يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

مدينة لكويرة...المنومة




زرت المدينة المدينة لنا بالزيارة و يا ليتني ما زرتها؟؟؟؟
1
كانما ازور مقبرة عظيم...
فهي رغم دفنها في قبر سني...بلا شارات و لا لافتات...
الا ان زوارها كالشيعة مع قبر فاطمة الزهراء ...يعظمونه و يقدسونه...
و كقبر فرعون...لا تزال تنتصب حولها الحكايات و الحراسات...
و تظل كالبركان الحي... و ان كان خامدا فان ارضه بلا سكان...
تريد ان تبقى حقل الغام... يخافه و يهابه  الجميع...
2
تاتي الكويرة في اخر عنقود مدن بلادي ( بنت الركبة)...
وجهها  الشاب الناضر المكتنز حيوية...
تحجبه اليوم رمال كئيبة؟؟؟...
كورقة تغليف كيس الاسمنت في الطبقة الثانية...ذات اللون الاصفر الرمادي...الذي لا يحمل اعلانات و لا اشهارات و لا اي الوان و لا حتى تسميات...
كالمحارة تخبئ و تطبق صدفتيها على لؤلئها الثمين...
3
لقد حسمت امرها و طوت حصائرها ....و دفنت تحت الرمل حليها  و قلائدها و خلاخلها و كحلها و ادوات زينتها...
و كمكمت و لفت... شوارعها و زقاقها و اغلقت ابواب دكاكينها العامرة و سدت  بيوتها و مدرستها الوحيدة و مسجدها الوحيد و سوقها الوحيد و مستوصفها و كنيستها الوحيدة فكل ما تملك  اصلي و وحيد و فريد...
4
تريد ان تختفي و تتوارى عن الانظار...
لتصرخ عاليا و تلطم و تضع التراب على راسها...
و من كثرة الصراخ بحت و فقدت صوتها... و لكننا نراها تحثو التراب على قفاها حتى تحولت الى كثبان رملية...
5
ايتها المدينة...
الارملة الوفية  التي تختبئ تحت دثار من الرمل السميك...
كانما  تخفي وجهها بلثام صحراوي...
و كقنفد احس بالازعاج... و تحول الى كومة اشواك منتصبة كمئات الحراب و السيوف...
ايتها المدينة المدينة لنا بالكتابة عنك... كل يريد ان يملكك و كل يمدح ودك  و لكنهم جميعا
يرونك تنتحرين...
و الرمل المليئ بالسيليكون تبلعين...
كل هذه السنين...
فاصبري نحن نعرف من تنتظرين و اهلك ينتظرون كما انت تنتظرين...
6
ايها الملاك الابيض النائم قرب البحر…
و يا وسادة الدلافين و الفقم…
لا تستيقظ  الان و نم…
 فما رايت ليس الا حلما من وحي الشياطين...
فغدا تصحوا على صبحك الجميل...و على انغام زمجرة موج محيطك الجميل...
نشرت هنا
نشرت هنا 1
نشرت هنا2



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم