يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

نار الثورة والموجة...


هذان المصطلحان معنيان بالحركة فثار الماء أو فار من الفوران حينما يسخن بدرجة حرارة عالية فإنه سوف يقضى على كثير من الطفيليات العالقة وسوف يؤدي الى نضج كل مكون داخله وتغيير خواصه ومحصلة الأمر هو تغير واسع في كل المحتوى لا يمكن أن يبقى شيء على حاله، إن كان فعلا في نفس الإناء، أما إذا كان خارج الإناء والمحيط الذي تتفاعل فيه الثورة فإننا لا نتحدث عنه ولا يعنينا.

التغير الذي يحدث الآن في مخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات وفي المناطق المحتلة وفي قلب ووجدان كل صحراوي أبيّ هو تغير طوعي وحر وتمتع بحرارة الثورة وبخارها ودفؤها، حمام يتنظَّف به الإنسان الصحراوي ويخرج به من أدران سنوات الرؤية المشوشة للمستقبل والغبار الذي علق بالجسم وأوساخ الانتظار.

ذلك الدفء الثوري سيكون على الحاقدين المندسين سخونة زائدة بل نارا تكوي وحرارة تكبت أنفاسهم وتصيبهم بالدوار وحتى تفقدهم قواهم أولئك الذين نروهم يطبلون في سكرات مع المستعمر ويتقلبون يمينا ويسارا كل ما كان هناك تغيير عميق في الإعلام أو في التلفزيون أو في الإذاعة أو في التعليم أو في الصحة أو في العقول والقلوب وفي الأساليب العلمية التي تعود بها الثورة المشتعلة الملتهبة في القلوب الصحراوية وفي الطوفان الذي سيؤدي بإذن الله الى الاستقلال القريب والنجاح في إرجاع العنصر الصحراوي المتميز الى قالبه الحقيقي العطاء دون مقابل والسخاء بشجاعة والاندفاع وصنع المستحيل.

كثير من المثبطين والضعفاء وخائري الإرادة كانوا بعيدين عن فهم معدن الشعب الصحراوي وقدرته السريعة الفائقة على قلب الصورة بين لحظة وأخرى، نساءا ورجالا وأطفالا وكنا دائما مؤمنين في قدرات شعبنا وكنا نجر العقول الرجعية المستسلمة وهي عاجزة عن مواكبة سرعة تغير الشعب الصحراوي.

اليوم موجة الشعب الصحراوي لا يمكن أن يتسلقها إلا "المقاتل الصحراوي في جبهات القتال" وبكلمة أخرى لن يقطف ثمرتها إلا "الشهداء في جبهات القتال" وبعد ذلك يصنف الباقون كل لما أعطاه الله وذلك فضل الله يؤتيه لمن يشاء.

الموجة أعلى من أن يتسلقها أي كان لأنها أعلى من قمة الإفرست ومن حاول تسلقها اليوم سيسقط الى قاع سحيقة، الكلمة اليوم للمضحين الذين يقصفون العدو وصدى أصوات تلك المعارك هو الرصيد الوحيد وغيره مجرد ارتداد وضوء الصواريخ والقنابل هو ما يشكل الصورة في شاشات التلفزيون والهواتف والكومبيوترات وصوت القذائف وولولة الرصاص هي الكلمات التي يذيعها كل صحافيينا ومذيعينا ويحملها قادتنا ودبلوماسيينا هي صوت الشعب الصحراوي صوت حرب التحرير صوت بندقية المقاتل.

تعود اليوم هيبة الشعب الصحراوي الى مكانها المعهود الطبيعي وتعاد ترتيب الأشخاص والرموز حسب القرب من خط الشهادة ويعود المقاتل في جبهات القتال وأي تضحيات جسام وعمليات فدائية في المناطق المحتلة الى رأس الجبل.

الثورة الصحراوية هي ثورة تحرير ثورة مسلحة ثورة حسم بالروح والإيمان والعزيمة والشجاعة والتضحية وهي عطاء يسبق فيه الدم النازف العرق ويسبق العرق التعب وتترتب الأمور هكذا.

لذلك ظل المقاتل الصحراوي في جبهات القتال هو الممجد والمبجل والذي يفوق كل المكونات الأخرى وهو من يجعل شعبنا يجلس في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الإفريقي.

صفات المقاتل الصحراوي ظلت إضافة الى الشجاعة والتضحية والعطاء والقدرة الكبيرة على هزيمة المحتل تميز المقاتل الصحراوي بالنبل والتواضع والتكبر عن الدنايا والانضباط والمثالية والالتزام والدفاع عن المكاسب والذود عن المؤسسات وظل الحريص المتشدد على عدم المساس من قريب وبعيد مما يفكك وحدة شعبه ويخرج عن خط الشهداء البررة رفاقه الذين ينتظرونه بين الفينة والأخرى عند رب كريم.

ظلت صفات المقاتل هي صفات الشهداء الأبرار والرجال المثاليين ذوي الخلق العالي والطباع النبيلة الرحماء بالنساء والأطفال والمحترمين للآباء الكبار والذين لينة أكتافهم ومريحة وأجنحة ذليلة لهم ولكن هم الصخر الصلب في وجه المعتدي والطلقة الثاقبة الحارقة للغزاة الجبناء.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم