يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الخميس، 27 أغسطس 2015

الحرية قيمة يستحقها الاحرار



هناك مثل يقول : عندما تفتح شباك القفص للعصفور الذي وفرت له الماء و الحب , فأنه سيطلق في الفضاء الرحب و لن يعود اليك
و ببساطة لانه يعلم ان الحرية اغلى من الخبز.
يستوقفني هذا المثل بشواهده و شخوصه على الانسان الذي يعيش على فطرته , الانسان الذي لا يحتمل الظلم مهما قدم له من اغراءات , على ان لا يجبر على ما لا يحب ,
و من الروايات الغريبة امر وزير فارسي لم يقبل بدخول الاسلام عنوة , رغم اقتناعه به ,
لما أتى بالهرمزان أسيراً إلى عمر بن الخطاب .
 قيل له : يا أمير المؤمنين ، هذا زعيم العجم وصاحب رستم . 
فقال له عمر  : أعرض عليك الإسلام نصحاً لك في عاجلك وآجلك . 
قال : يا أمير المؤمنين ، إنما أعتقد ما أنا عليه ، ولا أرغب في الإسلام رهبة . 
فدعا له عمر  بالسيف ، فلما هم بقتله ، قال : يا أمير المؤمنين ، شربة ماء أفضل من قتلي على ظمأ . 
فأمر له عمر بشربة ماء ، فلما أخذها قال له : أنا آمن حتى أشربها ؟
قال : نعم ، فرمي بها وقال : الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج . 
قال : صدقت ، لك التوقف عنك وأنظر في أمرك ، ارفعوا عنه السيف .
فلما رفع عنه قال : الآن يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله وما جاء به حق من عنده . 
قال عمر  : أسلمت خير إسلام ، فلما أخرك ؟
قال : كرهت أن يظن أني إنما أسلمت جزعاً من السيف ، وإيثاراً لدينه بالرهبة . 
فقال عمر  : إن لأهل فارس عقولاً بها استحقوا ما كانوا فيه من الملك ، ثم أمر به أن يبر ويكرم .
 و اتوقف عند شعوب لا تزال رغم مستوى المعيشة المرتفع كالباسكيين و الكاتوليين
الا انهم يريدون ان يصيروا دولا حرة او على الاقل ان يعطى لهم حرية الاختيار..
اتساءل  اين نحن من تلك الدماء التي سالت من اجل غاية كبرى هي ان نعيش احرارا على بطاح اوطاننا 
و اين نحن ممن يقدم رقبته راكعا ذليلا مهانا ليصير عبدا لمذليه و ناهبي و مغتصبي ارضه ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم