يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الخميس، 19 مارس 2020

الى زملائي في القسم...1


سيتغذى هذا النص، بملعقة من حديد وقدح من نفس الخامة مليء حتى الطفح، بمرق العدس أواللوبيا وقطع الخبز الكبيرة في المطاعم المدرسية الشبه العسكرية، ثمانينات القرن السابق، وسيجلس على المناضد والمقاعد المشتركة الطويلة.
سيتغذى على وقفة معلم التاريخ بلباسه العسكري، وغطاء رأسه المطوي بعناية على الكتف الايسر، قطعة القماش المثبتة بزر، المكان المخصص لوضع النياشين والرتب. تلك التي ظلت فارغة، كجيوب القميص وجيوب السراويل، الا من قلم يحل ضيفا ثم يرحل.
تلك الملابس التي كانت تخاط في ورشة الخياطة، ونحن صغار خصيبي الخيال كثيري التساؤل كنا نتساءل عن جدوى خياطتها المعقدة.
معا في القسم كنا نقف احتراما لمعلمنا بنفس الثوب اللون يختلف ولكن بنفس التساؤلات.
كنا والى اليوم نقدر ذلك المعلم و اذا دخل الآن سنقف له أكثر احتراما واعمق تقديرا، وفي تلك السنين التي كان الآباء فيها شهداء أو معتقلين أو مقاتلين.
وشرف اتباع خطواتهم نحو تحرير الوطن، القدم على اثر القدم، هو ما يؤمن الطريق وتتضح وتبيّض وتصير سالكة.
أحلامنا ككل الأحلام ظلت أكبر من الاجساد ومن العقول، كنا نحن المستقبل الواعد، وكانت للأساتذة الفرصة أن يزرعوا أنفسهم من خلالنا من جديد ويتعهدون غرساتهم بالسقاية والرواء الطيب.
حلمهم أكبر من احلامنا، وأكثر شجاعة كانوا، لأنهم يرون المطبات والعوائق ويستمرون دون توقف.
المدارس التي بدأت بحفر وخيم هنا وهناك وسبورات متنقلة وطباشير والواح لمحو الامية.
تحولت الى مدرسة مثالية، وصفتها احدى الصحفيات السويديات آنذاك قائلة "لقد زرت أكبر ساحة مدرسة في العالم".
نحن كتبنا على قوس الدخول "مدرسة 12 أكتوبر التدريب واجب وطني"
يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم