يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الأحد، 7 فبراير 2016

البحث عن العقول...

  
   

     في سياقات كثيرة نكتشف كل يوم الانا تتعاظم عند كثير من الصحراويين , و السؤال المطروح هل ما يقوم به الانسان هو لصنع مجد خاص ام من اجل فك المعاناة التي يعيشها شعب لا يزال مسلوب الحرية في عالم 2016 , و من العار ان يتحول المناضل من مؤدي لمهمة يقول نعم حاضر ما ذا تريدون أيضا من اجل ان نصل بهذا الشعب الى الاستقلال ? الى انا لا اصلح لهذا و لا يليق بي كذا . و هنا نستحضر الشهيد الولي مصطفى السيد المناضل و الرجل الذي يليق به أي مكان و أي مهمة بل نستحضر الشهداء من مختلف الاعمار الذين تركوا أموالهم و أهلهم و دراستهم و أعمالهم و هبوا الى الجهاد في سبيل الله أولا و الوطن المسلوب و في وجه آلة جهنمية همها ابادتنا بقهرنا و تصفية شعبنا و بلعه لم يقل احد يومها انا لا يليق بي كذا و كذا ...بل قالوا ارواحنا ها هي على اكفنا و اغلى ما نملك هي ...!
بل لا يزال ابطال ضحايا الحرب يعيشون بيننا شهداء احياء ...
بل لا يزال شبان في عمر الزهور يقبعون في سجون العدو اليوم , تحت احكام 20 سنة و 30سنة و احكام بالمؤبد , ولم يقولوا انهم ليسوا على قدر المهمة في اشعال انتفاضة لا يزال وهجها يتأجج.
و لا يزال الصبية و النساء و الشيوخ تسيل دماءهم و يهانون و لم يستكينوا و لم يهنوا ...
و لا تزال الالاف من أهالينا تعيش تحت الخيم في الحمادة صحراء الصحاري و شريدين في المنافي الاجبارية...
صحيح ان الثورة تنتقل الى أجيال جديدة و نتكلم من ناحية العمر , غير ان الرجال الذين يقودون الدول و الشعوب يجب ان يبقوا عظاما عظمة هذا الشعب , و اخلاقهم يجب ان تتناسب مع خلقه و ان يظل تفكيرهم في الطريق و انارته و الصبر على مكارهه و منغصاته ان كانوا فعلا عظاما و رجالا حقيقيين , فالقناعة و المثالية و الترفع عن الانا الذاتي و لا ننزه الا من مات اما الحي فالله ادرى بما تأتيه به الأيام ..
ان أبناء هذا الشعب سواسية لا فرق بينها الا بالتفاني و الإخلاص الذي لا يكتمل الا بوفاة الانسان , فكم من رجل حمل صفة الابطال و قيل عنه و قيل و قيل و الان هو في زبالة التاريخ و خارج التصنيف و الحساب و في أحضان العدو يخطط يوميا من اجل تدمير شعبه ...
ان الانسان عندما تكبر نفسه عنده فان الآخرين بطبيعة الحال سيتناقصون و يصغرون امام تخيل نفسه القاصر . و قد قالت العرب "خادم القوم سيدهم" , و كان لنا في أصحاب رسول لله صلى الله عليه و سلّم ,عبرة عندما عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد , الذي كان ينتصر في كل المعارك التي يخوضها المسلمين , عزله عمر بن الخطاب كي يعلم الناس ان النصر مع الصبر و ان الله يهبه للناس جميعا و ليس بخالد بن الوليد , و قبل خالد راضيا من اجل احترام القانون و سلطة المسلمين و ليضرب درسا في التواضع و ما ادراك ما خالد بن الوليد...
ان الكبرياء و التكبر صفتان مذمومتان عند الله و عند الناس , و هناك اشخاص قد يقبلون بالتذلل لاشخاص و لكنها قضية مذمومة عند شعبنا بصفة عامة , لانها تصنع حول الانسان هالة خيالية من الابهة و لا يقبل الخروج من تلك الغرفة المكيفة و يرى انها ملك له وحده في حين ان الدور الذي يقوم به يجب ان يكون دورا تفكيريا و يجب ان يتحول الانسان الى الهّم العام و ما تحمله كلمة هم من معنى , أي انه ان لم يحس بالتورط و التعب و الإرهاق و الاكراهات فانه ليس بقدر المسؤولية , ,,
ان مسؤولا يبيت قرير العين مستراحا , و يأتي متأخرا للعمل و يخرج خارج ادارته التي هي محل عمله بعيدا جدا من المسؤولية و بعيدا من الرجال الذين تتكل عليهم مهمة ارجاع الشعب الى الأرض...
اما الذين يشترطون و يخرجون الأمور عن قنواتها التي يجب ان تصرف اليها فهم خارج القانون و قد يتحولون الى قطاع طرق او مقاولون خواص... يبحثون الى الشهرة و كم عبثت الشهرة و أطاحت من رؤوس...
ان العمل بصمت و تؤدة و عقل راقي و تفكير بعيد , عكس العمل ببهرجة و نرفزة و عقل اللحظة و قصر التفكير ...
و كلاهما يعبران عن معادن الرجال و تحملهم و صبرهم و ما المسؤوليات الكبار الا لذوي العقول الراجحة و الجبال الثابتة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم