الانسان الصحراوي عندما يقف على جبل من جبال الصحراء او على كثيب عال و يري انسياب انبساط الارض و شساعتها تحت قدميه … يحس بالحبور و السرور و الغبطة تملا عليه جوانح نفسه … و ربما مد ذراعيه لاحتضان املاكه التي تضيق زاوية ذراعيه عن تحديدها مهما حاول فتح و توسيع الزاوية بين الذراعين…..كل الارض التي يمرر عليها عينيه فاحصا و متاملا و التى لا يقف في وجه تمددها و اتساعها الا الافق… هي ملكا له …نعم كلها بيته و مسكنه و مرتعه و مقامه … يمكن ان يختار اي بقعة … اي واد …اي فرع منه… دفئ او ظل اي شجرة طلح او غيره … و اي جرف… و اي منبسط او ملتو …و اي سهل و اي وعر… و يمكن هكذا جزافا ان يغمض عينيه و يمد اصبعه ثم يختار عشوائيا اين يحط ركابه و اين يحدد مبيته او مقيله …. و هو هكذا دائما بكل تلقائية يختار اين ينصب خيمته … يختار اطهر الاماكن و انظفها و احبها الى روحه … حياته تتجدد يوميا لا يقربها الملل و لا الروتين لا يكدر صفوها شيئ و لا ينغصها عليه متطفل … و تنقله في بلاده و اوكاره كالطفل مع العابه لا يمل لعبة الا ليختار اخرى و سعادته و غبطتة لا تشبه الا سعادة و غبطة الاطفال…. …
اما اذا راى خيمة او راكبا فذلك المنى له ولهم… سوف ينزل الراكب الى الخيمة فيجد البشاشة و اهلا و سهلا و اخواتها و ترحاب لا يكاد ينتهي … من الرجل من المراة من الطفل و ممن عندهم… و لا ينتهي الترحاب الا و قد جيئ باللبن و التمر و الشاي و الشواء… و في جو من التلقائية و المرح المؤدب الجميل يتسلى الجميع و ينخرط في الاستمتاع بالاخبار و الحكايا حسب عمر الشخص و مكانته و ثقافته و يودع الجميع مرغما يوما من ايام العمر السعيد و الحياة العذبة في الصحراء و ليبيت مطمئنا هانئا فالعرف و المثل الصحراوي يقول ان “من بنى خيمة فليست له و حده بل لضيف الله ” لمن ليس لديه اين يبيت ؟؟؟
اما اذا اتفق ان من رآه راكبا اخر فسيجد رفيقا رفيقا و سيتسابقا و يتنافسا كل يريد ان يكرم الاخر و يظهر من اي فرع نبت في حسن الخلق و الرفقة الحسنة و ربما تحولت الى صداقة من صداقات العمر التى لا تزول اثارها و لا تمحى بصماتها…
لقد وهب الله للانسان في هذه الربوع بيتا واسعا و ضخما باتساع قلبه و طيبته و كرمه و تسامحه … كل شيئ كبير في ارضه حتى الشمس عندما تشرق تشرق ضخمة كبيرة …. و حتي القمر يعز عليه ان لا يقترب ليسمع حكايات اهل الصحراء الجميلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق