يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الثلاثاء، 10 مايو 2022

الحديث عن جبهة البوليساريو في ذكرى تأسيسها...

 


الحديث عن 10 ماي 1973 كالحديث عن النار واللهب، كالحديث عن الشمس والضياء، وعن القمر والنور، كالحديث عن الجسد والروح، عن الفم والصرخة، وعن الطلقة والمقذوف، عن الشريان والدم المتدفق...

لا يمكن فصل الفكر عن رأسه الذي هو الشعب، ثورة الشعب، وخيار الشعب، وغضب الشعب، وحرية الشعب، وديمقراطية الشعب، وقناعة الشعب، وتصميم الشعب، وتضحية الشعب، وعبقرية الشعب، ونضال الشعب...

10 ماي بالنسبة للصحراويين ليس مجرد رقم وتاريخ وذكري إنه ميلاد لتنظيم شعب وتأسيس لمرحلة جديدة، بناء حديث، وتأسيس لفكر حديث...

لا يمكن الفصل بين الغرسة وشجرتها، 10 ماي هو تأسيس جبهة البوليساريو التي أذاب فيها الشعب الصحراوي كل أدوات المقاومة، سكاكين وحراب وبنادق وحتى حجار وحبال لينتج السلاح الحديث الفعال الذي هو صناعتنا كلنا ومن أجله حملنا كلنا نفس السلاح الذي له هوية واحدة هي الشعب الصحراوي وجبهته الصادمة جبهة البوليساريو.

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساريو فخر الشعب الصحراوي والعلامة المميزة...

البوليساريو لم تعد عند جيلنا حركة بل هوية، وبطاقة تعريف، وجواز سفر، ولو كتبت بلغة الدول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية فإن ثورة الشعب الصحراوي هي البوليساريو العقل الصحراوي والعبقرية والملامح والتقاسيم والصخرة التي تكسرت على صلابتها كل المعاول والمطارق والفؤوس ولا تزال تشق طريقها نحو النصر لا رياح الخيانة ولا عواصف الغدر ولا الضعف البشري ولا يمكن الاستحواذ عليها.

كل مرة يدخل الشعب الصحراوي في معركة المؤامرة ولا ينقشع الغبار إلا وفي يده سيفه البتار جبهة البوليساريو يضرب به يمينا وشمالا مقطعا إربا إربا حبال وشباك المكر والخديعة.

ليست المرة الأولى التي يتم التآمر من رزمة السياسيين المرتشين الإسبان، ولا أعوانهم ولكن التاريخ أثبت أن إرادة الشعوب لا تقهر والشعب الصحراوي أرادة أن يكون البوليساريو هي روح الشعب الصحراوي وإرادته وسيظل قويا ومهابا ما دام متحدا ومنفذا بدقة لخطط وبرامج واستراتيجيات تلك الجبهة والعكس صحيح.

درست تجربة الشعب الصحراوي في مدارس كل حركات التحرير أرتيريا جنوب السودان ودول الطوق، وظلت أقوى من المؤامرات التي تحاك تجربة مريرة إنسانية واجتماعية وسياسية وثقافية وحتى عسكرية وظاهرة قل نظيرها وندر ندها، لقد حافظت على مقاومة هذا الشعب القليل العدد الكبير الإرادة الحسن التنظيم والتكوين والإعداد، فلم يكن الإحصاء الإسباني 1974 قد احصى عدد الصحراويين بأكثر من 74000 صحراوي في مواجهة جيوش جرارة وتآمر دولي ضخم.

اليوم البوليساريو والدولة الصحراوية تتجه بقوة وعقل وحنكة ولديها تجارب من الخبرات لا مثيل لها، ولديها من الثقة في نفسها والهمة والشجاعة أكبر من كلمات المثبطين الضعفاء والمتساقطين الهزل، فهنيئا لشعبنا بذكراه وبطريق الحرية ودرب الرجولة والنبل الذي اختاره وقدم خيرة أبنائه من الشهداء الأبرار ولا يزال العدو المختفي يحترق بنار القنوط فقد فات الأوان وحركات المؤامرات ستظل ارتدادات لنكستهم وهزيمتهم.

لقد أدى صمود الشعب الصحراوي ومقامته الباسلة بالملك وحاشيته الى بيع بنات وأبناء الشعب المغربي في سوق النخاسة وباع ارض المغرب للغرباء وأخيرا بعد العرض باع الدين، ومن أجل محاولة كسرنا تآمر من الشياطين ومع الصهاينة ولكن لم يزدنا ذلك إلا يقينا في قرب النصر، فما بعد الأرض والعرض والدين إلا الانتحار الوشيك...   

بقلم حمدي حمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم