يحررها حمدي حمودي

يحررها حمدي حمودي

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

ام ادريكة كي لا ننسى ...


اهداه جده محبرة و قلما و سكينا كمنجرة...
و عدة و صايا مسطرة و سجادة و بندقية و خزنة رصاص معطرة...
و جمل حرب مدربا براحلته و قربته و اشياء على كفله مكورة...


و اهدته في ما اهدته الجدة مع اشياء اخرة...
دمعة معصورة مقطرة...
و شهقة و زفرة و ضمة مدمرة...
و ادعية بلا حجاب دون السماء...مكررة...


و اخت له حائرة في عينيها دمعة منتظرة ...
و غصة في حلقها مستنفرة...
و ودعنا الجيران و اختفت وراءنا الخيم البيضاء و السوداء المعمرة...


و مضينا نبدل الحنان المحفور في الحنايا... بحنق شديد يغلي جمره...
فاعددنا للعدو و جبة من سم زعاف و حنظل مر مغرغره...


وبعد اوبتنا وجدنا الخيم بالارض سويت..... عبثت بها ايد جيران غادرة...
فياليتك مت قبل ان ترى عبث الغول البرابرة...
جثث للاهالى مكومة و مبعثرة و محرقة و مغورة...
و اطفال اوصالهم مقطعة و اشلاؤهم مفحمة ممزقة مشطرة...
و خيم بقصف الطائرات محرقة بالنابالم و الفو سفور الابيض و روائح الموت منتشرة...
و ياليتك مت قبل ان ترى اما مكلومة فقدت كل ابنائها بكماء هائمة حائرة...
و ياليتك ما رايت راي العين اطفالا يبكون اما مدفونة في حفرة غائرة...
و ياليتك مت قبل ان ترى الاشجار صارت شواهدا للمقبرة...
و يا ليتك مت قبل ان ترى يوما من ايام الاخرة...


و رحلت من ام ادريكة الحفنة الجريحة عن المقبرة...
عن المدفن الاليم الذي ابقى في القلوب ما ابقى من اثره...
لا يمحى ابدا!!!
كيف تنسى
الجريمة...
المحرقة...
المسلخة...
المجزره...


رحلت البذرة النواة الصلبة التي ستنبت الدولة المنتظرة...
ستنبت مئات الآلاف من الشجر من البشر ذي القناعات المتجذرة...
هي كالهجرة النبوية قدر عليها ان لا تكون الا بعد معاناة عسرة...
قد ابدلنا اليوم الجمل... بالناقلة المجنزرة...
و بندقية الجد...بالرشاش و المدفع و صرنا جيوشا مدربة و كل كلمة تعني القوة و المنعة ...
وكم ثأرنا... و كم قتلنا... و كم اسرنا... من جنود... و ضباط... و ربان... و كم اسقطنا من طائرة...
و كم و كم و كم ...
و لكننا لم نقتل طفلا و لا امرأة و لا شيخا و لا شجرة...
فنحن براء من تلك الطباع المنفرة...
طباع الضباع و الذئاب طباع البرابرة...


لكننا لن ننسى ام ادريكة....
الجريمة و المحرقة و المجزرة...
الابادة الجماعية...
و الخطة المدبرة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة النجم

  مجلة النجم