد 50 او 100 سنة , و ذلك هو الاختلاف بين القائد المفكر في المستقبل و الذي لديه تصور واضح عن المستقبل و الذي لا يمكن ان تعصف به المتغيرات الآنية و القائد الذي يفكر بتفكير اللحظة و ليست له الا خطة آنية و تفكير سطحي او قل موسمي.
     ان الدولة الصحراوية و الشعب الصحراوي استطاع انتاج تجربة فريدة في الخروج من مأزق العدمية السياسة كتعبير للولي مصطفى السيد الى دولة رغم ضعف الإمكانيات .
    ان المدارس الوطنية 12 أكتوبر و 9 يونيو و مرافقة ابناءنا في كل مناطق العالم قد أخرجت اشبال و اطر و مناهج وطنية فريدة هي عصارة مجهود وطني بحت . و مهما قيل فان تجاربنا تنتقل اليوم الى دول أخرى استقلت منذ الستينات و لا الحصر حيث قامت الجزائر مؤخرا بفتح مجال لاشبال الجزائر مثل تجربتنا تماما و كذلك فعلت موريتانيا أخيرا , و كانت تجربتنا القتالية و النضالية تدرس من تجارب الشعوب عند ارتيريا و جنوب السودان و غيرها .
   ان الانبهار بتلك التجارب اخذنا نحن قبل غيرنا و كنا ننتج المقاتل الصحراوي الذي لا يعرف المستحيل و المرأة الصحراوية التي تقود اليوم واجهة النضال ,,,
    ان الطريق التي كنا ننتهج واضحة , كانت الأولوية هي تحرير الوطن و لم يكن يمكن ذلك الا بتحرير الانسان من عبودية الجهل و التخلف و كانت حملات شعواء على فرض التمدرس على كل الشعب و فرض التمدن و نبذ الخرافات و التدجيل و حب الذات على المصلحة العامة .
    كان لزاما ليتم كل ذلك بتنظيم العمل , و كان البيت الصحراوي رغم قلة الإمكانيات البشرية و المادية منظما جدا جدا مما اعطى القدرة على التحكم في توجيه القدرات و القوى الى صنع المستحيل و الابهار و كانت اللجان الشعبية من الطرق الناجحة التي و ان استوردت الا ان ذلك لم يمنع من تفعيلها حتى أعطت نتائج لا حصر لها .
   ان المشكل اليوم لا يمكن حصره في قلة الإمكانيات لا البشرية و لا المادية ابدا , و لكن في كيفية تنظيم هذه القدرات و تفعيل هذا التنظيم ,
  ان من يدلف الى بيت به كل الإمكانيات و هو غير مرتب فانه سيشمئز لا محالة , و لن ير تلك الإمكانيات لا جمالها و لا أهميتها
فترتيب البيت أولوية قصوى , و هو ما عملت عليه الدولة الصحراوية من خلال المؤسسات , غير ان نجاعة تلك المؤسسات و قدرتها على النجاج لا تأتي الا بمتابعتها و مرافقتها يوما بيوم و لن يكون ذلك الا من اجل سندها و دعمها بالافكار و الرؤى و البحث عنى الخلل من اجل القضاء عليه و انتاج بديل لكل المشاكل المتعلقة به ...
     ان مكاتب الدراسات هي الحل الناجع الذي يعتمده العالم اليوم و كل الدول الناجحة و هو يعبر عن روح الجماعة و تعدد الرؤوس و الأفكار ...
  و تخسر دول العالم الأموال الطائلة من اجل هكذا دراسات و بحوث و يغلب على تلك الدراسات مطابقتها للواقع و هي عبارة عن جنى لثمار سياسة التعليم و الأموال الطائلة و الوقت و الجهد التي ضحى بها الوطن من اجل الوصول الى من يوصل الدول الى الأهداف التي تحل بها مشاكلها و تبسط بها التحديات الى مفردات يسهل التعامل معها و التي في الأخير تعطى أيضا تصور علمي واضح لصاحب القرار كي يتخذ القرار السليم , البعيد عن الخطأ او الارتجال .
     ان الانسان الصحراوي الذي بدأ يتعرف عليه السويدي و الأمريكي و الافريقي اصبح هو الرهان , و ان من اهم المقاييس هي نضج الانسان و تميزه عن غيره في جيرانه , و لن يقبل الانسان الصحراوي كانسان مفيدا ان كانت لغته جزائرية و نظامه جزائري و منهجه التعليمي و ثقافته لدولة أخرى مهما كانت , و لن يقبل كذلك  ان كان مغربيا او موريتانيا , و لا يحتاج العالم الى نسخ مشوهة لشعوب و دول أخرى لإنباتها  في الصحراء الغربية , و انه من الخطأ المميت التشبه بالآخر  و ان مسؤولا صحراويا يتلفظ بعيدا عن لغتنا و كلامنا بعيد عن تمثيلنا  بل عن غير قصد يردم لغتنا و ثقافتنا بتغليب لغة الاخر , بل يجب نبذ الانسلاخ و الذوبان في الاخر مهما كان الانبهار بقدراته او إنجازاته و تجاربه و حبه و الثقة به و يجب التماهي و الاعجاب و الثقة في النفس و القدرة على إيصال صوت الشعب الصحراوي وفكره و رؤاه بلغته و ثقافته و علمه و قدراته و هي فقط  الكفيلة بإقناع العالم و التعرف علينا و تمييزنا و بالتالي الاعتراف بنا اليوم او غدا.



الاعتراف الحقيقي للسويد...


السويد تحابي العالم من خلال عدم الاعتراف بالدولة الصحراوية , غير ان الاعلام المغربي لن يمرر علينا , سمومه قد لا تعترف دولة بدولة اهل الصحراء غير " ما نشره الاعلام المغربي هو
""السويد لن تعترف """ و هو مغاير لكلمة """السويد لم تعترف""" و الغريب ان من ينقل هذه الروابط لا يؤشر على المغالطات المغربية بل يسوقها هكذا ,,,,و هو يساعد في إيصال الدعاية المغربية بطريقتها التي تريد .
ان ما أكدته السويد انها مع تقرير مصير الشعب الصحراوي و مع القرارات الدولية و حل الم...شكل عن طريق الأمم المتحدة , اما الدولة الصحراوية فنحن نعرف دولة من تلك , و يعرف كل صحراوي لمن ينتمي و من هي دولته , منقوصة السيادة طبعا , فلو كانت لنا السيادة على كل ارضنا لما كان كل هذه المعمعة , صحيح ان اعترافها ككل الاعترافات سيزيدنا لكن الامر المهم هو ان المغرب لا يزال دولة احتلال و مستعمر و لن يستطيع احد ان يغالطنا او يغالط نفسه الا جاحد او منافق.
ان هذا الموضوع في عدم اعتراف السويد , لاعتبارات سويدية في علاقاتها مع العالم و محيطها ومصالحها لا نتدخل فيه ... فلنا اصدقاؤنا و ناسنا في السويد و أحزاب مقتنعة بقضيتنا حتى النخاع غير ان هذا يجعلنا نقوي من دولتنا و ننكب على مراجعة بدون نرفزة و فهم اكثر في معركة الحق حتى النصر و ان نحسم ذلك عند العالم كما هو محسوم في عقولنا و قناعاتنا و واقعنا .
ان العالم عندما يزور الصحراء الغربية هو لا يزور دولة مستقلة ببناءاتها و منشأتها و لا يزور البنية التحتية و الطرق و المنجزات المادية ابدا. .
ان العالم يزور الانسان الصحراوي و عقلية الانسان و قناعاتها و تكوينه العلمي و الفكري و اخلاقه و نضجه السياسي و تنظيمه لدولته و حرصه على العمل و التقدم و الرقي في المجالات المختلفة ...
و الأهم من كل هذه هو قناعته بدولته و حرصه عليها و الدفاع عنها و والحماس و الحمية لوحدتها و تقويتها بما يستطيع كل بما يقدر....
من يزورنا لا يزور الأرض , بل يزور الانسان لا لحما و شحما و عظاما بل يزور فكرا و عقلا و ثقافة و علما ...
كم من طبيب؟ كم من مهندس كم من صحفي كم من اطار تقني في كل المجالات , كم من و كم ...
كوناهم نعم عملنا على ذلك في مناهجنا الفكرية و كان هدف نعم
و لكن السؤال المهم اين هم ؟؟
و يمكن طرح السؤال بطريقة أخرى اين مفعولهم ؟؟؟ او فعلهم ؟؟
و ان كان ضعيفا كيف نعمل على جمع طاقاتنا و توجيهها و العمل على تنظيمها في تجمعات تخصصية و الاستفادة منها كل في مجاله, ان عدم اعتراف السويد سيكون في خبر كان ان عملنا على الاستفادة من طاقاتنا التي عملنا على تكوينها عشرات السنين اليس ذلك هدرا للوقت و المال و الجهد؟؟
ان دولة تنظم بطريقة علمية , و تتجه في هذا الاتجاه سيكون فخر للجميع ان تنتمي اليه و لا يستطيع مزايد ان يقول ان هذا الشعب لا يملك دولة تستحق اكثر من الاعتراف السياسي .
و الى ان نصل الى تلك المرحلة نحتاج الى فتح آفاق فكرية جديدة و رؤى جديدة و هذا هو هدف المقال , الاعتراف الواقعي و الحقيقي . و امامنا الكثير من العمل و نستطيع ان ننجز و ليس ذلك بعزيز على شعبنا و قد اريد له العالم الإبادة و أقسم انه سيعيش و يبقى له ان يبهر...

  

تصفح في فكر الانسان الصحراوي


هل يمكن الكلام عن الوقت كقيمة مادية ؟ او بكلمة أخرى هل للوقت ثمن ؟ لا شك ان
الجواب البديهي هو بلى.
لكن اليس كل جواب يزرع او ينبت اكثر من سؤال ...
ان الوقت هو مكسب نحاسب عليه اليوم و غدا و حتى الامس سنحصد ثماره اليوم و غدا إيجابا او سلبا , و تقول العرب : "الوقت كالسيف ...ان لم تقطعه قطعك ".
و معنى ذلك ان الوقت لك او عليك , و مفاده انه ثروة نستغلها او نهدرها , نستفيد منها او نبذرها ,,,
و كل منا يعرف ان الوقت مرتبط بالإنسان , و عمل الانسان الصحراوي في اطار بناء فلسفته على اعتماد احترام الوقت كعامل رئيسي و ظل من المبادئ الأساسية للثورة , التي كنا صغارا نحفظها عن ظهر قلب , غير ان قيمته العظمى لم نكن نفهمها , وان كنا نرى مفعولها ملموسا على الأرض ... و تجلياتها بينة و ظاهرة في ثقافتنا ثقافة المسلم كأوقات العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج التي ترتبط جذريا به كمكون أساسي وقاعدي وجذري في عقل وفكر الانسان الصحراوي , وميراثا متأصلا في تكوينه و عقيدته التي امتدت عبر أجيال كثيرة الى ان رست الينا.
و كان استغلال الوقت في سنوات الثورة الأولى استغلالا قد يصل الى المثالية , حيث اضحت المخيمات عند دق الجرس , خاوية كل الى عمله, و لم يكن هناك وقت أصلا لهدره او تبذيره كانت النساء مقسمة الى لجان و كل لجنة لها عملها و انشغالاتها و كان الرجال في جبهات القتال كل له دوره ومهمته ومعركته , و حتى كبار السن ظلوا يقومون بعمل الحراسات في نقاط الدخول و الخروج الى الولايات و المؤسسات زد "ذوي الاحتياجات الخاصة " عقليا لهم ايضا عملهم و لم يكن هناك انسان يملك وقت الا و استغل الى اقصى الحدود.
فلسفة ورؤية وان لم يعمق النقاش فيها وتسليط الضوء عليها كفكر , ليس خيالا و لا تنظيرا على الورق , بل انه عِيش و مُورس على ارض الواقع . و اعطى تلك النقلة العملاقة للشعب الصحراوي , من العدمية السياسية كتعبير للولي مصطفى السيد "عن القبلية" , الى انسان دولة له من الوعي السياسي و المدني و الحضاري الكثير والذي لا زلنا نعيش في ظلال امتداداته.
و كان جواب المثقف و البرلماني الموريتاني الأستاذ "مصطفى و لد بدر الدين" في احد البرامج التلفزيونية عن إمكانية إقامة فدرالية في المستقبل بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
كان جوابه انه لا يتوقع ذلك حيث ان "بناء الانسان الصحراوي فكريا متقدم على كل دول الجوار , و انها ستجره الى الوراء سنوات , واردف ان نصف المجتمع يعني المرأة الصحراوية متقدم كثيرا" و عبر عنها بكلمة "متروشة", في سياق انها حاضرة بفعالية .
و نحن الآن لا نكتب جزافا و لكن نكتب كي تبقى الذاكرة نشطة و شعب بلا ذاكرة لا يمكن ان يفهم الحاضر و لا يستحق المستقبل .
لا شك ان تلك الفلسفة او الفكر لم يكن منحة او حبا او قدرة فائقة وتفوقا لنا على غيرنا , بل كانت نتاج حالة حرب و حرب إبادة تهدف الى افناء شعبنا , وقد ابيدت شعوبا عن بكرة ابيها لا الحصر شعب الابلاش "الهنود الحمر" و ما بقي منها صاروا هم الغرباء في الولايات المتحدة الامريكية و غيرهم شعوبا كثيرة ....
و أعطيت لابادتنا الإشارة الخضراء لملك المغرب في تنفيذ تلك المهمة القذرة و استلم السكين كي يجهز علينا دون رحمة و لا شفقة و هيئت له الأرضية و استلمت القوات المغربية الثكنات الاسبانية واحدة واحدة بالتحية العسكرية المعروفة عند انتهاء المهمة و الشروع في مهمة جديدة , و أدخلت موريتانيا في العملية لاعطاء التبرير الواهي و اصطفت الدول الغربية ظهيرا للمغرب و دعم بالسلاح و المال الخليجي في حرب على شعب اعزل , كان الرهان على سرعة العملية التي كانت الاوساط الاستعمارية تتوقع انهاءها في أسبوع غير انها امتدت الى ستة عشر سنة و انتهت بركوع المغرب وقبول الاستفتاء الذي رفضته اسبانيا وتهربت منه سابقا.
و لا يمكن الاسهاب في تحليل المراحل التي كانت نتيجتها فشل مشروع الإبادة , بل كانت دافعا لقيام الدولة الصحراوية العصرية و تميز و عبقرية الانسان الصحراوي
في شخصيته و فكره و كان من وراء ذلك إضافة الى عوامل متعددة قيمة الاستغلال الأمثل للزمن.
ان فلسفة الوقت هي جزء من فلسفة تكوين الانسان الصحراوي المثالي ,الذي كان لا بد له من ان يكون متشكلا في قالب جديد ليواجه تحدي التفوق العددي للعدو بالتفوق النوعي .
ان حركة المجتمع كانت تبدأ من القاعدة من الانسان المواطن البسيط الذي كان في الخلية كأصغر مكون سياسي تنظيمي يقدم الفكرة و الملاحظة التي تنقل بتنظيم محكم الى العريف او العريفة ثم الى امين الفرع الثوري في الدائرة ثم الى الفرع الولائي ثم الى امانة الفروع ...ثم الى القيادات كي تتخذ القرارات السليمة و ترد على التساؤلات و الانشغالات المطلوبة ...
و كان الجيش منظم بطريقة مشابهة عبر المحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي...
و المؤسسات كلها تعليم ًصحة ...الخ , تعمل بنفس الوتيرة .
تلك التجربة و المعلومات اليومية صارت تقارير ثرية بالمعلومات و الأفكار من اجل التقييم و التقويم والإصلاح والتحليل و بالتالي مشاركة مجتمع بالكامل في صنع الفكرة و العقل بشكل يومي و هو ما يعطي للقائد الخيارات الواسعة و الغير محدودة 
في اتخاذ القرار السليم...
كان لزاما ان يفهم المواطن ان مساهمته بوقته في النقاش و رأيه و فكرته مهمة في تحقيق النصر , ثم ان ذلك كان جزءا من الوقت و تجمع العراف جزءا آخر....وهكذا كلما علا السلم التنظيمي زاد وقت المسؤولية والحمل ونقص الوقت الذي يمتلك الانسان لنفسه و بالتالي كلما علت المسؤوليات كان طبيعيا ان تكون راحة المناضل اقل.
وسنكتشف حجم الوقت الذي يقتضيه امين عام للجبهة الشعبية كالشهيد الولي مصطفي السيد , 
لان تلك التقارير تحتاج كلها الى الردود الحقيقة و الآنية و المستمرة ...
كان النظام يكبر و تتسع مساحة الأفكار و أضيفت الكثير من المهام التي أصبحت تحدى مع الثنائية المتلازمة : الدولة و الجبهة...
و الحال هذه و في ظروف الحال المعاش اليوم الذي يتطلب من المسؤول بدل الاعتماد على التقارير , الاعتماد على مجلس المستشارين او الإداريين , و لنتصور حجم الفكر و الطاقة و العمل الذي يجب بذله من اجل جمع معلومات كالتي كانت تأتي من ذلك النسيج العجيب و كيف نتصور كم يحتاج من الوقت و كم من تجمع ليحصل عليها...
و ما هو حكمنا اليوم على مسؤول يتجول هنا و هناك و في البادية وبعيد عن محل عمله وكم يهدر من الوقت الثمين ؟ وكم هو مقصر وبعيد كل البعد عن المسؤوليات الجسام الملقاة على كاهله في عالم اليوم الذي يلهث و يسير بسرعة الانترنت ...
ان المسؤوليات جسام , والعبرة في الوقت ,
"قل لي اين انت اقل لك من انت"...
نتمنى ان نعقل كلنا هذه القيمة التي ميزت شعبنا و ان نعمل جميعا في جمع تلك الثروة الوقت كي ننتصر بها دائما و ان نصدر هذا العقل الصحراوي و تجربتنا الفريدة الى العالم و انه في امس الحاجة الينا في المشاركة في حل مشاكله الكثيرة. 
و نذكر هنا لا الحصر فلسفة او حكمة الشعب الصحراوي في القضاء على "ظاهرة التسول" التي تقض مضاجع العالم و نتمنى ان يغنينا استغلال الوقت في ان لا نبقى نعتمد على التسول على أفكار الآخرين و نترك ثروة من الأفكار نمتلكها في انتظار إعادة تفعيلها من جديد و منها لب المقال "استغلال الزمن" عند الانسان الصحراوي

مجلة النجم

  مجلة النجم