يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الجمعة، 20 مارس 2020

كورونا "يعيد العافية الى النسيج الاسري "

المقال كتب يوم 12 مارس 2020
اضغط على التاريخ اسفل مباشرة لقراءة المقال
أُعلن اليوم عن توقف الدراسة في منطقة "كيبوثكوا" التي عاصمتها سان سباستيان...
لمدة اسبوعين والسبب يرجع الى الاجراءات المتخذة من اجل الابطاء من توسع انتشار الفيروس، لحين التوصل الى دواء أو رحيل الفيروس بأمر الله...
سبّب بقاء الاطفال في البيت الى تغير مفاجئ وارتباك حاد في حياة الناس في هذا البلد الاوروبي الذي ألف واعتاد على ان المنزل للنوم فقط وبعض الاوقات المستقطعة من زيارات خفيفة، ذلك أن المقهي والبار والمطعم والساحات العامة هي الاكثر استخداما لقضاء الاوقات خارج وقت العمل.
اما العائلات الصحراوية المغتربة فصالون البيت هو اكثر مكان يقضى فيه ساعات اليوم، ولن يتغير شيء في عجلة وروتين الحياة.
ستخسر الكثير من الحانات والبارات والمطاعم زبائنها وسيرجع الناس في اغلبهم الى عادة اعداد الطعام في البيت، وهو ما نجم عنه الاقبال الشديد على شراء المواد الغذائية ولوحظ نقص كبير في بعضها وعلى رأسها الحليب والسكر والارز والعجائن وأدوات النظافة، غير ان المتاجر تطمئن الزبائن على ان غدا سيكون السوق مملوءا...
ما الحكمة التي يمكن أن نستخلصها اليوم؟؟؟
وأين سيتجه الانسان في حالة غلق الاماكن العامة، طبعا الرجوع الى البيت والسكن وفي حالات الاصابة تبرز أهمية الاسرة التي أسست الحضارة الغربية على تحطيم بنيتها وتقزيم أهميتها.
بيوت العجزة اغلقت في كثير من الأماكن، والاستحواذ على الناس وتفريقهم من خلال وسائل الاعلام الحديثة التي حصلت في القرن الماضي وامتدت الى قرننا هذا عن تخطيط أو بشكل تلقائي هناك الكثير من الجدل في ذلك لكن بدايات الامر كانت من الدعايات لموضة تجميع الناس في المسارح والسينما وحشوهم بالمادة الاعلامية الى تصغير تجميعهم حول التلفاز الصغير ثم لاحقا البورتاتيل أو الهاتف المحمول لينفرد بالشخص تماما بعيدا عن الاحتكاك باسرته ومجتمعه بشكل مباشر...
كلها خطط أرادت للانسان أن يعيش في عزلة ليسهل توجيهه ويتحكم فيه بتلك المادة الاعلامية، وتسوق له ما تريد.
فيروس كورونا أعاد الاطفال الى البيت والاب والام والجدة والجد مجبرين، الى دفء وأبرزت أهمية وضرورة الاسرة.
ومن ليس له أسرة يموت في بيته وحيدا. وهو ما يفشل تلك الفلسفة الغربية ويبين عيوبها والثغرات الكبيرة والفجاج والثقوب فيها وهشاشتها حينما توضح على مذبح واختبار الموت والحياة ولو الى حين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم