يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

السبت، 13 فبراير 2016

الانسان الصحراوي كيف يجب ان يتغير؟؟

هل الانسان الصحراوي يتغير ؟
و عندما اسال...اعني ما اقول هل الانسان يتغير من الداخل؟
تعلمنا منذ الصغر...منذ ان عرفنا حرفي المنع ... " ل ا " !...لا تفعل!..اما نعم فتعلمناها لوحدنا...لانها الفطرة...
            تعلمنا منذ الصغر ... الشيأين: الخير و الشر...المرغوب و المكروه , تعلمنا ذينك اللونين الابيض و الاسود , رغم ان بينهما تداخل كبير...و مساحات واسعة للعبور... تركت لنا لنتوه...
امتددات كثيرة من الضوء و الظلال , تشكل الالوان التي نراها في الطبيعة...
         لا هي , لا! خالصة  , و لا هي , نعم! بيّنة ,  و عندما نعبرها لغريزة حبنا للتعلم و الاكتشاف ... تبدأ اللاءات مِنْ مَنْ يرشدنا خوفا علينا من المجهول , و الانسان بطبعه يكره ما يجهل...
             كلما ارتفعت قامة العمر ظهرت لنا مرتفعات جديدة و اراض جديدة متنوعة و متلونة و متبابة تدهشنا اكثر... ذلك المحيط الذي يظل يتسع و يكبر و يعظم حولنا , يصير خارجا عن السيطرة , يلجئنا الى طرح المئات من الاسئلة على انفسنا و عندما تعصي الاجابة نمطر المحيطين بنا علهم يساعدونا في فهمها ...
          الاسرة و المدرسة و الاصدقاء , هم مجتمعنا البسيط الاول الجميل المبهر الذي كان يفتح امامنا ابواب الاسرار و يضحك لاسئلتنا البسيطة و يجاوب عليها بسهولة ...في ذلك الزمن الذي لم نكن نرى فيه الا اللونين الابيض و الاسود كانت الصورة بسيطة و مريحة ... لذلك يتوق الانسان الى زمنه الاول و صغره ... العمر الذي كان الطفل يستيقظ باكرا  لينطلق في الحياة... كجزء من العابه...
        وهكذا و بناء على ذلك و للجواب على تلك الاسئلة , انشئت المحاضر و المدارس و الزوايا و المؤسسات التعليمية و غيرها كثير...لايصال تلك المعارف و التجارب و الافكار و العبر التي راكمها الانسان عبر مئات السنين من الجهد و المثابرة و الخبرة...
       ان تشكل الانسان في محيطه هو مهم لفهم الانشغال الذي يطرحه المجتمع , اما ان نشكل شخص خارج محيطه و نطالبه بفهمنا و فهم انشغالاتنا و مشاعرنا و افكارنا و تطلعاتنا فاننا نظلمه كثيرا و نطالبه بما لا يفهم و لا يحس و ان كان يجري فيه دمنا فان تركيبته العقلية تختلف من حيث الواقع كثيرا عنا من حيث بديهيات التربية و السلوك و اسلوب الحياة و غاياتها و افقها...!
       ان من فهمنا لاسلوب تربيتنا في الاسرة و ما يقدم للطفل في المدارس و المحيط , يقدم لنا صورة جلية للانسان الصحراوي الامس و اليوم و غدا ...
     و هذا يساعد في فهم المجتمع و تفهمه , في فهم حتمية تغير اسلوب تفكير الاجيال.
                و بالتالي هذا يساعد الاجيال الجديدة في استخلاص التجارب و الاستماع اليها و اثراء عقولها بها مما يساعدها على فهم ذلك البناء كيف اسس و كيف بني طوبة طوبة و كيف خطط له و تفاصيل الانجاز و كلفته ... حتى يتسنى لها ان تعرف كيف تتعامل مع هذا الميراث و الصرح الذي ستتسلم و تعطيه القيمة التي يستحق ... 
            و يعطي فكرة اخرى للجيل المغادر و القائد عن افكار الجيل الجديد و يتقبلها كما هي , لا كما يريد هو ,  فلن تكون ابدا  نسخة طبق الاصل منه...
       يجب ان نعى ان العالم يتغير من حولنا , فالطفل الذي كان يطرح عليك السؤال قد لايحتاجك الان للجواب ... فهناك الانترنت وهناك القنوات الفضائية ...و كل الوسائط الاعلامية المختلفة...
     و هنا يدق ناقوس الخطر و يصعب الفهم للانسان في هذا العالم الجديد ... لذلك يجب ان ناخذ المبادرة و لا نترك الانسان الصحراوي يتشكل ليصبح انسانا آخر لا نعرفه و لا نفهمه و غير الذي نتوقع و بالتالي  نصاب بالمفاجآت و تكون قراراتنا بعيدة عن الفعالية و التاثير و تغرد خارج المحيط ...
      ان التأخر في فتح الوسائط الاعلامية هو خسارة للوقت و تضحية بفكر و عقل الانسان الصحراوي و تركه ورقة مفتوحة و عجينة طيعة ليشكلها من يشاء , ان العالم لا يعرف الفراغ و اذا لم تملا انت ملاه غيرك ...
       ان الانسان الصحراوي بالامس التي تخفى عليه الامور ليس هو الانسان اليوم , و لم يعد عصي على الفهم كيف يمكن ان نسير 
مدينة من مليون شخص بسهولة ... المدخولات و المخرجات ...
       لم يعد هناك من يستطيع اخفاء شيء في المجتمعات  الحديثة اكثر الاسرار في دهاليز اعرق المخابرات في ايدي ابسط الناس...
مكالمات و صور  وزيرة الخارجية الالمانية و حياتها الخاصة  , يضحك منها فلاح مصري تحت ظل شجرة في حقله...
       مخططات العدو و رشاويه للكتاب و الصحفيين الاجانب(اما العرب فلم يتكلف كولمان عناء نشرها) لنشر  اكاذيبه لخير دليل على فقدانه المصداقية و عجزه عن فرض الامر الواقع اعلاميا و  برامجه المخادعة على صفحات الانترنت ...درس للمغفلين الذين يستمعون ليل نهار لذلك الشحن التحريضي في وسائط العدو , و لا يعلمون انها كلها اكاذيب , لا يفرقون بين الخبر و التحليل و التحريض...و غيرها من اساليب الاعلام ...
     ان هذه لاشارة للبيب , ان العدو يضخ المال بلا حساب من اجل تغيير , الذهنية العالمية و الراي العالمي , و هو ما يفعله مع الذهنية الصحراوية فهل نحن سنساعده بالاستماع اليه من جهة , و عدم العمل اعلاميا رغم سهولة انشاء صفحات و مواقع اصبحت لها التاثير الكبير على الاجيال الحديثة ...
      هل الانسان يتغير؟ نعم ...
هل الانسان الصحراوي حالة شاذة لا يتغير؟ لا 
في اي اتجاه , 
الآن الاسرة صحراوية لكن التلفزيون مليئ بالقنوات...!!
...المدرسة صحراوية... المحتوى؟ 
هل ننتج مادة تغذي العقل الصحراوي؟و هل تكفي؟و هل تفي؟
نعم الاسرة , المدرسة , الاعلام... ثم ماذا؟
الاساليب المنتهجة في ايصال المعلومة , الفكرة , لا تكون فعالة اذا لم تكن 
مشاركة , دائمة , معاشة...
و هذا ما عملت عليه الثورة الصحراوية ... وخصصت له جهاز خاص ينضوي تحته المقاتل في جبهات القتال, المراة في المؤسسة و الحي,الطالب في المدرسة و الجامعة, الجالية, المناضلين في المناطق المحتلة...
اين عمل هذا الجهاز الذي يوصل المعلومة الدائمة اسبوعيا , الاخبار تطور القضية, يجاوب على التساؤلات الانشغالات يطرح الهموم و هو المصدر الآمن...
لا شك اننا في حاجة اليه اين هذه التجربة التي اختفت؟..؟؟؟
تجربة التاطير للجسم الصحراوي ...ام انها بالية؟؟؟
اين البديل؟؟؟
       الاطباء الصحراويون مستعدون بلا شك في ان تصلهم اسبوعيا اخر الانجازات و التطور في مجالهم , لا شك انهم مستعدين مع ذلك و راغبين في ان يصلهم آخر الاخبار عن قضية شعبهم , مستعدين ان يشكلوا خلايا او جمعيات او هيئات تربطهم مع اخوانهم في اي تواجد للجسم الصحراوي , المناطق المحتلة , الجاليات , المخيمات....الخ
المهندسون , الاعلاميون , الصحفيون , و الخريجون في كل تخصص على حدة...
ان ربط الجسم الصحراوي باساليب جديدة مهم جدا لانه يعتمد على التخصص و الوطنية...
يقتل الافات الاخرى كالقبلية و الجهوية و التمصلح ...
و ان هكذا افكار و بدائل هي التي تغذي الجسم الصحراوي و تبث فيه روح الاتجاه الى المستقبل و تغلق الباب على الدخلاء و تحصن و توحد الافكار و التطلعات ...و تؤمن الاتصال و الوحدة و نبقى نرى الانسان الصحراوي يتشكل لفائدة مستقبله لا كما يرادله...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم